ما مدى تضرر البشرة من أشعة الشمس؟
قال “د. صلاح صافي” أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية. عن استخدام واقي الشمس في فصل الصيف. من فضل الله تعالى على الشعوب العربية أن حباها بنوع بشرة معتدل ومقاوم لحرارة الشمس، وفي نفس الوقت حبانا الله بدرجات حرارة معتدلة في غالبية أيام السنة، على عكس الكثير من الدول الإسكندنافية التي تمتاز بشرة شعوبها البيضاء بقابلية شديدة للتصبغات والأمراض والسرطانات الجلدية بسبب التعرض للشمس.
وكما أن للشمس العديد من الفوائد، فلها أيضًا الكثير من المخاطر، إلا أن هذه المخاطر لا يمكن أن تُشكل حالة من الهلع أو الفوبيا، لأن المخاطر في حد ذاتها لا تنتج إلا عن طريق التعرض الكثيف والطويل لأشعة الشمس الحارقة في أوقات ذروتها، وهذه المخاطر قد تحدث إما على المدى القريب أو على المدى البعيد.
أهمية إستخدام واقي الشمس
تابع “د. صافي” واقي الشمس ليس معروفًا تاريخيًا، فهو إختراع حديث بكل المقاييس، وقديمًا كان الإنسان يستخدم طرق العزل الفيزيائية عن أشعة الشمس، مثل تجنب التعرض للشمس في أوقات الذورة أو تغطية الوجه بغطاء أبيض اللون لمنع إمتصاص الأشعة، وغيرها من الطرق المنوط بها تخفيف الضرر المُصاحب للتعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة.
وتجدر الإشارة إلى أن مخاطر الشمس تزيد حدتها في الفترة التي تكون فيها الشمس عمودية (بين العاشرة صباحًا إلى الخامسة بعد الظهر)، وهذه هي الفترة الأمثل لتجنب التعرض للشمس أو إستخدام واقي الشمس إذا كان بُدٌ من التعرض لها، أما في فترات الصباح وبعد العصر تكون الشمس مائلة، فهي فترات يقل فيها ضرر الشمس.
ولا ننكر فوائد إستخدام واقي الشمس، والتي منها:
الحماية من التجاعيد، لأن تراكم التعرض لأشعة الشمس قد يسبب ظهور التجاعيد في وقت مبكر، الأمر الذي يقلل واقي الشمس من فرص حدوثه.
• يحمي واقي الشمس من الإصابة بالتصبغات الجلدية واختلاف لون البشرة.
• يحمي واقي الشمس الذين تفرض عليهم ظروف عملهم المكوث لفترات طويلة تحت أشعة الشمس.
• يحمي واقي الشمس أصحاب الحالات الخاصة مثل مرضى البهاق أو غيره من الأمراض الجلدية.
يحمي الواقي أصحاب البشرة الشديدة البياض لأنه تزيد عندهم فرص إصابة الجلد بالأمراض الناتجة عن أشعة الشمس على المدى البعيد مقارنة بأصحاب البشرة الداكنة.
ما التفسير الطبي لتَسَبُب الشمس في زيادة التجاعيد والبقع والهالات السوداء؟
التجاعيد هي ظاهرة تراكمية تزيد في الإنسان بتقدمه في العمر، نظرًا لضعف عضلات الوجه في الكبر بفعل إنفعالات التعاسة والسعادة والفرح والحزن والتعب والإرهاق على مدار سنين عمره، مما يؤدي إلى وجود تجاويف بين العضلات وتظهر التجاعيد. وهذا هو العامل الطبيعي العام.
وتوجد عوامل فيزيائية أخرى تؤدي إلى إرهاق البشرة، والتي من ضمنها أشعة الشمس، لأنها تقوم بتكسير بعض الخلايا وإماتتها. ضِف إلى ذلك إستخدام المساحيق التجميلية للنساء، والآثار الجانبية لبعض الأدوية على البشرة.
وتوجد عوامل هرمونية ناتجة عن التغيرات الهرمونية في الجسم، بسبب إستخدام بعض الأدوية مثل أدوية منع الحمل.
هل يتعارض إستخدام واقي الشمس مع إستخدام مستحضرات التجميل عند النساء؟
اليوم لم تترك شركات التجميل بابًا لملائمة منتجاتها للمرأة في كل حالاتها وأنشطتها اليومية إلا وأغلقته، لذلك صنعت وجهزت الأصناف التجميلية التي لا تتعارض مع إستخدام واقي الشمس. لكن من الناحية الطبية لا يُستبعد تأثير هذه المستحضرات على آلية عمل واقي الشمس الكيميائي.
ما هي آلية عمل واقي الشمس مع البشرة؟
يعمل واقي الشمس الكيميائي على إنكسار أشعة الشمس الملامسة للبشرة للحيلولة دون دخولها إلى طبقات الجلد الداخلية ، ونُشير هنا إلى أن بعض أنواع أشعة الشمس مثل أشعة UVB, UVA تخترق إلى الطبقات الداخلية للجلد، فبعضها يدخل إلى الطبقة الثالثة، وأخرى قد تصل إلى الطبقة الداخلية تحت الأَدَمة، والنوع الأخير هو المسئول عن تخريب البشرة وتكسير الخلايا أو التأثير في كفاءتها وعمرها.
ما الفرق بين البشرة داكنة اللون والبشرة فاتحة اللون؟
أوضح “د. صافي” علميًا يتم تقسيم أنواع البشرات من رقم 1 إلى رقم 5 من حيث درجة اللون، والشعوب الأوروبية يتمتعون ببشرات في التقسيم رقم 1 و2، أما الشعوب العربية فتتراوح البشرة عندهم بين رقم 3 إلى رقم 5. ودرجات اللون تلك تعبر عن نسبة وجود مادة الميلانين في الجلد، وهي المادة الحامية للبشرة من الإصابة بالحروق المباشرة عند تعرضها لأشعة الشمس، لذا تكثر نسبة الإصابة بهذه الحروق في الدرجات 1 و2 لأنها تفقد وجود هذه المادة لذلك هي أكثر عُرضة للإصابة بسرطانات الجلد على المدى البعيد، أما الطبقات 4 و5 لديها درجة من التحمل وإمتصاص الأشعة دون حدوث الحروق.
لذلك دائمًا ما يُنصح أصحاب البشرة البيضاء بالتعرض الأقل لأشعة الشمس، وإستعمال واقي الشمس وطرق الحماية الأخرى بإستمرار.
ما الفرق بين الدرجات المكتوبة على عُلب واقي الشمس؟
المقصود بالـ SPF هو Sunny protector factor أي درجة الحماية من الشمس، ودائمًا ما يُعبر عن هذه الدرجة بالأرقام، لذا نجد عُلب واقي الشمس مكتوب عليها 15% أو 30% أو 100% وهكذا، والذي يحدد الدرجة الأنسب لكل شخص هو:
• لون البشرة.
• طبيعة العمل.
• فصول السنة، ودرجة الحرارة.
• المنطقة التي يعيش فيها الشخص.
فأصحاب البشرة الوسطية – مثل الشعوب العربية – لا داعي لهم لإستخدام درجات الحماية العالية، ويمكن الإكتفاء بدرجة 30% فقط.
ونُشير إلى وجود نوع من المنافسة التسويقية بين الشركات المصنعة لمستحضرات واقي الشمس بعيدًا عن الفوائد الطبية، لذا لجأت الكثير من الشركات إلى توحيد درجة الحماية بـ 50%+ كنوع من الترويج المتشابهة.
كيف نُحدد عدد مرات الإستعمال الكافية لواقي الشمس يوميًا؟
يتوقف عدد مرات إستعمال واقي الشمس في اليوم على المدة الزمنية التي يقضيها الفرد تحت أشعة الشمس، فأصحاب الأعمال المكتبية وقليلي الحركة النهارية تكفيهم مرة واحدة في اليوم، أما أصحاب العمل الميداني المُعرضون لزيادة التعرق والمكوث فترات طويلة تحت الشمس قد يحتاجون لإستعمال الواقي لأكثر من مرة، وبشكل عام قد يكفي تجديد دهان الجلد بواقي الشمس كل 3 ساعات لحمايته عند التعرض الطويل لأشعة الشمس.
كيف نختار النوع الأنسب من واقي الشمس من بين كل هذه الأنواع التجارية المنتشرة؟
الأساس في اختيار النوع الأنسب للفرد هو معرفة نوع البشرة، فلا تستقيم الأنواع اللامعة مع أصحاب البشرة الدُهنية مثلًا، لذا وجب التعرف على تكوين المادة الفعالة للمنتج ومدى ملائمتها لنوع البشرة، وللعلم فإن الإختيار الخاطيء الغير متناسب مع طبيعة البشرة قد يضرها مرضيًا.
العامل الآخر في الإختيار هو عدم الإنجرار وراء الأنواع رخيصة الثمن، لعدم كفاءة المواد الكيماوية الداخلة في تصنيع هذه المنتجات الرخيصة، إلى جانب ضررها إذا كانت رديئة أو غير مطابقة للمواصفات أو إن كانت بعيدة عن الرقابة الحكومية.
العامل الأخير للإختيار طبيعة الممارسة الحياتية تحت الشمس، فالذين يذهبون في العطلات الصيفية البحرية أو إلى حمامات السباحة لهم أن يختاروا أنواع الواقي المقاوم للماء، لتجنب إزالته بمجرد النزول إلى البحر أو المسبح.
هل لواقي الشمس أهمية مع الأطفال؟
يُفيد واقي الشمس في حماية الأطفال أثناء الرحلات البحرية والأيام الرياضية والتنزهات التي يقضون فيها اليوم بأكمله تحت أشعة الشمس، لكن لمجرد الذهاب للمدرسة أو خروج من المنزل لوقت قصير فلا يستلزم الأمر ذلك. فلا ننسى أن الأطفال يحتاجون لفيتامين د لإتمام عمليات النمو السليمة للجسم.
ما أكثر المناطق الجسدية المُسْتَلزِمة لإستعمال واقي الشمس؟
عادة ما يُستعمل الواقي في المناطق المُعرضة لأشعة الشمس، وأول هذه المناطق الجسدية وأهمها الوجه والكفين، ومن المعلوم أن واقي الشمس يُكلف إقتصاديًا، لذلك كلما كانت مساحة المنطقة الجسدية أصغر كلما كان أوفر. وفي حالة زيادة مساحات الجسم المُعرضة للشمس مثل أوقات السباحة يمكن إستخدام اللوشن أو الإسبراي بدلًا من الكريمات لأنها أرخص وتُغطي مساحات واسعة من الجلد بكفاءة أعلى.