هناك خوف دائم من مرحلة التوجيهي، وخوف من النتائج، والربط باحتمالات وأفكار قد تكون لا عقلانية، وهي تصورات وتخيلات موجودة وبعيدة عن الحقيقة.
لذلك يجب عند بداية العام اقناع الطالب أن هذه سنة عادية، وهذه السنة سوف تنتهي بامتحان سوف يقيس القدرات، وهذا الامتحان ليس نهاية المطاف.
نصائح للأهل للتعامل مع طلاب التوجيهي
تقول “الدكتورة أمينة حطاب” مستشارة نفسية تربوية: أن القلق أحياناً يكون سمة لدى الطالب، وأحياناً يكون حالة، والسمة تكون ثابتة نسبياً، فأحياناً يكون شخصيتهم الأساسية قلقة، وهذه السمة من الصعب تغييرها، ولكن حالة قلق الامتحان بشكل عام يكون حالة مرافقة لوضع الاختبارات، ومرتبطة فقط بفترة الامتحانات، وبمجرد انتهاء الامتحان تنتهي حالة القلق.
هناك خوف دائم من مرحلة التوجيهي، وخوف من النتائج، والربط باحتمالات وأفكار قد تكون لا عقلانية، وهي تصورات وتخيلات موجودة وبعيدة عن الحقيقة، لذلك يجب عند بداية العام اقناع الطالب أن هذه سنة عادية، وهذه السنة سوف تنتهي بامتحان سوف يقيس القدرات، وهذا الامتحان ليس نهاية المطاف.
ومن الأخطاء التي يتم الوقوع فيها أن يكون معدلات الطالب ٧٠ ويتوقع الأهل حصول الطالب على معدل ٩٠٪ في سنة التوجيهي، لذلك يجب أن تكون التوقعات منطقية ومطابقة لإمكانيات الطالب وقدراته، وفي النهاية الامتحان يكون مثل بقية الامتحانات العادية، ويجب الاستعداد المسبق للامتحان.
حالة القلق بشكل عام
القلق عادةً يرافقه مفهومين هما الانزعاج والانفعال، وهذا وفقاً لتعريف العلماء، والانزعاج يتحدث عن الناحية المعرفية، فمثلاً الطالب يفكر في الامتحان ويقوم ببناء تصوراته واستنتاجاته، ويتخيل أنه لم يؤدي جيداً في الامتحان وحصل على علامات قليلة، ويفكر في نظرة الأشخاص له، والنقد الذي سوف يتعرض له، ونظرة المجتمع له.
ويتخيل أنه لم يستطيع دراسة التخيل الذي يريد في الجامعة التي يريدها، وكل هذه الأفكار تؤثر على الطالب، وهي في الأساس عبارة عن تخيلات ليس لها وجود إلا في ذهن الطالب.
الانفعال هو الحالة النفسية، والقلق والتوتر، وخفقان القلب، والغثيان، والصداع، وآلام المعدة وجميعها مرتبطة بحالة القلق والخوف من الامتحان، لذلك يجب التعامل مع الناحية المعرفية، والناحية النفسية، من حيث الناحية المعرفية يتم تهيأة الطالب واخباره أن هذا امتحان طبيعي مثل باقي الامتحانات.
وإذا كانت نسبة القلق مرتفعة لدى الطالب، يتم إعطاؤه بعض تمارين الاسترخاء، والتنفس العميق، والتحصين التدريجي عن طريق تعريض الطالب لاختبارات أكثر من مرة، وتعريضه لجو قاعة الامتحان، وإذا كان الطالب يعاني من القلق الزائد يجب أخذه لرؤية قاعة الامتحان قبل الامتحان بيوم، والجلوس فيها، والتعود على المكان حتى لا يشعر بالقلق والتوتر في يوم الامتحان.
وأضافت أنه أيضاً يجب تعليم الطالب الطريقة الصحيحة لحل الامتحان، وأنه يجب قراءة وفهم ما يتطلب السؤال، فهناك مشكلة يقع فيها معظم الطلاب وهي حل الأسئلة بالطريقة التي يريدها الطالب وليس بالطريقة التي يطلبها السؤال وعدم فهم السؤال جيداً.
ويحدث أن تصيب الطالب حالة من الارتباك والخوف في حال عدم القدرة على حل سؤال معين، ويظل جالساً أمام السؤال ولا ينتقل إلى باقي الأسئلة، وحتى إذا قام بالانتقال لباقي الأسئلة يفكر كثيراً في السؤال الذي لم يستطيع حله ويقوم بحساب علامات السؤال، دور الأهل مهم جداً تجاه الطلاب، فيجب عدم مقارنة أبناؤهم بالآخرين.
تأثير المقارنات على الطلاب
المقارنات عموماً في جميع نواحي الحياة يُحدث مشاكل ويؤثر بالسلب، فكل إنسان له قدرات وامكانيات معينة يجب تفهمها، وليس جميع الطلاب يملكون نفس الذكاء.
فهناك طالب قد يمتلك ذكاء موسيقي عالي، وطالب آخر يكون لديه ذكاء رياضي عالي ولكنه ذكاؤه الموسيقي أقل، لذلك يجب أن نتفهم أن الله سبحانه وتعالى أعطى لكل شخص قدرات معينة، وكل شخص يستطيع أن يُبدع في مجاله، فليس من العدل أن يصبح جميع الأشخاص أطباء، أو جميع الأشخاص مهندسين.
فيجب أن يكون هناك تنوع لأن المجتمع يتطلب هذا التنوع، لذلك يجب أن نتفهم هذه القدرات والامكانيات ونعمل عليها، وأصبح الآن هناك ثقافة الإبداع بدلاً من ثقافة التخصص، حيث يبدع الشخص في مجاله أياً كان المجال، لذلك يجب على الأهل مراعاة هذه النقطة فليس من المهم دراسة تخصص معين، الأهم هو الإبداع في هذا التخصص.
القلق يجب أن يكون موجود لدى الطالب ولكن بنسبة معتدلة، يسمى القلق المعتدل أو الميسر، ويكون دليل على الإحساس بالمسؤولية، فالشعور بالقلق من الامتحان يحفز الطالب على الدراسة الجيدة للامتحان، وأثبت الدراسات أن القلق عندما يكون منخفض جداً لا يعني أن يكون التحصيل مرتفع، وعندما يكون القلق مرتفع جداً يكون التحصيل منخفض بسبب شدة القلق والتوتر فيؤدي إلى عدم القدرة على حل الأسئلة.
لذلك لا بد أن يكون هناك بعض القلق الذي يدفع نحو الإحساس بالمسؤولية والدراسة، والبعد عن القلق المرتفع الذي يؤثر على الشخص ويزيد من توتره.
أسلوب حل المشكلات
عند التعرض للامتحان، وعدم القدرة على حل فرع معين من سؤال ما، يجب عدم التوقف عند هذا السؤال والتفكير بطريقة مختلفة، ومحاولة حل الأسئلة الأخرى، والتركيز على الامتحان، ولا توجد ضرورة لتشتيت الذهن، ويجب عدم التفكير في النتيجة أثناء الامتحان.
وعند انتهاء امتحان معين لا داعي لمراجعته أو التفكير فيه، ولكن يجب التركيز على الامتحانات القادمة، وتؤكد أن حالة القلق هذه سوف تزول بمجرد انتهاء الامتحان.
أردفت “د. أمينة” أن ما يسمى بالإرشاد الجمعي ضروري جداً، وهي تهيئة الطالب لمرحلة الثانوية العامة والامتحانات، وامتحانات المدرسة من المفترض أن تكون مماثلة لامتحان الثانوية العامة، وهناك الكثير من المدارس تصمم نموذج امتحان التجريبي مشابه لنموذج امتحان الثانوية العامة، حتى لا ينصدم الطالب أثناء تأدية الامتحان النهائي.
وفي الإرشاد الجمعي يجب أن يجلس الطالب في صف معين، ويتحدث كل طالب عن مشاعره، وعن المخاوف التي يتعرض لها، و الارتباك الذي يصيبه، ويتحدث عن الأشياء التي تؤثر عليه عند تأدية الامتحان، فيجد الطالب أن جميع زملاؤه يتشاركون في نفس المشاعر، مما يؤدي إلى تحفيز الطالب، وأحياناً يقوم الطلاب بزيادة القلق لدى بعضهم البعض، ونشر الإشاعات بين الطلاب بصعوبة الامتحان، مما يؤدي لزيادة القلق والتوتر لدى الطلاب.
لذلك من الضروري عمل نظام الإرشاد الجمعي، ويكون هناك قائد لهذا الإرشاد يقوم بتوجيه الطلاب ويساعد في اطمئنانهم، وزيادة الوعي لديهم أن امتحان الثانوية العامة هو امتحان طبيعي مثل باقي الامتحانات وليس آخر امتحان سوف يتعرض له الطالب، وهو سوف يتعرض لمثله من الامتحانات في الجامعة، وحتى إذا تم الوصول للإخفاق في الامتحان تكون هناك دورات أخرى.
هل الإرشاد الجمعي موجود في مدارسنا الحالية؟
نظام الإرشاد الجمعي يختلف من مدرسة لأخرى، وهو غير موجود في معظم المدارس، والحالة النفسية مهمة جداً، وتؤثر على الطالب وعلى تقديمه للامتحانات، وكل مدرسة يهمها أن تكون معدلات النجاح مرتفعة.
لذلك يجب الانتباه لحالة الطلاب النفسية، وتعليم الطلاب طريقة الإجابة على الامتحانات، وطريقة التعامل مع ورقة الامتحان، والاستعداد النفسي للاختبار، والبعد عن التقييم والإحباط النفسي، وتعليم الطلاب الهدوء والاسترخاء، والتأمل الذاتي وتخيل قاعة الامتحان قبل دخولها، والشعور بجو الامتحان، والتخيل والتفكير بطريقة إيجابية.
وذلك للوصول لمرحلة اللاوعي، والتخلص من الخوف والتوتر والقلق، والمراقبين لهم دور في مساعدة الطالب في الهدوء والاسترخاء وتهيئة جو مناسب ومريح للطالب.
ختاماً، يجب على أولياء الأمور الانتباه إلى أن أحلامهم ليس من الضروري أن يحققها أبناؤهم، وهذا الشيء غير منطقي وفوق طاقة الطالب، ويتم من خلال هذا الكلام وضع الطالب تحت ضغط، وليس شرطاً عندما يكون تحصيل الطالب مرتفع في التوجيهي أن يكون تحصيله مرتفع في الجامعة.
فلا يوجد علاقة بين علامات الطالب في الثانوية العامة وعلاماته في الجامعة، وليس معنى حصول الطالب على علامات مرتفعة أن يكون ناجح في حياته المستقبلية أو أن يكون قائد أو ناجح في الشارع الاستثمارية.
فيجب أن نترك الطالب يؤدي الامتحان بسهولة ويسر، واقناعه أن الثانوية العامة ليست نهاية الحياة، وهناك الكثير من التحديات التي سوف يواجهها في حياته.