«ليما» تسأل: شكواي تتعلق بابنتي البالغة من العمر 5 سنوات حيث كانت تأكل بشكل جيد منذ ولادتها، وعندما بلغت 3 سنوات ونصف قمت بعمل تحليل دم لها فوجد أن لديها نوعا من أنواع الأنيميا يطلق عليه أنيميا البحر الأبيض المتوسط (الثلاسيميا) حيث كانت نسبة الحديد لديها 2 والمفترض أن تكون 9.3، والهيموجلوبين كان 89%.
أريد أن أعرف المزيد عن هذا المرض وما الذي يجب أن أعطيه لها؟. مع العلم بأنها تتناول الآن الحديد مرتين يوميا، ومازالت ترفض الطعام، فهل من الممكن أن تمدوني بنظام غذائي لها مع التعريف بنسبة الحديد فيه؟.
⇐ د. نبيل حنفي زقدان «أخصائي طب الأطفال» أوضَح: لا شك أن العنوان الذي اخترته للرد على رسالتك هو –بحق– عنوان غريب فلقد جرى العرف على أن كلمة أنيميا تعني نقص الحديد وفقر الدم، وجرى العرف أيضا على أن علاج مثل هذه الحالات هو: إعطاء المريض مركبات الحديد وهو ما حدث مع ابنتك.
ولعلك تتعجبين إذا قلت لك بأن مركبات الحديد ممنوعة، بل ضارة في حالة ابنتك! وأشك كثيرًا في أن يكون أحد الأطباء هو الذي نصحك باستخدام “مركبات الحديد” في هذه الحالة، وأغلب الظن أن يكون هذا القرار من عندياتك.
فهناك -يا سيدتي- مجموعة من أمراض الأنيميا يمنع فيها استخدام أدوية الحديد، بل إن الأمر يتعدى منع إعطاء الحديد إلى إعطاء علاج لتقليل نسبة الحديد بالدم لدى هؤلاء المرضى، حيث تكون نسبة الحديد مرتفعة لديهم عن معدلاتها الطبيعية، مما يؤدي إلى ترسب الحديد بأعضاء الجسم وخاصة الكبد ويتسبب ذلك في حدوث مضاعفات متعددة لدى هؤلاء المرضى.
وهذه المجموعة هي مجموعة “الأنيميا التكسرية” مثل أنيميا البحر المتوسط (الثلاسيميا) والأنيميا المنجلية وغيرها.. حيث يحدث تكسر لخلايا الدم الحمراء مما يترتب عليه نقص الهيموجلوبين وزيادة الحديد!!
وبدون الدخول في التفاصيل أكثر من ذلك فإني أحيطك علمًا بأنك ترتكبين خطأ كبيراً بإعطاء الابنة العزيزة مركبات الحديد.. وأنصحك باستشارة أحد الأطباء المختصين فورًا ليقرر العلاج المناسب ويقوم بمتابعة الابنة العزيزة.
مع تمنياتنا الطيبة لها بالصحة والعافية، وتابعينا بالأخبار.