السمنة المفرطة أصبحت من المشاكل التي تواجه الكثيرين، ومع التقدم الطبي والعلمي فإن هناك العديد من الطرق التي تساعد على علاج هذه المشكلة ومنها: الجراحة وعمليات السمنة (مثل: قص المعدة – تدبيس المعدة – تكميم المعدة “وهي الأكثر شهرةً”)، وهناك أكثر من نوع من هذه الجراحات، فكيف يمكن اختيار الجراحة المناسبة لمن يعاني من السمنة المفرطة لكي تناسب حالته؟
هنالك الكثير من المفاهيم المغلوطة حول ما الذي يحكم اختيار نوع الجراحة المناسبة لحالة المريض، كأن يقال أن التكميم يناسب محبي النشويات، وأن تدبيس المعدة يناسب محبي الحلويات، وغيرها من المفاهيم المغلوطة التي ليس لها أساس من الصحة.
في البداية يجب أن يتضح الأمر أمامنا بأن هذه النوعية من الجراحات ليست لسمنة زيادة الوزن وإنما هي للسمنة المفرطة (زيادة في الوزن على الأقل بمقدار ٣٠ كيلو جرام عن الوزن المثالي).
هناك بعض الحالات التي تعاني من السمنة الغير مفرطة (بمعدل يترواح من ١٠ إلى ٢٠ كيلوجرام زائد) ولكن نتيجة لعدم ممارستهم الرياضة لأسباب تتعلق بمشاكل في الركب أو المفاصل، أو أن اتبعاهم للأنظمة الغذائية لتقليل الوزن لم يُجدي نفعاً فهم يلجأون لما يسمى بجراحة “بالون المعدة” كحل لمشكلة السمنة، في هذه الحالة فإن البالون يعد خطوة أولى في الطريق الصحيح ولكنه ليس الخطوة الوحيدة، لإن هذا الإجراء يعد حلاً مؤقتاً قد تصل مدته إلى ستة أشهر وبعدها سيتم إزالة البالون، ففي حال عاد المريض إلى نمطه الغذائي القديم فسوف يكتسب مرة أخرى الوزن الزائد الذي كان قد فقده وكأن شيئاً لم يكن .لذا; فإن الجراحة وأي إجراء غير راضع يجب أن يرافقه تغييرفي النمط السلوكي الغذائي للمريض وإلا فسيعد كل ذلك مضيعة للوقت، فهناك بعض الإحصائيات التي تشير إلى أن حوالي ٦٠٪ من الأشخاص الذين يفقدون أوزانهم الزائدة كنتيجة للتدخلات الجراحية ما يلبثوا إلا وأن يستعيدوا تلك الأوزان مرة أخرى في غضون سنة إلى سنة ونص السنة.
إذاً ما هي الثقافة التي يجب أن تتوافر لدى المريض لكي يستطيع اختيار الإجراء المناسب له؟
تكميم المعدة أو قص المعدة (sleeve gastrectomy) هي عملية تصغير للمعدة، وهناك أيضاً نوع آخر من العمليات وهي عمليات تحويل المعدة وهذه الأخيرة هي العملية الأساسية في جراحة البدانة The golden stand up فهذه العملية أصبح متعارف عليها منذ حوالي ٥٠ عامًا (منذ عام ١٩٦٢) وكان يتم إجرائها كجراحة مفتوحة ولكن اليوم أصبحت تتم باستخدام المنظار، وتعد هي الأفضل خاصة للمرضى ما فوق الثلاثين الذين غالبًا ما يعانون من أمراض أخرى مرافقة للبدن مثل: مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وهناك حوالي مائة ألف دراسة أجريت حول علم تحويل المعدة مما جعلنا على دراية بكل ما يتعلق بها من مشاكل قد تحدث على المدى الطويل الذي قد يصل إلى ٢٠ أو ٣٠ سنة، وإذا نظرنا إلى كلا النوعين من الجراحة “التكمم والتحويل” على مدى يترواح من ٣ – ٥ سنوات فسنجد أن ٤٠٪ من مرضى التكميم سيكتسبون الوزن الزائد مرة أخرى في مقابل ١٠٪ فقط من مرضى التحويل
أما عن الأدوية والفيتامينات التي يتوجب على المريض الالتزام بها بعد إجراء العملية فإن مريض التحويل سيتوجب عليه أخذ فيتامينات معينة يوميًا إلى الأبد حيث أصبح لديه نقص دائم في فيتامين د ونقص في الحديد، على عكس مريض التكميم الذي لم تؤثرعملية التكميم على فسيولوجيا جهازه الهضمي.