تعتبر الندب من أصعب المراحل التي تمر على الإنسان بعد عملية شفاء الجروح؛ حيث أن هذه الندب تكون من الصعب شفاؤها أو إزالتها بشكل كامل، وهي غالبًا ما تستمر مدى الحياة.
ولكن بدلًا من ذلك فمن الممكن الوقاية من تكون هذه الندب عن طريق الالتزام ببعض التعليمات البسيطة، مثل الحفاظ على الغذاء الصحي، وإيقاف التدخين، ومحاولة عدم لمس الحبوب في الوجه.
بالإضافة إلى بعض الخطوات البسيطة التي يمكن من خلالها الحماية من عدم تكون ندوب. وتختلف أنواع الندوب، فمنها الندب التي تحدث بعد حب الشباب، أو ندب الحروق، وغيرها من الأنواع المختلفة من الندب.
أنواع الندب
تقول الدكتورة “مروة النداوي” طبيبة التجميل الغير جراحي أن: الندب بشكل عام هي عبارة عن ردة فعل طبيعية للجسم أثناء عملية شفاء الجلد، فيقوم الجلد بعملية إنتاج الكولاجين بهدف تسكين الجرح.
في الحالات الطبيعية تتم عملية إنتاج الكولاجين بصورة عشوائية، وتكون ألياف الكولاجين متشابكة مع بعضها، ولكن أثناء حدوث الندب يصبح تكوين الكولاجين في اتجاه واحد.
تابعت د. “مروة”: هناك العديد من أنواع الندوب؛ منها الندب الجراحية، ندب بسبب حب الشباب، أو ندب بسبب مشكلة في التروية، أو الندب التي تحدث بسبب الحروق، ولكن جميع أنواع الندب يمكن تقسيمها بشكل عام إلى ندب مرتفعة عن سطح الجلد، أو ندب الجذر، والتي تكون مرتفعة عن سطح الجلد ولكن تتعدى مكان الجرح.
وهناك نوع آخر من الندب يسمى الندب الغائرة، والتي تتواجد تحت سطح الجلد، بالإضافة إلى الندب التقلصية التي تحدث بسبب الحروق.
من المعروف أن أغلب الندب تكون من الصعب شفاؤها أو إزالتها من الجلد بنسبة ١٠٠٪؛ فمن النادر جدًا أن تختفي هذه الندوب، إلا في حالة إذا كانت خدوش بسيطة، وكلما زاد عمق ومساحة هذه الندب، كلما كانت أصعب في عملية الشفاء.
بالإضافة إلى ذلك هناك العديد من العوامل التي تزيد من صعوبة عملية شفاء الندب، مثل التقدم في العمر، وفي حالة وجود أمراض مثل السكري، كما أن التدخين يعتبر من أصعب العوامل التي تقلل عملية شفاء الجروح، كما أن منطقة الأذن وعظمة القص ومنطقة بين الكتفين، تكون من الصعب فيها شفاء الندب.
أحدث التقنيات لعلاج الندب
كما تقول د. “النداوي”: علاج الندب يبدأ بعملية اختيار نوع الجرح؛ فالجروح الموازية لألياف الكولاجين تكون عملية شفاؤها أسهل من الجروح العمودية على اتجاه ألياف الكولاجين، كما أن السيليكون يساعد بشكل كبير في عملية شفاء الندب.
وأضافت الدكتورة أن عملية شفاء الجروح دون تدخل تستغرق حوالي عامين، ولكن بعد حوالي ستة أشهر من الممكن أن يقوم الطبيب بالتدخل وعمل جلسات تحفيز بناء الكولاجين، وذلك للتخفيف من الجروح بقدر الإمكان.
السبب الأساسي لتكوين الندب
من الجدير بالذكر أن طبيعة جسم الإنسان هي التي تحدد طريقة شفاء الجسم من الجروح أو الندب، ولكن بشكل عام جميع الأجسام عادة ما تترك ندب مكان الجرح ولكن بدرجات متفاوتة، وهذا يعتمد على عمر الإنسان، ولون البشرة، وأسلوب الحياة الذي يتبعه الشخص.
كما أن الندب التي تحدث في أماكن متحركة مثل المفاصل يكون شفاؤها أصعب من المناطق الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك هناك العديد من العوامل التي تساهم في شفاء الجروح بشكل أفضل، مثل الغذاء الصحي، وإيقاف التدخين، والالتزام بنظافة الجرح. وعدم الالتزام بهذه التعليمات يزيد من عملية تكون الندب.
أردفت د. “النداوي”: كلما كان عمر الشخص أصغر، كلما كان شفاء الجروح لديه أسرع؛ حيث أن عملية إنتاج الكولاجين تكون بشكل أكبر لدى الشباب والصغار في العمر، وكلما تقدم الإنسان في العمر كلما أصبح تكسر الكولاجين لديه أسرع.
مما لا شك فيه أن الندب الجراحية تكون أصعب من أنواع الندب الأخرى، ولكن جميع أنواع الندب تسبب نقص في إنتاج الكولاجين، وعلاجها يبدأ بعمليات تحفيز إنتاج الكولاجين، ولكن باستثناء الندب التي تكون بارزة عن سطح الجلد، فهذا النوع يختلف في العلاج، ويكون الهدف الرئيسي هو إعادتها مساوية لسطح الجلد، ثم بعد ذلك يتم البدء في العلاجات الأخرى.
ختامًا، بالنسبة للندب التي تحدث بسبب حب الشباب فأهم نقطة فيها هي الوقاية، فيجب على كل شخص محاولة تجنب تكون هذه الندب قدر الإمكان، وذلك عن طريق عدم ملامسة الحبوب، وعلاجها بشكل مباشر، بالإضافة إلى الالتزام بالتعليمات ما بعد عملية العلاج.