سمعنا كثيراً عند العديد من الجرائم التي كان مرتكبوها متعاطين مواد مخدرة والتي نسميها بالمواد المخدرة أو المصنعة وهي مواد خطيرة يجب الانتباه لها.
هناك بعض الأنواع الطبيعية أخرى صناعية ومركبة من تلك المواد، من بينها الحشيش وهي المادة الأكثر شهرة بيننا هذه الأيام.
يمكن علاج مدمني هذه المواد عن طريق دوائياً أو دون أن نغفل دور العلاج السلوكي والنفسي من قبل أخصائي علم النفس بجانب أهمية دور المجتمع في مساعدة المدمن وإعادة تأهيله مرة أخرى.
ما هي أنواع المواد المخدرة؟
ذكر الدكتور عبد الحميد العلي ” استشاري الطب النفسي والإدمان في جامعة لندن ومركز الرشيد ” أن منظمة الصحة العالمية قامت بتقسيم المواد المخدرة إلى عدة أنواع هي طبيعية وصناعية ومركبة.
أما عن المواد المخدرة الطبيعية فمنها الحشيش والمروانا بينما المصنعة فهي مثل الهروين والكوكايين وهي المواد التي جزء منها طبيعي ويتم تصنيعه ولكن المواد المركبة هي عبارة عن مواد كيميائية مثل بعض المواد التي تُسمى ب MDA وبعض المواد الأخرى التي تٌقسم إلى قسمين هما الحشيش الصناعي والكاتينون الصناعي أو ما يُطلق عليه اسم أملاح الحمام أو الحمامات وهو ما يروج له على الرغم من أنه غير صالح للاستخدام الآدمي، لذلك نلاحظ مكتوب على هذه المواد أنها غير صالحة للاستعمال البشري حتى يتفادوا أجهزة الرقابة ومن ثم يتم الترويج له ONLINE ومن الباب للباب لأن هذه المواد ليس لها علاقة بالمواد الغذائية، كما أنها تنتشر في الحفلات والمراقص والنوادي ويتم استعماله عبر الاستنشاق أو التدخين حيث أن تلك المواد تحتوي على حامض يُستعمل من خلال الاستنشاق ويؤثر على الاسترخاء وضعف العضلات ويساء استعماله بأنه قد يوصل صاحبه للاغتصاب نتيجة سوء استعماله لأنه يحتوي على مادة MDMA وهي مادة منشطة تؤدي إلى الانبساط الزائد والحركة والحيوية.
ما هي خطورة المواد المخدرة المركبة؟
تكمن أهمية استعمال المواد المركبة المخدرة من قبل المراهقين في الهروب من المراقبة حين بدأت تلك المواد في التصنيع في عام 2004 ثم زادت في عام 2009 ليصل عدد تلك المواد إلى 22 مادة تقريباً ثم وصلت إلى 42 مادة في عام 2010 بينما في عام 2015 وصل عدد تلك المواد المخدرة إلى أكثر من 500 مادة وهي أرقام تتزايد بشكل كبير وكلها محاولات للهروب من المراقبة والمتابعة – وفق ما يراه الاستشاري.
أما عن خطورتها على الشخص الذي يستعملها فتكمن في سُميتها العالية لأن هذه المواد يدخل فيها السانفيران أو مبيد زراعي ما وهذه كلها مواد سامة وتأثيرها عشرات الأضعاف عن المادة الطبيعية المخدرة، كما يحاول المروجون أن يثبتوا أن هذه المواد لا يمكن الكشف عنها حيث أن الكشف عن المواد الطبيعية يتم عن طريق تحاليل كيميائية معينة بسيطة لكن تلك المواد يمكن أن يتم الكشف عنها عبر جهاز نستخدمه في مستشفى الرشيد يتم الكشف به عن طيف المواد وليس عن تركيبتها كما أنه يتم الكشف به عن أي مادة كيميائية مركبة بكل سهولة.
كيف تؤثر المواد المخدرة على نفسية متناولها؟
إن التأثير الكيميائي والفسيولوجي لتلك المواد يكمن خطورته في فقدان صاحبها للوعي ويفقد الإرادة والإدراك لما يدور حوله بالإضافة إلى أن تلك المواد له سُمية عالية حتى يمكنه أن يموت بشكل مفاجئ بسبب تعاطي تلك المواد، لذلك بشكل ملحوظ يمكننا القول أنه تتم العديد من الجرائم نتيجة تعاطي تلك المواد المخدرة دون أن يدرك صاحبها.
تابع ” العلي “: يبقى الأساس في الحد من خطورة هذه المواد هو البرامج المخصصة لذلك والتي نتحدث فيها عن توضيح وتثقيف المجتمع بخطورة هذه المواد المخدرة بجانب قدرتها على تغيير سلوك متعاطيها خصة عند ملاحظة ازدياد مصروفه المالي وتدهور السلوك الأكاديمي بجانب أننا نلاحظ أن متعاطي هذه المواد المخدرة يلجأ إلى العزلة داخل المنزل عند الإقدام عليها كما أنه يصبح قليل العلاقات الاجتماعية مع الناس، بجانب بعض الملاحظات الأخرى التي تشير إلى وجود شيء خاطئ في سلوك الشخص الذي يتعاطى مثل هذه المواد المخدرة.
ما هي أسباب الإقدام على تعاطي المواد المخدرة؟
من الواضح تماماً أن الفئة الأكثر عُرضة لأخذ المواد المخدرة هي فئة الشباب خاصة شباب المدارس والجامعات خلال فترة المراهقة وبداية من فئة العشرينات العمرية وهي الفترة التي تبدأ بالاكتشاف والبحث والرغبة في التعرف على ما يدور حولهم.
أما عن طريقة علاج هذا النوع من الإدمان فيعتبر سهل نوعاً ما خاصة عندنا نحن في مركز الرشيد حيث أننا نُعتبر أخصائيين في هذا المجال ونبدأ العلاج بفحص المراحل والتقييم ثم العلاج الدوائي ثم العلاج النفسي ثم إعادة تأهيل المدمن على هذه المواد المخدرة مرة أخرى للمجتمع وهذا ما يميز مركز الرشيد من حيث وجود طاقم كبير ومؤهل من الأطباء والأخصائيين النفسين والاجتماعيين المختصين في علاج الإدمان.
بالإضافة إلى ذلك، هناك جزء في علاج مدمن تلك المواد المخدرة يُسمى بالعلاج المهني أو الوظيفي حيث كثير من المرضى يدخلون في دورات للتقوية سواء كانت دورا خاصة بمهارات لغوية أو مهارات مهنية بحيث يستطيع أن ينمي المهارات التي افتقدها خلال سنوات إدمانه على تلك المواد المخدرة، لذلك فإننا نشجع الأهالي والمدمن أيضاً على طي صفحة الإدمان والعمل على فتح صفحة أخرى جديدة تعتمد على ضرورة اكتساب المهارات الجديدة وممارسة الحياة بصورة طبيعية خاصة في وجود برامج خاصة لهذا الأمر.
يفتقد متعاطي مثل هذه المواد المخدرة إلى الثقة في النفس كما أنهم يتعرضون للاكتئاب والقلق والوسواس، ومن ثم تأتي وظيفتنا نحن أخصائي علم النفس في إعادة تأهيل هذا الشخص المدمن وإعادته لوضعه الطبيعي.
أما عن فترة العلاج فتمتد من 4 أسابيع حتى 8 أو 16 أسبوع تقريباً حيث يمكن للمدمن العلاج داخل مركز الرشيد أو خارجه من خلال المتابعة مع العيادات الخارجية مع إمكانية العلاج في المركز وخارجه في آن واحد.
وأخيراً، من الأشياء الجميلة التي نراها في المتعاطين بعد الشفاء أنهم يندمون على السنوات الفائتة منهم ويكون لديهم قدرة وشجاعة وحماس عالي لتعويض تلك السنوات الضائعة منهم.