ما هي الفوبيا؟
أوضحت “د. نوف القنيبط” أخصائية نفسية. أن الفوبيا علميًا عبارة عن شعور شديد بالخوف وعدم الإرتياح حال الوجود تحت تأثير العامل المثير لهذا الشعور.
وتتعدد أعراضها مثل التعرق والتوتر الشديدين، ومع بعض الحالات يُصاحبها عدم القدرة على التنفس، والغضب، والرغبة في الخروج من المكان الذي يتواجد فيه مريض الفوبيا بأسرع وقت ممكن، مع زيادة شديدة في ضربات القلب.
وهذه الحالة من الذعر قد تكون غير مُبررة لدى الكثير من الحالات.
هل تشترط الإصابة بالفوبيا خبرة سابقة مع موقف سيء ومُخيف؟
أحيانًا تكون إنعكاس لموقف مُخيف حصل سابقًا، وأحيانًا تكون وراثية الإصابة.
والثابت علميًا أن الطفل عند ولادته لا يَتَمَلَّكه شعور الخوف ولا يوجد في الدنيا شيء يُولد لديه هذا الشعور. لكن عند بلوغ سبع سنوات يصبح لديه ثلاثة آلاف عامل حياتي يُصيبه بالخوف، وهي عوامل يزرعها الأهل فيه بشكل تلقائي وبدون تخطيط، كتحذيره المستمر من السقوط أو الجُرح وهكذا.
وتزيد حِدة هذه العوامل إذا كانت الأم تُعاني من نوع من أنواع الفوبيا كفوبيا القطط، أو إذا كان الأب يعاني من الرُهاب الإجتماعي ولا يُحب الإختلاط.
هل تختلف درجات الإصابة بالفوبيا؟
أشارت “د. نوف” إلى تباين درجة الإصابة بالفوبيا من حيث شدتها، ففي بعض الأحيان يستطيع المريض التحكم فيها، وفي بعضها لا يُمكنه ذلك. وقد يحتاج الأمر مع بعض المصابين بها لتناول الأدوية المُهدئة، وإن كانت من الحالات النادرة التي يُصاب فيها مريض الفوبيا بالهلع الشديد لمجرد شعوره أنه قريب من العامل المحفز لأعراض الفوبيا. لأن علاجها هو علاج معرفي سلوكي بالأساس (CPT) عند الأخصائيين النفسيين.
ما هي أنواع الفوبيا؟
تتعدد أنواع الفوبيا، بل وتتزايد أنواعها بإستمرار، لإزدياد العوامل المؤثر في الإصابة بها عند الناس. وأشهر أنواعها الفوبيا من الأماكن المرتفعة. الفوبيا من الإختلاط الإجتماعي أو ما يُعرف بالرهاب الإجتماعي، ويُصاب به الرجال أكثر من النساء، والفوبيا من الأماكن المغلقة، وفوبيا الحيوانات بما فيها الأليفة، وفوبيا البحر، وفوبيا ركوب الطائرات، وهكذا بحسب العامل المُحفز، والذي يمثل توتر وخوف للشخص.
هل يمكن تصنيف الفوبيا كنوع من الوسواس القهري؟
أكدت “د. نوف” أن الوسواس القهري هو تكرار الفعل لأكثر من مرة بدون هدف يُبرر التكرار سوى عدم الثقة في كفاءة إنجاز الفعل من أول مرة، كالذي يغسل يديه كذا مرة لعدم ثقته في نظافتها. أما الفوبيا فهي الشعور الشديد بالخوف لتخيُل سيناريوهات سيئة مع المؤثر. والشاهد أن الإثنان يدخلان تحت مظلة الإصابة بالقلق.
أغرب حالات الفوبيا التي مرت علينا في العيادة كانت فوبيا العناكب والحشرات، إلا أنها لم تتقبل العلاج وتوقفت عنه.
هل يختلف علاج الفوبيا باختلاف الحالات؟
يختلف علاجها بإختلاف درجة شدتها نفسها، إن كانت خفيفة أو متوسطة أو شديدة. ويبدأ العلاج بجلسات سلوكية للكلام عن ترتيب الأفكار، وكسر الدائرة النمطية للأفكار عن العامل المُحفز، ويختلف عدد الجلسات بإختلاف درجة شدة المرض، وبعض الحالات الشديدة يستلزم علاجها دوائيًا بأدوية المهدئات بجانب الجلسات السلوكية.
وأهم عناصر علاجها هو الثبات والإستمرارية عليه، وعدم التوقف عن الجلسات في منتصف الطريق. والمجتمعات العربية تغيرت كثيرًا في السنوات الأخيرة من هذه الزاوية، وأصبح الكثيرون يُصرون على فعليًا على العلاج وتغيير هذه المشاعر المُحرجة إجتماعيًا، والتي تُعيق عن أداء وإستمرارية الأنشطة اليومية العادية.