بعض الخوف طبيعي، فمتى يتحول الخوف إلى مرض نفسي؟ ومتى يصبح فوبيا؟
قبل أن يتحدّث الدكتور أسامة النعيمي “استشاري الطب النفسي” عن أنواع الفوبيا ، استهل حديثهُ قائلاً، جميع الناس يخافون، وبعض هذه المخاوف تكون جينية راجعة إلى تجارب سابقة، وتركيبات جينية.
وبعض الأحيان يتحول الخوف إلى فوبيا، والفرق بينهما أن الفوبيا تكون خوف كبير، ومؤذى جداً؛ بحيث يجعل الإنسان لا يفكر في شيء آخر فهو يؤثر على عمله، أو وظيفته.
ومع ذلك هو يدرك أن هذا الخوف ليس خوف شديد، وأن مُسببه لا يستطيع التأثير على حياته، وهو في ذلك يأخذ كل الاحتياطات للتخلص من هذا الخوف. لكن تظل كمية المشاعر أكبر من أي شيء يمكن التحكم فيه.
ولكننا سمعنا من السلف السابق “أنه من خاف َسلِم” وبالتالي فالخوف عنصر طبيعي، ولكن إذا استمر معنا إلى فترة طويلة. فهل هنا بالفعل يتحول إلى مرض؟
نعم. بالتأكيد هنا يصير مرض. فهناك ثلاث أسباب لظهور الفوبيا:
1) التجربة الشخصي: فعندما يدخل شخص إلى غرفة مظلمة ويتعرض إلى ماس كهربي. فهذا يجعل الشخص لديه خوف من الكهرباء بل من الغرفة بصفة عامة.
2) ما يراه الإنسان أمامه: فعند دخولك مع شخص ما ويُصاب هذا الشخص بماس كهربي فيصير لديك خوفاً من الكهرباء.
3) ما يصلنا من الآخرين: وهذا هو السبب الأسوأ ويتمثل في بعض النصائح، أو التهديدات التي يتلقاها الأبناء من الآباء
ونحن الأطباء “على حد تعبير د. أسامة” أكثر الناس ضرراً من هذا الشيء. حيث يجعلون الذهاب إلى الطبيب نوع من أنواع العقاب فثلا: إن لم تؤدى واجبك سأرسلك إلى الطبيب. فيتكون لدى الطفل خوفاً من أشياء قد لا تمثل ضررا عليه.
ما هي أنواع الفوبيا ؟ وما هي أكثرها انتشاراً بين الناس؟
أوضح “النعيمي”، هناك 5 أنواع من الفوبيا:
• الخوف من الأشياء التي لا يستطيع السيطرة عليها:
مثل المرتفعات فلا يوجد شيء للتمسك به في المرتفعات للتفريق بين الواقع، والخيال، أو بين السيطرة، وعدم السيطرة.
لذلك الذين يسافرون عبر الطائرات لديهم نوعان من الخوف (خوف من المرتفعات، وخوف من البقاء في مكان مغلق).
فهو لا يستطيع أن يغير ما يحدث له وهذا أشد أنواع الخوف.
• الخوف من الحشرات والعناكب.
• الخوف من الأماكن المغلقة.
• الخوف الاجتماعي.
• الخوف المحدد: وهو أن الشخص يخاف من شيء محدد.
يقولون في مصر أنه “من يخشى العفريت يظهر له”. هل بالفعل مواجهة الخوف وكسر الحاجز هو العلاج، أم أنه يزيد من الخوف؟
بالطبع لا. فهناك أنواع من العلاجات: علاجات نفسية سلوكية، وعلاجات دوائية.
فالعلاجات النفسية هي من الأساسيات في المواجهة، وهذا سلاح ذو حدين؛ فقد يفقد الشخص الخوف وقد يترك، ولا يتم علاجه. لذا فيجب معالجته نفسياً أولاً. وفي هذا النوع يتم إغراق الإنسان في كثير من المشاعر فيصير لديه فقدان حساسية وبالتالي يتخوف.
هذا واقع ملموس. ولكن بالنسبة للذي يخاف من الموت؟
هنا يجب أن توضح له ما هو الموت؟ وما دور هذا الشخص في الحياة؟ فهناك كثير من الأشخاص إذا تعرضوا إلى حادث أو مرض خطير. فينظر إلى حياته، وماذا فعل فيها.
لذلك فإن أفضل نصيحة توجهها إلى هؤلاء الأشخاص هو أن الموت جزء من الحياة، ونعرف ما سبب خوفهم من الموت؛ فالبعض لا يعرف لماذا يخاف من الموت. فهل هو مقصر أم ماذا؟ فالبعض لديه عمق مسئولية فهو سيترك أولاده، ويترك زوجته، ويشعر بالتقصير مع الآخرين.