حروق الجلد من أشهر الحوادث التي نتعرض لها في حياتنا اليومية، ولكن هذه الحروق لها عدة أنواع ودرجات منها البسيطة والعميقة.
كما أن هناك أنواع شديدة من الحروق تتسبب في حدوث مضاعفات وندوب في الجلد، لذلك من الضروري جدًا سرعة التصرف وعلاج هذه الحروق باستعمال المراهم ووضع الماء الفاتر، والذهاب للطبيب إذا لزم الأمر ذلك.
أنواع الحروق الجلدية
تقول “الدكتورة مشاعل ابراهيم النابودة” أخصائية جراحة التجميل والليزر: أن الحروق لا تصيب نوع معين أو سن معين من البشر، ولكن هذه الحروق عبارة عن حوادث قد تحدث لأي شخص.
من الضروري جدًا معرفة كيفية التصرف السريع في حالة الحروق، وهي قد تحدث إما في المنزل، أو في مكان العمل، ومن الضروري التصرف السريع عند حدوث الحرق فورًا.
متى يجب زيارة الطبيب في حالة التعرض للحرق؟
من المعروف أن الحروق تنقسم إلى ثلاث درجات أو أنواع:
حرق من الدرجة الأولى
والذي يكون غالبًا احمرار في الجلد مع ألم وتورم بسيط، وهذا النوع يشبه حروق الشمس، وهو يستمر من خمسة أيام إلى أسبوع حتى ينتهي بشكل كامل ونهائي دون أن يترك آثار أو مضاعفات.
حروق الدرجة الثانية
والتي تنقسم إلى نوعين: حروق من الدرجة الثانية السطحية، وحروق من الدرجة الثانية العميقة.
حروق الدرجة الثانية تؤدي إلى تكون فقاعات مليئة بالسوائل، وعادة يتم إزالة هذه الطبقة المليئة بالسوائل، وتنظيفها، واستخدام المراهم إذا لم يكن المصاب مريض بالسكر.
حروق الدرجة الثالثة
والتي تكون عادًة من أخطر درجات الحروق، وتكون بسبب الحروق الكيميائية والمواد الكاوية، ويصل الحرق إلى طبقات الجلد الداخلية، ويكون الحرق عميق ويتأثر الجلد بدرجة كبيرة، وفي بعض الحالات الطارئة والخطيرة يعمل الجلد كعازل يمنع وصول الدم إلى الأطراف، فيتم فيها إجراء جراحة لتحرير الأوعية الدموية.
وكما تقول د. “مشاعل” أنه إذا كانت الحروق من الدرجة الأولى وفي منطقة بسيطة يمكن علاجها في المنزل، بينما إذا كانت تغطي مساحات كبيرة من الجسم يفضل زيارة الطبيب.
الخطوات الواجب اتباعها في حالة الإصابة بالحروق
تابعت د. “النابودة” حديثها، قائلة أن أول خطوة في حالة التعرض لحرق هي الابتعاد عن مصدر الحرق، ثم غسل مكان الحرق بالماء الفاتر، ويفضل استعمال كريمات واقية للحروق.
ومما لا شك فيه أن الكثير من مراهم الحروق أو الغيارات المستخدمة لعلاج الحروق مأخوذة من مواد طبيعية مثل العسل، والصبار، ولكن في حالة استخدام هذه المواد بطريقة غير مدروسة فإنها قد تسبب الالتهابات.
لذلك يفضل استخدام أدوية معقمة ومجربة، وهذه الأدوية والمراهم يتم تصنيعها بنسب محددة ومدروسة، بينما إذا تم استخدام هذه المواد منزليًا فإنها قد تشكل نسبة خطورة وتؤدي لزيادة مشكلة الحرق، ولكن من الأفضل استخدام الأدوية ومراهم الحروق الموجودة في الصيدليات.
تنصح “د. مشاعل” باستعمال الماء الفاتر في حالة الحروق، وتجنب استخدام الثلج، لأن الثلج قد يصيب الجلد بالتقرحات، ويسبب ألم مضاعف، ومشاكل مضاعفة للحرق.
مضاعفات الحروق
أردفت “د. النابودة”، أن من المضاعفات التي تحدث بسبب الحروق هو النزيف، بالإضافة إلى نقص في سوائل الجسم، حيث أن الجلد يعتبر الدرع الواقي الذي يحمي الجسم من تبخر السوائل الموجودة بداخله، وعندما يحترق الجلد فإن الجسم يفقد بسهولة السوائل الموجودة بداخله ويسبب حدوث الجفاف، كما أن الجسم يصبح أكثر عرضة لدخول الجراثيم فيصاب الجسم بالتهاب وندوب.
من الجدير بالذكر أنه يفضل ترك مكان الحرق مكشوف في حالة الحروق من الدرجة الأولى والثانية السطحية، ولكن هذا يعتمد على البيئة المحيطة بالمريض حيث يجب أن تكون نظيفة حتى لا يتعرض الحرق للتلوث ودخول الجراثيم.
محتويات صندوق الإسعافات الأولية للحروق
كما تقول د. “مشاعل ابراهيم” أنه من الضروري جدًا وجود مرهم للحروق، والمعقمات، ولكن يفضل استخدام أنواع أخرى من المعقمات غير البيتادين والتي يكون تأثيرها أقل على الحروق ولا تسبب ضرر للجلد، بالإضافة إلى ضرورة تواجد الشاشات المعقمة.
في حالة حروق الدرجة الأولى يمكن وضع مرهم للحروق عليها، وتركها مكشوفة، بينما حروق الدرجة الثانية تحتاج لإزالة الفقاعات للسماح بالمراهم بالدخول إلى الجلد، أما في حروق الدرجة الثالثة يكون الجرح عميق وقد يؤدي إلى نزيف، فيجب الحفاظ على مكان الحرق وتغطيته بشكل كامل، ويفضل زيارة الطبيب في حالة حروق الدرجة الثانية والثالثة.
تنصح د. “مشاعل” باستخدام مراهم الحروق بدلًا من استخدام المعجون أو العسل، وذلك لأن هذه المواد تلتصق في الجلد، وتكون إزالتها صعبة، كما أنها تتسبب في حدوث التهابات، وتمنع التئام الجرح بشكل سريع، وتزيد من درجة الحرق، كما يفضل عدم استخدام الإبر لفتح الفقاعات المتواجدة نتيجة الحرق لأنها تكون غير معقمة وتحتوي على الجراثيم، فتدخل هذه الجراثيم إلى الجرح، وذلك بالإضافة إلى أن مناعة الجسم تكون ضعيفة في هذه الفترة.
التعامل مع الندوب المتكونة نتيجة الحروق
ختامًا، إذا كانت الحروق من الدرجة الأولى أو من الدرجة الثانية السطحية فإن الحرق لا يتسبب في ترك أي أثر، بينما إذا كان الحرق من الدرجة الثانية العميقة أو الدرجة الثالثة فإن تكون الندوب يعتمد على شدة الحرق ومكان تواجد الحرق.
فمثلًا إذا كان الحرق في منطقة مفصلية أو حركية فإن الحرق يتسبب في وجود ندبة، وهذه الندبة قد تتسبب في وجود إعاقة حركية خاصة في منطقة الأصابع أو الرسغ، وفي هذه الحالة يجب العلاج بالعلاج الفيزيائي حتى لا تتجمد المفاصل، وفي حالة عدم نجاح العلاج الفيزيائي يضطر الطبيب اللجوء للجراحة لتحرير هذه الألياف.