هناك عدة أخطاء نراها ونسمع عنه تخص تغذية الطفل المصاب الإسهال من جانب الأم، وهذا قد يساهم في تفاقم حالة الإسهال عند هذا الطفل. من أهم تلك الأخطاء هو توقف الأم عن رضاعة الطفل رضاعة طبيعية دون أن تدرك أن لبنها يحتوي على العناصر الغذائية الهامة لطفلها ليقاوم بها الإسهال.
أخطاء شائعة تقوم بها الأمهات المصاب طفلها بالإسهال
تقول الدكتورة ياسمينة دقيق أحمد “أخصائية التغذية” أنه بمفهوم الإسهال العام، يمكننا القول أن الإسهال هو عبارة عن خروج المياه من فتحة الخرج دون أن تكون صلبة بثلاثة أو أربعة مرات خلال ٢٤ ساعة أو أكثر.
عند الحديث عن الخروج بهذه الطريقة من الطفل، فإن الطفل حينئذ يخسر من الماء الموجود في جسمه، ونلاحظ حينئذ أن الأهل يقومون ببعض الأخطاء الشائعة أهمها:
- عدم مد الطفل بكميات كافية من المياه والمعادن في هذه الحالة.
- تقرر الأم أن تتوقف على الفور عن رضاعة الطفل رضاعة طبيعية.
- توقف الطفل عن تناول الطعام لفترة معينة ثم بعدها ليتناوله مرة أخرى.
- تناول الطفل أكلات معين بها نسبة عالية من النشويات كالأرز أو خبز التوست أو التفاح أو الموز.
هذه الأخطاء نسمعها كثيراً من كبار السن الذين ينصحون الأم بضرورة تناول طفلها الذي يعاني من الإسهال البطاطا المسلوقة أو الأرز أو التوست، دون أن يشرب الحليب أو أن يرضع، وهذه الأخطاء تترافق حتماً مع خسارة الطفل للكثير من المعادن والفيتامينات والماء الموجود في جسمه، ومن ثم يزداد هذا الفيروس أو تلك البكتيريا الموجودة في جسمه والمسببة الرئيسية للإسهال دون أن تجد أي مقاومة لها، وهذا نراه بشكل أوضح أيضاً للبالغين وكبار السن.
عندما يتفاقم الأمر وتزداد حالة الطّفل المصاب بالإسهال سوءاً، فلابد حينئذ من التدخل المباشر والذهاب الفوري للمستشفى، مع أهمية تصحيح الأخطاء التي نقوم بها عند إسهال الطفل.
التعامل مع الطفل المصاب بالإسهال
عند تعرض الطفل الأقل من السنة للإسهال فمن الضروري ألا تتوقف الأم عن رضاعة الطفل، وذلك لأن حليب الأم به كل الأغذية الصحة المناسبة لهذا الطفل، فضلاً عن أن حليب الأم يساعد الطفل في تقوية مناعته حتى يمكنه مقاومة هذا الإسهَال، ومن ثم لا يجب التوقف عن رضاعة الطفل إلا في حالة تضايق الطفل من هذه الرضاعة الطبيعية، وتترافق مع الطفل حينئذ عدة أعراض أخرى مختلفة عن الإسهال.
في حالة تعرض الطفل الصغير للإسهال حيث الخسارة الكبيرة للمياه الموجودة في الجسم، فلابد لنا من تعويض هذه المياه المفقودة من جسم الطفل دون أن نعتمد على العصائر الغير طبيعية الغنية بالفركتوز أو السكر الذي يزيد من شدة الإسهال ويزيد من مدته لفترة أطول.
ومن ثم لابد من الاعتماد على بعض الشربات التي توصف من قبل الأطباء، وهذه الشربات بها بعض المعادن والأملاح التي يحتاج لها جسم الطفل المعرض للإسهال، كما يمكنه تناول مرقة العظم أو شراب جوز الهند الموجود به المعادن والسوائل المهمة لجسم الطفل.
تابعت “ياسمينة”: على الرغم من أن التوست والأرز والتفاح وباقي النشويات الأخرى تعمل على كمش المعدة وتساعد على الخروج السهل، إلا أن النشويات لا تحتوي على الدهون أو البروتينات أو الألياف المهمة لصحة جسم الطفل في حالة الإسهال الشديدة.
لذلك يمكن دمج الأغذية النشوية مع البروتينات كالدجاج المشوي مع بعض الأغذية الغنية بالألياف غير الصلبة والتي يسهل على جسم الطفل الصغير هضمها والتي تساعد في علاج الإسهال، علاوةً على أهمية تناول الغنية بالدهون والتي تساهم في ألا يخسر الطفل من وزنه كميات كبيرة خلال فترة الإسهال التي يخسر فيها الجسم وزن، ومعادن، وفيتامينات، ومياه، وعناصر غذائية أخرى مهمة.
ثقّف نفسك هنا عن النزلة المعوية عند الأطفال
وختاماً، لابد للطفل المصاب الإسهال أن يتناول الوجبات جميعها وهي الإفطار والغذاء والعشاء، وتختلف كميات الأكل وقت الإسهال باختلاف عمر الطفل نفسه، مع أهمية تناول هذا الطفل للمياه بكميات كبيرة، علاوةً على أهمية الزنك الذي يُعد من المعادن الدقيقة التي تعالج الإسهال.