قد تقول قولاً يدل على سخطك من القضاء والقدر، مثل: لو لم يركب الدراجة ما سقط. فأنت تستعمل لو في الكلام، وقد تستخدم استعمالها المحرم دون أن تدري.
أنواع استعمال [لو] في الكلام
استعمال محرم وله صورتان
- في أمرٍ ماضٍ على وجه التسخط من القضاء والقدر، وذلك عند حلول المصائب مثل قول: لو لم يركب الدراجة ما سقط.
- كذلك استعمالها محرمٌ إذا استعملتها في أمرٍ مستقبلٍ تمنياً للشر، مثل: لو كان لي سلطة لذللت فلان. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن [لو] تفتح عمل الشيطان».
استعمال جائز، وله صورتان:
- استعمالها في أمر ماضٍ لا على وجه التسخط من القضاء والقدر، وإنما يُحمل عليه الرغبة في الخير، أو الندم على فوات الطاعة، مثل: لو ذهبت مبكرا لأدركت تكبيرة الإحرام.
- أو استعمالها في أمرٍ مستقبلٍ تمنياً للخير، مثل: لو رزقني الله مالاً لأنفقت منه في وجوه الخير.
واقرأ هنا عن الغلو: تعريفه، صوره، حكمه وما يترتب عليه
الحكمة من النهي عن استعمال لو
لقد نهى الشرع عن استعمال [لو] لحكمٍ منها:
- لما فيها من الاعتراض والتسخط على قضاء الله وقدره، وعدم الصبر عليه والرضا به.
- كما أنها تفتح عمل الشيطان الذي يدعو قائلها إلى الجزع والتسخط.
- الاعتراض على القضاء والقدر من صفات المنافقين، ففي غزوة أحد عندما وقعت الهزيمة للنبي ﷺ تحسروا على من قتل في المعركة، وزعموا أنهم لو لم يخرجوا لما قتلوا، فرد الله عليهم وبين فساد قولهم، وإن ما قدره الله تعالى كائن لا محالة سواءٌ خرجوا أم لم يخرجوا.
كيف يكون حال المسلم عند المصائب؟
لقد علمنا النبي ﷺ عند حلول المصائب أن نقول:
- قدر الله وما شاء فعل.
- وكذلك قول: الحمد لله.
- وقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
- وقول النبي ﷺ في المصائب «اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرًا منها».
كما يمكنك الاطلاع هنا على: ما يُعين على الصبر.. ونماذج من أخبار الصابرين وأحوالهم