يعتبر الورم الغدي الليفي أو الورم الحميد في الثدي “Fibroadenoma” من أكثر أنواع حالات الثدي المرضية انتشاراً، وأكثر أعراض هذه الحالة شيوعاً هي كتلة أو كتل في الثدي تكون غير ثابتة، وقابلة للحركة عند لمسها بكف اليد. ومن خلال هذا المقال سنلقي الضوء أكثر على أورام الثدي الحميدة، أنواعه، أعراضه، وطرق تشخيصه.
ما هي أورام الثدي الحميدة وكيف يمكن تشخيصها
تقول الدكتورة “نغم القرة غولي” اخصائية الجراحة العامة والثدي والمنظار: أن أورام الثدي هي عبارة عن وجود كتلة في الثدي يمكن أن تشعر بها السيدة من خلال الفحص الذاتي للثدي، أو من خلال الفحص الدوري عند الطبيب، أو قد يلاحظها الطبيب في الثدي من خلال صورة الأشعة.
وفي حالة وجود كتلة في الثدي، فلابد من التأكد إذا ما كان هذا الورم حميداً، أو خبيثاً، ويتم ذلك من خلال القيام بثلاث خطوات مهمة:
- السيرة الذاتية المرضية للشخص، والفحص السريري.
- الأشعة التصويرية للثدي.
- خزعة من الثدي “Core Biopsy”.
ولابد بشكل عام من قيام أي أنثى بعمل فحوصات دورية للثدي، بداية من العقد الثاني من العمر، وأن تقوم به كل شهر تقريباً بعد نهاية الدورة الشهرية. ويمكن أن تقوم به بنفسها وتلاحظ إذا طرأ أي تغيير على الطبيعة المعروفة للثدي لديها.
ولابد من التفرقة بين أشكال وأنواع التكتلات التي قد توجد بالثدي فمنها:
- الكتل الطبيعية والفسيولوجية: والتي تحدث بسبب التغيرات الهرمونية في تلك الفترة، وتوجد عند ٥٠٪ من السيدات قبل الدورة الشهرية بأسبوع تقريباً. ويكون مصاحب ذلك آلاماً قد تضطر بسببها الذهاب للطبيب.
- تكيسات الثدي: وهي عبارة عن كيس من الماء تكون بالثدي، والتي غالباً ما تحدث بداية من العقد الثالث من العمر، إلى العقد الخامس تقريباً عند ٢٠٪ من السيدات. وتعتبر هذه التكيسات حميدة تماماً، ولا تحتاج إلى تدخل جراحي.
وقد تكون هذه التكيسات غير مؤلمة، وقد تكون مؤلمة في بعض الحالات، وقد تكون صغيرة الحجم، أو قد تكون كبيرة بالدرجة التي تضغط على أنسجة الثدي مسببة ألماً شديداً. ويكون علاجها في عيادة الطبيب بأن يقوم بتفريغ مكونات هذه التكيسات، ومادام مكونات هذه التكيسات عبارة عن سائل شفاف مائل للصفرة، ولا يحتوي على الدم فلا توجد مشاكل أبداً، ولكن في حالة وجود دم، فلابد من أخذ عينة من هذا السائل وفحصها بالمختبر من المرة الأولى. وقد يتكرر تكون هذه التكيسات مرة ومرتان، وثلاث مرات أيضاً. ولكن في حالة تكرار تكونه أكثر من ذلك فلابد من أخذ عينة من هذا السائل وفحصها بالمختبر.
ويُنصح في حالة الشعور بآلام حادة في الثدي، بتناول الأدوية المسكنة، وأن ترتدي السيدة صدرية مناسبة، وأن تقلل بشكل كبير من تناول الكافيين وأن تخفف كذلك من التدخين بشكل نهائي. ويفضل تناول فيتامين B6 كوسيلة من وسائل الوقاية، وإذا لم تساعد كل هذه الطرق يمكن أن يتدخل الطبيب بالعلاج الهرموني كوسيلة أخيرة للعلاج.
- ورم ليفي حميد: أو كما يطلق عليه “فأرة الثدي” نظراً لكثرة حركته داخل الثدي عند الفحص بكف اليد، ويكون ملمسه مطاطي، منتظم، ولا يُحدث أي مشاكل. ولا يسبب الشعور بالألم غالباً. ويتراوح حجمه بين ٢-٥ سم.
وهذا الورم الليفي يتلاشى مع الوقت ولا يحتاج إلى جراحة أو استئصال، ويحدث نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث بالجسم، فيحدث نتيجة للحمل، أو للسيدات اللواتي يتناولن حبوب لمنع الحمل، أو البدائل الهرمونية “HRT” بعد انقطاع الطمث، وبالتالي يختفى وجوده مع التوقف عن تناول هذه المواد الهرمونية.
ولكن إذا زاد حجم هذا الورم عن الخمسة سنتيمترات، ولم يختفي بعد فترة من الوقت، فيفضل أن يتم فحصه والتأكد من أنه حميداً.
- التهاب الثدي “Breast mastitis”: وهو أيضاً من أكثر الأنواع شيوعاً، وله نوعان “Lactational mastitis”، و”Non Lactational mastitis”، والذي يحدث عند السيدات المرضعات، وغير المرضعات أيضاً. ويحدث للسيدات المرضعات غالباً من خلال فم الطفل نفسه.
وأكثر السيدات عرضةً لهذا النوع بعد المرضعات السيدات المدخنات؛ حيث يعمل النيكوتين على توسع قنوات الثدي، ويسبب حدوث بطء للإفرازات، كما قد يحدث انسداد القنوات مسبباً الالتهاب. كما أن السيدات اللواتي يتناولن الكورتيزون قد يساعدن في حدوث هذه الالتهابات.
ومن أهم الأعراض التي تطرأ على الثدي:
- احمرار الثدي.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- وجود ألم حاد بالثدي.
وإذا كانت السيدة مرضعة، فيُنصح بأن تستمر بالرضاعة؛ حيث إذا تراكم اللبن بالثدي فقد يؤدي ذلك إلى حدوث خُراج بالثدي. وإذا كان الألم مستمراً بشكل لا يُحتمل، فمن الممكن أن تستخدم طريقة الشفط ومن ثم تُرضع الطفل اللبن من خلال القنينة.
وغالباً ما يحدث للسيدة بعد فطام الطفل مباشرةً، خاصة إذا كان بشكل مفاجئ حيث يكون هناك بعض اللبن الذي مازال يتم إفرازه. لذلك يُنصح أن يكون الفطام تدريجياً، وأن تتناول حبوب تنشيف لللبن، وكذلك بأن تتناول المسكنات الآمنة في حالة استمرار الألم، وكذلك تقوم بعمل كمادات للثدي، وتتناول المضاد الحيوي المناسب إذا كان الألم مستمراً.
ولابد من متابعة الأخصائي خلال ٤٨-٧٢ ساعة، حتى إذا لم تختفي هذه الأعراض يتخذ القرار المناسب، فقد يتكون خُراج الثدي خلال تلك الفترة.
وتوضح الدكتورة “نغم” أن هناك بعض السيدات قد يعانين من وجود حكة بحلمات الثدي، والتي قد تندرج تحت أمراض جلدية باحتة ليس لها أي علاقة بالثدي نفسه في ٩٠٪ من الحالات. ويكون علاجه بسيط تماماً، ويُنصح بأن تراعي السيدة من وجود أي رطوبة بالصدرية التي ترتديها، وأن تحرص على جفاف هذه المنطقة باستمرار.
لذلك فلابد من زيارة طبيب الجلدية أولاً؛ فقد تكون الإصابة خاصة بالتهابات فطرية، أو اكزيما. وإذا أكد طبيب الجلدية من سلامة السيدة من هذه الناحية، فلابد وأن تذهب لأخصائي أمراض الثدي للاستشارة.
ولابد من التفرقة بين التهاب الثدي، وبين خُراج الثدي؛ حيث أن الالتهاب يكون شاملاً الثدي كلة، أما خُراج الثدي يكون عبارة عن كتلة معينة متحركة “Fluctuating”، كما أن الخراج يضاف له علاجاً خاصاً بجانب علاج الالتهاب العادي، وهو أن يقوم الطبيب بإفراغ محتوياته باستخدام حقنة، ويتم تكرار هذه العملية حتى خمس مرات، مع استخدام المضادات الحيوية المناسبة. وغالباً ما يقوم الطبيب بتحديد مكانه بدقة باستخدام الموجات فوق الصوتية “Ultrasound”.
وإذا لم تأتي هذه الطريقة بالنتائج المرجوة، فمن الأفضل أن يتم عمل جراحة للثدي.
الكيس الدهني: والذي قد يحدث بأي مكان بالجسم بما فيهم الثدي. والذي لا يعتبر خطراً بأي شكل من الأشكال. وقد لا تحتاج السيدات إزالته إذا لم يكن مرهقاً لها، أو إذا كان مسبباً كبر حجم ثدي عن الآخر.
أما عن طرق التشخيص، فقد تستخدم الموجات فوق الصوتية “Ultrasound”، والذي يفضل استخدامه تحت سن الأربعين، أما في الأعمار فوق الأربعين، فيفضل استخدام تصوير الثدي الشعاعي “الماموجرام”. نظراً للتغير الذي يحدث بالثدي خلال هذه الفترات من العمر.
ويستخدم الماموجرام بطريقة سهلة وبسيطة، ولكن لابد من أن تقوم السيدة بغطاء منطقة الرقبة حتى تحمي الغدة الدرقية من الإشعاعات الضارة.