تُعد فئة كبار السن من أكثر الفئات العمرية إصابة بالأمراض، بالإضافة إلى الصعوبة البالغة في الحركة، والإصابة بآلام المفاصل والروماتيزم.
لذلك، فإنّ ممارسة التمارين والأنشطة الرياضية مهمة جدًا لكبار السن، وتساعدهم على الوقاية من الأمراض، وكذلك تساعدهم على الحركة والاعتماد على أنفسهم.
أهمية المحافظة على الرياضة بشكل عام
تقول الأستاذة ” آمنة عمر عبد الله” اختصاصية العلاج الطبيعي: أن الرياضة بشكل عام تعتبر مهمة لجميع الأعمار، كما أنها تعتبر سلاح لمكافحة الأمراض في مرحلة الشيخوخة بالنسبة لكبار السن.
كما أن ممارسة الرياضة بشكل منتظم للمسن تؤدي إلى تقليل فرصة الإصابة بهشاشة العظام، وتقليل الإصابة بالأزمات القلبية والجلطات الدماغية، وتعمل على زيادة مرونة الأوعية الدموية.
وبالتالي تقلل من تصلب الشرايين، بالإضافة إلى أنها تقلل من التهاب المفاصل، وتقلل من اضطرابات النوم والأرق التي يعاني منها المسن، كما أنها تحسن من الحالة النفسية، وتحافظ على قوام ورشاقة الجسم لأطول فترة ممكنة.
نقص الكتلة العضلية بالنسبة لكبار السن
من المتعارف عليه أن الكتلة العضلية للجسم تنخفض بشكل تدريجي مع التقدم في السن بنسبة ١٠_١٥٪، ومن أهم أسباب انخفاض الكتلة العضلية هو الخمول وقلة الحركة، لذلك من الضروري ممارسة الأنشطة الرياضية لكبار السن، وذلك لمنع حدوث ضمور العضلات مع التقدم في السن.
العلاج الطبيعي واستعادة الحركة الطبيعية لكبار السن
أردفت الأستاذة “آمنة” أن العلاج الطبيعي يعتمد على الفحص وتحديد أماكن القصور والضعف لدى المسن، وهذا الفحص يختلف من مسن لآخر، فهناك مسنين تكون لديهم صحة جيدة وقدرة على المشي، وهناك مسنين تصاحبهم أمراض مثل الجلطات، والسكر، وارتفاع ضغط الدم ولا يستطيعون الحركة.
وبالتالي يختلف نوع التمارين من مسن لآخر، وتختلف الخطة العلاجية بحيث تناسب كل حالة.
كما تقول الأستاذة “عمر عبد الله” أن التمارين الرياضية لها دور في تخفيف آلام العظام، كما أن هناك نوع من التمارين يسمى التمارين المائية مناسب لفئة المسنين الغير قادرين على الحركة بشكل جيد، والمصابون بالروماتيزم وآلام الركب، وذلك لأن قوة دفع الماء تقلل من وزن الجسم والضغط على الركب.
وأضافت أن كمية الألم التي يشعر بها المريض عند المشي في الماء تقل عن المشي خارجها، لذلك التمارين المائية ضرورية في مثل هذه الحالات.
تابعت الأستاذة “آمنة” حديثها قائلة أن التمارين الرياضية أو الأنشطة اليومية بشكل عام تعتمد على القدرات المتوفرة لدى الشخص، فمثلًا المسنين ذوي الصحة الجيدة يُفضل ممارسة التمارين الهوائية لهم، وتمارين تقوية العضلات والتوازن، وذلك للوقاية من السقوط والكسور، ومساعدة المسن في الاعتماد على نفسه.
في بداية جلسات العلاج الطّبيعي يكون من الصعب جدًا على كبار السن ممارسة التمارين الرياضية، وذلك بسبب الألم، والضمور في العضلات، ولكن يتم اقناعهم بالتشجيع والمحادثة من قِبل اختصاصي العلاج الطبيعي أثناء جلسات العلاج.
كما يتعاون الأهل مع اختصاصي العلاج الطبيعي في هذا الأمر ومحاولة التشجيع الدائم على ممارسة هذه التمارين لما لها من فائدة كبرى عليهم، وعند ملاحظة المسن للتطور الجيّد في صحته بعد فترة، يتشجع بنفسه لممارسة الرياضة ويعتاد عليها.
ومن المعروف أن التحسن بعد ممارسة الرياضة لا يتم بعد الجلسة مباشرة، ولكن يتطلب عدة جلسات، كما أنه يعتمد على حالة المريض، ولكن التحسن يكون ملحوظ إذا كان هناك تعاون من المريض والاستمرار في ممارسة التمارين في المنزل مع الجلسات الطبية.
مساعدة المريض قليل الحركة في ممارسة أنشطته اليومية
تؤكد الأستاذة “عمر عبد الله” أن هناك العديد من الأجهزة التي يمكن استخدامها لمساعدة المسن، فمثلًا إذا كان المسن غير قادر على الحركة، يقوم الأخصائي بإعطائه مشاية تساعده على الحركة، ثم بعد ذلك يتم إعطاءه عصا المشي إلى أن يتمكن بعد ذلك بالمشي بمفرده.
وهناك العديد من الأدوات الأخرى مثل الشريط اللاصق الذي يستخدمه اختصاصي العلاج الطبيعي للمريض لدعم العضلات الضعيفة وتخفيف الألم.
وهنا تقرأ عن سوء التغذية في كبار السن
نصائح للتعامل مع كبار السن في الحياة اليومية
ختامًا، تعتبر فئة كبار السنة فئة اتكالية، وتعتمد دائمًا على الغير في أمور حياتهم، وتنصح “آمنة” كبار السن بإجراء أنشطتهم اليومية التي يستطيعون القيام بها بأنفسهم كتمارين لهم ومساعدة على الحركة.
وإذا احتاج المريض لمساعدة في أيًا من المهام، يقوم المحيطين به بمساعدته في القيام بالنشاط، وليس إجراء النشاط بدلًا عنه.