أم المؤمنين: السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق (رضي الله عنهما)

أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق

هي: عائشة بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة (رضي الله عنهما)، زوج النبي ﷺ، وابنة خليفة رسول الله ﷺ سيدنا أبي بكر الصديق (رضي الله عنه)، وأمها أم رومان بنت عامر الكنانية (رضي الله عنها)، وقد ولدت السيدة عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) في مكة المكرمة، وترعرعت في بيت يدين بدين الإسلام، وتربت على يد أبوين مؤمنين فتجملت بالأدب والأخلاق.

زواج النبي ﷺ منها

توفيت السيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنهما) وحزن رسول الله ﷺ عليها حزنا شديدًا، وبعد سنتين من وفاة السيدة خديجة تزوج الرسول ﷺ، بأم المؤمنين عائشة، وكان ذلك في رؤية رآها رسول الله ﷺ ورؤيا الأنبياء وحي، فعَنْ عَائِشَةَ (رضي الله عنها)، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ لَهَا: “أُرِيتُكِ فِي المَنَامِ مَرَّتَيْنِ، أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ (قطعة) مِنْ حَرِيرٍ، وَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَاكْشِفْ عَنْهَا، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ “.

وقد أحب الرسول ﷺ السيدة عائشة حُبًّا شديدًا؛ فعن سيدنا عمرو بن العاص (رضي الله عنها) أنه سأل النبي ﷺ فَقَالَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ» قُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: «أَبُوهَا»..). ولما مرض رسول الله ﷺ المرض الذي توفي فيه استأذن من زوجاته (رَضي اللَّهُ عَنْهُنَّ) أَنْ يُمَرَّض في بيتها، فعن عَائِشَةَ (رضي الله عنها) قَالَتْ: أَوَّلُ مَا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَاسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِهَا وَأَذِنَّ له، وتوفي في حجرها ودفن في بيتها.

كنيتها

كانت السيدة عائشة (رضي الله عنها) تكنى بأم عبد الله؛ نسبة لابن أختها عبد الله بن الزبير (رضي الله عنها)، والذي أنت به إلى رسول الله ﷺ، وطلبت منه أن يكون لها كنية كباقي النساء؛ فكناها بأم عبد الله نسبة لابن أختها أسماء تطييبا لخاطرها، فعن عروة عن عائشة؛ قالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلٌّ صَوَاحِبِي لَهُنَّ كُنَّى، قَالَ: “فاكتني بابنك عبدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ” يَعْنِي: ابْنَ أُختِها.

كما تقرأ هنا أيضًا ⇐ عائشة.. الصديقة بنت الصديق

فضائل السيدة عائشة ومناقبها

كانت السيدة عائشة (رضي الله عنها) أفقه نساء المسلمين فقد امتلكت مكانة رفيعة في العلم؛ وخاصة في رواية الحديث، وقد بلغ عدد مرويات السيدة عائشة من الحديث ألفين ومئتين وعشرة أحاديث، وكانت (رضي الله عنها) سريعة الفهم والذكاء والبديهة، فقد ذكر أبو موسى الأشعري أنه قال: ما أشكل علينا أصحاب محمد ﷺ حديث قط، فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا.

فكانت المرجع للمسلمين عندما يختلط عندهم شيء من القرآن أو الحديث، أو الفقه، أو الفرائض، وكان المؤمنون يجدون عندها الجواب الشافي لجميع تساؤلاتهم واستفساراتهم، قال محمد بن شهاب الزهري: “لو جمع علم الناس كلهم ثم علم أزواج النبي ﷺ لكانت عائشة أوسعهم علما”.

وهي التي برأها القرآن الكريم من كل إفك وبهتان في قرآن يتلى إلى يوم القيامة، حيث يقول ﷻ في سورة النور: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾، ويقول سبحانه: ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.

أضف تعليق

error: