أمنا حواء — أم كل حي

أمنا حواء — أم كل حي

أمنا حواء (عليها السلام) السيدة حواء هي زوج آدم (عليه السلام)، منهما انحدرت البشرية وتكاثرت، وإليهما تعود أنساب البشر جميعا فقد خلقها الله ﷻ ليكون كل منهما سكنا للآخر، وقد وردت قصتهما في القرآن الكريم في سور كثيرة، منها: سورة البقرة، وسورة الأعراف، وسورة طه).

لقد خلق الله ﷻ آدم من تراب، وأسكنه الجنة وكان فيها وحيدًا ليس له أنيس، فكان يرجو بينه وبين نفسه أن يجد من يؤنسه في الجنة، فخلق الله ﷻ له امرأة من جسده ليسكن كل منهما إلى صاحبه، وعن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: سميت حواء لأنها أم كل حي.

وبعد أن خلق الله ﷻ حواء صارت هي السكن لآدم (عليه السلام) وهو السكن لها، وكانا يعيشان حياة رغيدة هادئة في الجنة كما قصه القرآن الكريم في قوله ﷻ: ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا﴾، وبينما آدم وحواء قد رزقا الجنَّة ، فقد أباح الله ﷻ لهما ما فيها من خيرات، إلا شجرة واحدة، يقول ﷻ: ﴿وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا الظَّالِمِينَ﴾، ولم يبين القرآن الكريم نوع هذه الشجرة؛ وقد سماها إبليس “شجرة الخلد” ليستميل آدم وحواء ويوقعهما في المحظور، يقول سبحانه: ﴿فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكِ لَا يَبْلَى﴾.

لقد وسوس إبليس لآدم وحواء بأن يأكلا من الشجرة التي نهاهما الله ﷻ عن الأكل منها، وقد أغراهما بذلك وزعم أن هذه الشجرة -تحديدًا ودون غيرها من الشجر- هي شجرة الخلد، فإن أكلا منها سيحظيان بالخلد في النعيم، أو يكونان من الملائكة، وما كان ذلك إلا إغواء من إبليس – لعنه الله الذي كان يعلم عاقبة عصيان أمر الله ﷻ والأكل من هذه الشجرة، يقول ﷻ: ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾.

فانكشفت لهما عوراتهما، وصارا يحاولان تغطيتها ببعض ورق الجنة، وناداهما ربهما ﷻ ألم أنهكما عن الأكل من تلك الشجرة، وأقل لكما: إن الشيطان لكما عدو مبين ظاهر العداوة؟، قال ﷻ: ﴿وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقْلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾، ثم أمرهما الله ﷻ بالهبوط إلى الأرض، فعلم آدم وزوجته أنهما قد ظلما أنفسهما وتابا إلى الله ﷻ، فغفر لهما وقبل توبتهما، قال ﷻ: ﴿وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضِ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينِ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾.

وهكذا بدأت حياة البشرية في الأرض بآدم وحواء.. بدأت بالكد والعمل.

أضف تعليق

error: