منذ أشهر بدأت تجارب ولا تزال مستمرة لتمكين المرضى من تحريك أطرافهم من جديد وهي تجربة تلخص جهود الباحثين في كلية الطب بولاية أوهايو الأمريكية لتطبيقها على البشر فيما يعرف باسم الواجهات الدماغية الحاسوبية مزدوجة التوجيه وهو مشروع تركز تجاربه على إعادة الحياة إلى الأطراف الميتة وتقوم هذه التجارب على التحكم بالإشارات الكهربائية العصبية بين المخ والنخاع الشوكي وردم الهوة التي تحدث بينهما نتيجة حوادث معينة أو أمراض كالسكتة الدماغية وانقطاع الحبل الشوكي وفي المقابل يطور الباحثون في مركز الهندسة الحسية العصبية والحركية لجامعة واشنطن جيلا جديدا من الرقاقات الكهربائية العصبية والتي تزرع في القشرة الدماغية لمساعدة المصابين على تحريك أطرافهم والقيام بالمهام اليومية المعتادة ولطالما دأب الباحثون على إجراء تجارب كثيرة لمساعدة المصابون بالشلل وإعطائهم أملا للحركة من جديد وبلا قيود. تجارب بدأت منذ أن طور الباحثون في جامعة مايوكلينك شرائح كهربائية لمساعدة مرضى الشلل الرعاش على تحريك أقدامهم بشكل متوازن أو التحكم في حركة أطرافهم اللاإرادية ويطمح هؤلاء الباحثين بعد أن تلقوا منحة مالية تصل إلى ١٦ مليون دولار إلى زراعات دماغية تسهم في إصلاح وإعادة توصيل الأعصاب حول الأماكن المتضررة من الجسم كانقطاع الحبل الشوكي.
ما هي إصابات العمود الفقري؟
يجيب الدكتور« محمد سعد» استشاري العناية المركزة والحالات الحرجة وإعادة تأهيل مرضى المصابين بالشلل: يجب معرفة وظيفة المخ والعمود الفقري أولا، أولا المخ يعتبر هو القائد والمتصل بالعمود الفقري (النخاع الشوكي) ثم إلى الأعصاب الطرفية لحركة الجسم كله.
بالنسبة لإصابات العمود الفقري تبلغ حوالي من ربع إلى نص مليون إصابة سنويا وتختلف الإصابة على حسب مكان الحادث، فهناك إصابات في منطقة الرقبة وأعلى الظهر وأسفل الظهر وعلى أساسها يحدث شلل للمريض بسبب الإصابة. أما بالنسبة للسكتة الدماغية فتحدث دائما نتيجة الإصابة بأمراض الضغط وأمراض السمنة والتدخين مع التقدم بالعمر وتحدث عن طريق موت دماغي في الخلايا والذي يؤثر على حركة عضلة أو جزء في جسم الإنسان فيؤدي إلى الشلل.
عندما يتم التشخيص هذا المرض على أنه شلل هل يعتبر نهائي أم هناك علاجات تمكن الشخص من الحركة من جديد؟
يوضح الدكتور محمد سعد: حتى الآن في جميع مراكز العالم المختصة بالتأهيل يتم الاعتماد على عملية التأهيل للمرضى كما أن الأبحاث انتقلت إلى استخدام روبوت به نظام مركزي يتم توصيله للمخ بحيث عندما يفكر المريض بشيء معين يستطيع تحريكه ومنها روبوت R وحاليا أيضا يوجد جهاز كمبيوتر ينر المريض على شاشته فيستطيع تحريك سهم الكمبيوتر واختيار أي شئ وتم بالفعل تجربته على بعض المرضى. وفي أخر عشر سنوات توصلوا إلى تداخل الهندسة العصبية (الكمبيوتر مع المخ) فالإشارة تخرج من المخ وتترجم إلى الكمبيوتر وهذا سبب طفرة لأنه يساعد المرضى. عندما تحدث الإصابة يحدث خلل في العمود الفقري وخلايا العمود الفقري لا تعود لنموها الطبيعي لذلك يتم الآن تخطي جزء الإصابة.وحاليا في جامعة واشنطن تم تحديد ميزانية حوالي ٦١ مليون دولار للأبحاث في خلال ٤ سنوات قادمة لتجربة العلاجات الدماغية وإصابات العمود الفقري.
ما نسبة المرضى المصابين بالشلل الذين يعودون لتحريك أطرافهم من جديد بعد التأهيل؟
حتى الآن لا يوجد نتيجة لأنها أبحاث، ولكن أي مريض يحدث له إصابة بالعمود الفقري أو يصاب بالسكتة الدماغية علاجه هو التأهيل لأن المرضى الذين يجلسون فترات طويلة يحدث لديهم ضمور بالعضلات أما التأهيل فيقوم بتحريك عضلة المريض بشكل سلبي ولكن في المجمل ما زالت العضلة محافظة على وظيفتها لذلك يجب الاهتمام بالعلاج التأهيلي للمرضى.
متى سيتم فعلا تطبيق هذه الابتكارات؟
يتابع الدكتور: بالنسبة لسنوات سابقة كان لا يوجد أمل لدى المريض بأنه يستطيع الحركة من جديد ولكن مع التطور يستطيع الإنسان الآن تحريك أي شيء عن طريق الروبوت وفي خلال ٤ سنوات قادمة سيتم تطبيق هذه الأبحاث على الإنسان وسيكون هناك أمل لعودة المرضى للحركة.