ما هي مهام وتكوين وتركيبة الرقبة؟
قال ” الدكتور / عمران جانبك – استشاري جراحة الدماغ والأعصاب والعمود الفقري” أن الرقبة تعتبر جزء مهم من جسم الإنسان مركب من عدة أنسجة رخوة بالإضافة إلى العظم وهو الذي يصل بين الرأس والصدر أو القفص الصدري وله وظائف ومهام عديدة.
تتكون الرقبة من سبع فقرات رئيسية محاط بها الأربطة والعضلات وكثير من الأوعية الدموية المهمة.
تحدث آلام الرقبة نتيجة وجود اختلاف أو خلل في أي من مكوناتها حيث يمكن أن تحدث هنالك مشاكل في الأنسجة الرخوة أو في العظام والأربطة ولكل منها أعراضها الخاصة بها.
ما الأمراض التي يمكن أن تصيب الرقبة؟
تصاب الرقبة بأمراض ولادية قد لا تظهر منذ الولادة وتؤجل حتى سن البلوغ أو بعده في بعض الأحيان والتي منها على سبيل المثال ظهور أضلاع إضافية في الفقرة السابعة والتي لا تحمل أضلاع كما يمكن أن يظهر التحام فقرتين ببعضهما البعض في الرقبة أو وجود تضيق في القناة الشوكية إلى جانب وجود بعض الأمراض الولادية التي تُعالج في حينها.
يمكن لبعض الأمراض أن تؤجل في الظهور حتى سن الثلاثين والتي تكون موجودة منذ الولادة.
وتابع الدكتور ” عمران جانبك “: من أكثر أمراض الرقبة شيوعا الشد العضلي الناتج عن عدم ممارسات يومية للإنسان والتي منها على سبيل المثال وضع الرقبة لوضع معين لمدة طويلة مثل العمل المكتبي مما يؤثر على الشد العضلي بجانب النوم غير المريح كما أن تلك الأمراض تختفي من 5 أيام لأسبوع من ظهورها.
هناك بعض أمراض الرقبة التي تمتد لأكثر من 5 أيام والتي يجب أن يتم مراجعة الطبيب عند ظهورها على الفور إلى جانب وجود أمراض ترافقها حرارة أو انتفاخ في أي جزء من أجزاء الرقبة أو وجود تضخم في الغدد اللمفاوية أو وجود الصداع وآلام في الصدر كما يمكن أن تسبب الجلطة القلبية آلام الرقبة إلى جانب أن صعوبة المشي وصعوبة تحريك اليدين قد ترافق آلام الرقبة في كثير من الأحيان في حالة استمرارها أكثر من أسبوع ويجب حينها مراجعة الطبيب.
أما آلام الرقبة الناتجة عن وضع معين للرقبة أو نتيجة بذل مجهود رياضي فيمكنها أن تختفي سريعا عند تناول بعض الأدوية إلى جانب ضرورة الابتعاد عن الرياضة وتغيير وضع الرقبة في هذه الحالة.
هل كبر العمر يؤدي إلى مشاكل في الرقبة؟
مع تمدد العمر يظهر الكبر والتطور نحو الكبر حيث تتأثر أنسجة الرقبة ويحدث تآكل للعمود الفقري وضعف في المفاصل ما بين الفقرات كما يؤدي إلى تضيق في الخلايا الشوكية.
يتأقلم المريض مع هذا التطور الطبيعي للرقبة ولكن في حالة تطوره أكثر من اللازم وعند الضغط على الأعصاب أو النخاع الشوكي يشعر المريض بالألم الشديد للرقبة.
يتعرض الشباب أحيانا للسقوط أو حادث سيارة دون أن يشعروا بآلام في اليوم الأول لكن قد يحدث الشعور بألم في اليوم التالي وحينها يجب مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات الشعاعية اللازمة للرقبة والعمود الفقري.
ماذا عن أورام العظم الذي تصيب الرقبة؟
قبل الحديث عن أورام العظم يمكن التطرق إلى الانزلاقات الغضروفية التي تصيب الأقراص الهلامية اللزجة اللينة بين الفقرات مما يتسبب في خروج هذه المادة من مكانها وحدوث تمزق في الغشاء الخارجي مما يتسبب في خروجها للمكان الخاطئ والذي يمكن أن يكون النخاع الشوكي أو الأعصاب كما أنه حسب حجم هذه المادة اللزجة تظهر الأعراض.
يمكن علاج غالبية الانزلاقات الغضروفية عن طريق بعض الأدوية والعلاج الطبيعي وبعض الممارسات الأخرى.
أما ما تبقى منها وهي نسبة 15% يمكن علاجها بالجراحة كما يمكن نزول الديسك من مكانه لمكان آخر ويمكن علاجه بالجراحة.
ليس كل انزلاق غضروفي يستدعي الجراحة لعلاجه. تم تطور العلاج جراحيا للانزلاق الغضروفي للرقبة بشكل كبير في العالم الطبي الأردني حيث هناك التشخيص المتطور من الرنين المغناطيسي وتخطيط الأعصاب والتصوير الطبقي إضافة إلى بعض التقنيات المتطورة داخل غرفة العمليات من التنظير والجراحة المجهرية والجراحة التقليدية والأدوات اللازمة لذلك حيث يمكن أيضا زرع غضروف صناعي متحرك للحفاظ على حركة الرقبة.
وتابع الدكتور ” عمران “: من المهم عمل فحص سريري للمريض مع ضرورة عمل الرنين المغناطيسي عند الحاجة لذلك من خلال شعور المريض بالألم، ولا داعي لعمل رنين مغناطيس في حالة عدم وجود أعراض عصبية للمريض حيث يظهر الشد العضلي وما شابه على الأشعة ويُعطى المريض حينها الأدوية والعلاجات اللازمة للتخلص من تلك الآلام.
في حالة وجود أعراض عصبية عند المريض مثل الخدران وضعف في اليدين وصعوبة في المشي يمكننا عمل صورة رنين مغناطيسي الذي يؤكد وجود الانزلاق الغضروفي وحجمه وضغطه كما أنها تنفي أو تؤكد آثار أخرى مثل ورم في النخاع الشوكي أو ورم في العظم بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق عضو آخر في الجسم مثل الأمعاء وأورام الثدي عند النساء والبروستاتا عن الرجال الذي يظهر أعراضه على العمود الفقري والرقبة قبل الظهور على المنطقة نفسها بجانب ورم الصدر الذي يختلف علاجه في هذه الحالة عن العلاجات الأخرى.
هناك بعض المرضى الذي يصرون على عمل عملية جراحية للتخلص من الألم ولكن في واقع الحال قد لا يكون هذا المريض بحاجة إلى ذلك ويمكن علاج هؤلاء عن طريق بعض العلاجات إلى جانب أن 85% ممن يعانون من الانزلاق الغضروفي كما سبق الذكر ليسوا بحاجة للعملية الجراحية. على الجانب الآخر، يظهر الضعف في الأداء العصبي على بعض المرضى والذين يصعب إقناعهم بضرورة عمل العملية الجراحية مما يتسبب لهم في حدوث تدهور لحالتهم.
أما الصنف الثالث فهو الصنف الذي يقبل بسهولة النصيحة الطبية.
وأخيرا، يعتبر تناول الأدوية وخاصة المسكنات القوية والتي منها الفولتارين الذي يتم تناوله بكمية كبيرة له الأثر السيء على الكُلى، لذلك يجب مراجعة الطبيب قبل أخذ المسكنات وخاصة المسكنات القوية.