يخاف العديد من الأهالي على أبنائهم من كثرة الأمراض في فصل الشتاء نتيجة برودة الجو التي تكثر فيها الأمراض والفيروسات والبكتيريا المعدية، لذلك وجب على الأمهات ضرورة أخذ أبنائهم لمطعوم الإنفلونزا حتى يخفف ذلك عليهم من أعراض الرشح والسعال وغيرها.
لماذا تكثر أمراض الأطفال بحلول فصل الشتاء؟
ذكرت الدكتورة مي أبو حاكمة ” أخصائية الأطفال وحديثي الولادة ” أنه مع اختلاف الطقس والبرودة تضعف مناعة الجسم سواء للأطفال أو الكبار ويصيرون عُرضة أكبر لالتقاط الأمراض والفيروسات والبكتيريا الموجودة في الجو.
أما عن أكثر الأمراض شيوعاً في الجو في فصل الشتاء فهي نزلات البرد والإنفلونزا والتهابات القصبات والرشح والسعال والتهابات الأذن الوسطى والالتهابات الرئوية التي يتعرض لها الكثير منا.
من المهم تمييز نزلات البرد الخفيفة المصاحبة للحرارة البسيطة الأقل من 38.5 مع الرشح والسعال البسيط والتي يصاب بها الطفل من 5 إلى 7 أيام ثم بعدها تتحسن حالة الطفل وتكون نتيجة عدوى بسيطة أو فيروس منتقل إليه، ولكن إذا ظهر صوت صفير في السعال فإن ذلك قد يكون عارض لالتهابات القصبات، كما أنه إذا زادت الحرارة عن 38.5 فإن ذلك قد يشير إلى التهاب بكتيري عند الطفل وليس التهاب فيروسي الذي لا يمكن علاجه بالمضاد الحيوي وإنما يتم علاجه بتناول الطعام وتحسين المناعة – بناءً على ما تراه الطبيبة.
لا يمكننا القول بأن كل رشح وسعال هو إنفلونزا ولكن الإنفلونزا هي فيروس يتسبب في ارتفاع الحرارة بنسبة كبيرة ويشعر الشخص بتعب عام وآلام في العضلات وعدم القدرة على ممارسة الحياة اليومية في أول 48 ساعة مع التعرض للسعال والبلغم.
كيف يمكننا علاج نزلات البرد العادية؟
عند تعرض أي طفل لنزلات البرد فإنه يستوجب عليه الراحة ثم يمكنه تناول الأكل المدعم بفيتامين c مثل الفواكه الموسمية في فصل الشتاء كالبرتقال والليمون والخضروات الملونة الغنية بمضادات الأكسدة التي ترفع من مناعة جسم الإنسان مع ضرورة تهوية المنزل لإخراج الفيروسات من المنزل بصورة دائمة لأن العطس يمكن أن يتسبب في نقل العدوى من طفل للآخر.
أما عن بخاخات الجو المعقمة فإنها تساعد في إخراج الفيروسات ولكنها لا تفي بالغرض وفي حالة وجود حرارة عالية يمكن للطفل أخذ خافض للحرارة ثم يمكنه أخذ أدوية الرشح مع أدوية احتقان الأنف واستعمال مرطب الجو وبخاخات الملح التي ترطب الأنف.
متى يمكن للطفل استعمال خافضات الحرارة؟
يجدر الإشارة إلى أن استعمال خافضات الحرارة يعتمد على عمر الطفل ووزنه وعادةً الأطفال فوق 6 أشهر لهم نوعين من خافضات الحرارة يمكنهم أخذها هي الباراسيتامول و الإيبوبروفين كل 6 ساعات و 8 ساعات على التوالي، كما تُحتسب الجرعة حسب وزن الطفل ثم يمكننا استبدال خافض الحرارة كل 3 أيام إذا كانت الحرارة من الشرج فوق 38.2.
تابعت ” أبو حاكمة “: أما عن مطعوم الإنفلونزا فإننا ننبه الأهل أنه ليس له دخل بالرشح ولكنه يحمي الطفل من فيروس الإنفلونزا مع مراعاة أن هناك العديد من الفيروسات والبكتيريا التي يمكن أن تتسبب في نزلات البرد في الشتاء ولكن المطعوم يمكنه أن يحمي من فيروس A وفيروس B وإنفلونزا الخنازير كما أن مضاعفات المرض ومدته تأتي أقل على الطفل الذي يأخذ هذا المطعوم لأنه يقوي من مناعة الجسم ضد الإنفلونزا، لذلك يُنصح بأخذ هذا المطعوم للأطفال فوق 6 أشهر ويُمنع على من هم أقل من 6 أشهر ويستوجب عليهم كذلك أخذ جرعتين بينهما شهر واحد على الأقل للأطفال من 6 أشهر إلى سنة وبعدها يمكنهم أخذ المطعوم مرة واحدة كل سنة.
يجدر الإشارة كذلك إلى أن مطعوم الأنفلونزا لا يتسبب في رفع حرارة الطفل وإنما مكان المطعوم يمكن أن يتسبب في احمرار الجلد وبعض الآلام.
وأخيراً، هناك مطعوم ثلاثي وآخر رباعي للإنفلونزا ويجب أخذه مبكراً لأن المطعوم يأخذ حوالي أسبوعين لينشط.
أما عن بعض الأخطاء التي تتسبب في عدوى الأطفال فهي التدفئة الزائدة من الأهالي للطفل مما يتسبب في تعرق الطفل الذي يتعرض للفحة الهواء نتيجة خروجه لمكان بارد بعدها مباشرةً مما يتسبب في تعرضه للرشح والسعال والمغص والاستفراغ، ومن ثم قبل خروج الطفل للهواء يجب عليه شرب ماء بارد لخفض درجة حرارة الجسم قبل خروجه للهواء ويصير عُرضة للإصابة بالأمراض كما يجب علينا عزل الطفل المصاب بالإنفلونزا في غرفته.