لقد أصبح مرض السمنة من الأمراض المزمنة المنتشرة بشكل كبير في هذه الفترة، والذي يؤثر بشكل كبير على أمراض وأعضاء مختلفة في الجسم.
حيث تسبب السمنة ارتفاع في ضغط الدم، مما يؤثر ذلك على شرايين الجسم وشرايين القلب، كما أنها تؤدي لرفع مستوى السكر في الدم والكوليسترول، وغيرها من الأمراض.
بالإضافة إلى تأثيرها الكبير على الصحة النفسية. لذلك يجب على كل إنسان الحرص والوقاية من الإصابة بهذا المرض من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بشكل يومي.
العلاقة بين أمراض السمنة وأمراض القلب
يقول الدكتور “أسامة البغال”، استشاري أمراض القلب أن: السمنة هي عبارة عن مرض مزمن، تشمل عدة عوامل مثل الفرق بين الطاقة التي يتم تناولها والطاقة المحروقة، وتشمل الآثار النفسية والبيئية والاقتصادية والهرمونية والمرضية، وجميع هذه العوامل تلعب دور في عملية حدوث مرض السمنة.
والسمنة تعتبر من الأمراض التي لها علاقة رئيسية بعملية القلب؛ حيث تتسبب في ارتفاع ضغط الدم، والذي يعتبر ذو تأثير سلبي على جميع شرايين الجسم منها شرايين القلب، كما أن السمنة ترفع مستويات السكر في الدم، مما يؤثر على الشرايين والقلب بشكل سلبي.
إضافة إلى ذلك فإن السمنة تتسبب في رفع مستوى الكوليسترول الضار في الجسم، مما يؤدي لانسداد الشرايين، وبالتالي حدوث الجلطة الدماغية، والجلطة القلبية، أو الذبحة الصدرية، كما أن السمنة أيضًا لها تأثيرات على أعضاء أخرى غير القلب، فهي تؤثر على الكبد، والمرارة، وقد تسبب حدوث السرطان، كما أنها تؤثر على الصحة النفسية للإنسان.
يؤكد د. “أسامة” أن عملية علاج السمنة تبدأ بوجود الدافع النفسي لدى الشخص لعلاج هذه المشكلة، ثم بعد ذلك يحتاج العلاج أيضًا لعملية مساعدة من طبيب مختص، ومساعدة من الأهل والمجتمع المحيط بالمريض؛ عن طريق تغيير نظام الحياة، وممارسة الرياضة اليومية، والاختيار الصحيح لنوعية وكمية الأطعمة التي يتناولها المريض.
من المعروف أن العامل الوراثي يلعب دور كبير في الإصابة بمرض السمنة، وذلك بمعدل ٢٠-٣٠٪.
كما يقول د. “البغال”: نزول الوزن يلعب دور مهم في اختلال الهرمونات التي يفرزها الجهاز الهضمي، ويؤدي لحدوث خلل في التوازن بين هرمونات الجوع وهرمونات الشبع، فتزداد هرمونات الجوع وتقل هرمونات الشبع، مما يدفع الإنسان لكثرة تناول الطعام.
وبالتالي يزداد في الوزن مرة أخرى، لذلك تعتبر عملية علاج السمنة عملية طويلة المدى تستمر لسنوات، ولا بد أن تبدأ من داخل المريض نفسه.
من المؤكد أن السمنة تتسبب في حدوث مشاكل صحية ونفسية للمريض، وتؤدي إلى فقدان المريض ثقته بنفسه، لذلك عملية العلاج تتطلب العلاج الداخلي من قِبل المريض، بالإضافة إلى العلاج لدى طبيب التغذية.
كيف يمكن تحديد نسبة السمنة؟
تابع د. “البغال”: تتم عملية قياس نسبة السمنة من خلال قياس كتلة الجسم؛ حيث كتلة الجسم تساوي وزن الجسم على طول الجسم بالمتر مربع، وإذا كانت الكتلة تتراوح بين ١٨ إلى ٢٥، يعتبر وزن الجسم طبيعي.
بينما إذا كانت كتلة الجسم بين ٢٥-٣٠، يكون لدى الشخص زيادة في الوزن، بينما الكتلة من ٣٠-٣٥، يكون لدى الشخص سمنة من الدرجة الأولى، أما من ٣٥-٤٠ تعتبر سمنة من الدرجة الثانية، بينما كتلة الجسم إذا زادت عن ٤٠ يكون الشخص مصاب بالسمنة من الدرجة الثالثة.
وأضاف أن علاج السمنة يبدأ أولًا بعلاج السبب الرئيسي للسمنة، بالإضافة للعلاج عن طريق تغيير نمط الحياة.
طرق علاج السمنة
يؤكد د. “البغال”: الطريقة الأولى والأهم لإنزال الوزن هي التغذية، ثم الاختيار الصحيح لنوعية الغذاء والإكثار من تناول الخضروات والفواكه، والتقليل من تناول النشويات والحلويات والأطعمة المقلية.
بالإضافة إلى ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن ٣٠ دقيقة يوميًا، وبالتأكيد من الضروري جدًا المراجعة باستمرار مع أخصائي تغذية.
أردف د. “أسامة”: هناك متلازمة معينة تصيب الأطفال، وتسبب شعور الجوع الدائم لدى الطفل، وهذا النوع من الأطفال قد تستمر معهم مشكلة السمنة بشكل دائم، ولكن هذه المتلازمة قد تكون مرضية، أو تكون بسبب سوء تعامل من الأهل وكثرة إعطاء الطفل الطعام حتى في أوقات عدم الجوع.
ختامًا، يجب على كل شخص تغيير أسلوب الحياة الخاص به، وتغيير نوعية وكمية الطعام التي يتناولها، بالإضافة إلى ضرورة ممارسة الرياضة باستمرار بمعدل ٣٠ دقيقة يوميًا.
كما يجب اللجوء لأخصائي تغذية للمساعدة في عملية إنقاص الوزن، وطبيب مختص لمعرفة إذا كان هناك أسباب مرضية هي المتسببة في حدوث مشكلة السمنة وعلاجها.
وأكد الدكتور في النهاية على ضرورة الانتباه للأطفال خصوصًا في هذه الفترة والتعلم عن بعد، والحرص على مساعدة الأطفال دائمًا لممارسة الرياضة والحركة.
كما يجب الانتباه لكمية الطعام التي يتناولها الطفل حتى لا تستمر مشكلة السمنة.