قبل الخوض في علاج أمراض الروماتيزم ، سنتعرّف أولا على التهاب المفاصل الرثوي أو كما يُعرف بالرماتويد، هو مرض يتمثل بالألم والتورم في داخل المفاصل وما حولها وتصلب في المفاصل والعضلات، هذه الأعراض هي أكثر وضوحاً في الصباح عند النهوض من النوم ويرافقها إحساس شديد بالتعب كما ويُعتبر أحد أمراض المناعة. التهاب المفاصل الرثوي هو مرض شامل ويُمكنه أن يؤثر على الجسم بشكلٍ كامل على سبيل المثال: الرئتين والجلد والأوعية الدموية والأعصاب والعينين، ويميل هذا المرض إلى أن يكون مُزمناً وبالتالي فإنه يُمكن أن تستمر أعراضه لفترة طويلة ومع ذلك قد تأتي فترات تختفي فيها أعراض المرض. علاج هذا المرض يتطلب وقتاً طويلاً وغير مُحدد ومعروف أو حتى لسنوات، وهذا المرض يُصيب الإنسان في أي عمر سواء نساء أو رجال، وفي أماكن مختلفة في الجسم سواء اليدين أو الرجلين أو حتى سائر الجسم في بعض الأحيان، ويتطور هذا الالتهاب إلى عدم القدرة على استعمال المفصل.
ما المقصود بأمراض الروماتيزم؟
أوضح (دكتور. أيمن المصري – أخصائي أمراض الروماتيزم والمفاصل العظمية) في حديثه عبر شاشة تليفزيون قناة “الشارقة” أن أمراض الروماتيزم هي أمراض تُصيب الهيكل العظمي والعضلي للمفصل حيث أن كل ما يؤدي إلى إصابة بالمفاصل هو مرض روماتيزمي، وهي أمراض غير جراحية تنقسم إلى: (أمراض روماتيزمية مناعية – أمراض روماتيزمية غير مناعية)، أي أن مرض الروماتيزم هو مرض يُصيب مكونات المفصل من أربطة وعضلات وعظام وأوتار وأعصاب مما يؤدي إلى التهاب وإنتفاخ وتورم بالمفصل، ومن الممكن أن يكون مرض مُزمن يُرافق المريض طوال حياته أو قد يكون مرض عابر يأخذ فترة ويُشفى منه المريض تماماً. وهي أمراض داخلية قد تُصيب الشرايين أو القلب أو العين أو الرئة أو الجهاز العصبي أو الجهاز الحركي، وقد تكون هذه الأمراض ذو منشأ جيني أو فيروسي أو هرموني.
ما أنواع مرض الروماتيزم؟ وما أكثر هذه الأنواع انتشاراً؟
أوضح “د. المصري” أن أمراض الروماتيزم أمراض متنوعة وعديدة جداً، فأمراض الروماتيزم هي عبارة عن مجموعة من الأمراض تزيد عن ٣٠٠ مرض ومنها: (الروماتويد – خشونة مفصل الركبة – النقرس – آلام العمود الفقري – الأورام التي تُصيب العظام أو المفاصل). وتنقسم أمراض الروماتيزم إلى قسمين (أمراض مناعية – أمراض غير مناعية) حيث أن الأمراض المناعية هي التي تكون ناتجة عن أمراض أخرى (مثل: زيادة في إفراز هرمون الغدة الدرقية – تورم بالرئة – زيادة الأملاح)، فأمراض الروماتيزم أشكالها متشابهة وأسبابها متنوعة.
أما عن أكثر أنواع مرض الروماتيزم انتشاراً فأوضح “الطبيب الضيف” أن أمراض الروماتيزم توجد في كل الدول ولكن تختلف نسبة تواجدها باختلاف التركيب الجيني لكل منطقة جغرافية، وبعض أنواع الروماتيزم .مثل: (مرض بهجت – مرض الحمى المتوسطية) تنتشر بشكل كبير في دول حوض المتوسط (سوريا – لبنان – تونس) بسبب الاستعداد الجيني الوراثي الخاص بجغرافية المكان، وهناك أنوع مثل: (الروماتويد – خشونة مفصل الركبة – التصلب الفقاري المقسط عند الرجال – الذئبة الحمراء عند النساء) تنتشر بشكل كبير في دول الخليج كما هو الحال في دولة الإمارات كما أن هناك عوامل مرضية تساعد على انتشار خشونة المفاصل مثل: (مرض السكري – ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم – ارتفاع ضغط الدم – أمراض القلب والشرايين – زيادة الوزن) بالإضافة إلى عوامل بيئية ومجتمعية مثل: (الجلوس على الأرض في وضع ثني الركبتين لوقت طويل – عدم ممارسة الرياضة).
كيف يتم تشخيص أمراض الروماتيزم ؟
أوضح (دكتور. أيمن) أن تشخيص أمراض الروماتيزم يتم من قبل الطبيب المتخصص، وعلاج هذه الأمراض بنوعيها (المناعية – غير المناعية “الميكانيكية”) يشمل مجموعة من العلاجات الحديثة.
أما عن ما إذا كانت أمراض الروماتيزم تُصيب فئة عمرية معينة فأوضح دكتور “أيمن” أن أمراض الروماتيزم تُصيب الكبار والصغار، وبعض هذه الأمراض غير معروفة الأسباب.
ملحوظة هامة:
• تساعد تمارين الاسترخاء على علاج العديد من المشكلات الصحية بالجسم وتقلل من الشعور بالآلام المختلفة، ولذلك بدأت العديد من المراكز الصحية بالاستعانة بتمارين الاسترخاء لعلاج أمراض خطيرة، ويمكن الاستعانة بتمارين الاسترخاء لعلاج آلام المفاصل.
• ينصح الأطباء مرضى التهابات المفاصل بالقيام بممارسة التمارين الرياضية الخفيفة التي تزيد من مرونة الجسم للتقليل من أعراض التهابات المفاصل.
ما هو مرض النقرس؟
أوضح “د. أيمن المصري” أن مرض النقرس أو زيادة الأملاح أو زيادة حمض اليوريك في الدم عبارة عن مرض استقلاب ذو استعداد جيني، ينتج عن نقص بعض البروتينات أو الإنزيمات المُعينة مما يؤدي إلى حدوث خلل جيني في تركيب البروتين المسئول عن حمض اليوريك في الكبد، أو قد يكون السبب في نقص هذا البروتين ناتج عن أمراض أخرى (مثل: سرطان الدم – بعض الأمراض الغُدية)، وقد تكون الأسباب لها علاقة بالغذاء كالإفراط في تناول اللحوم الحمراء والوجبات السريعة وشرب المياه الغازية. مرض النقرس يؤدي إلى التهاب بالمفاصل وارتفاع بالضغط الشرياني وإصابة العين وفشل كُلوي.
وعن أعراض مرض النقرس استكمل (الطبيب الضيف) حديثه موضحاً أن ٩٠٪ من النساء المصابات بالنقرس يُعانين من أعراض تتمثل في آلام عضلية وتعب وإرهاق وأيضاً حالات نفسية ناتجة عن ارتفاع حمض اليوريك، بينما الرجال يُعانون من آلام بالعمود الفقري.
وأما عن طرق العلاج من مرض النقرس أوضح دكتور (المصري) أنه لابد وأن تتم العلاجات من قبل الطبيب المتخصص بالطريقة الصحيحة، ويجب تجنب العلاجات العشوائية التي يقوم بها المريض من تلقاء نفسه لأنها تؤخر من اكتشاف المرض وتؤخر من العلاج مما قد ينتج عنه مضاعفات كالفشل الكُلوي أو ارتفاع الضغط الشرياني وتآكل بالمفصل. العلاج الصحيح لمرض النقرس يتم عن طريق التشخيص من قبل الطبيب العام ومن ثم يتم التحويل إلى الطبيب المتخصص الذي يقوم بعمل تقرير شامل عن المرض لتجنب أية مضاعفات ومن ثم يُعطي المريض بروتوكول علاجي ليلتزم به.
أمراض الروماتيزم بشكل عام سواء كانت روماتويد أو ذئبة حمراء أو تصلب فقاري أو روماتيزم الصدفية أو الالتهابات الشريانية المفصلية أو أي أمراض روماتيزمية مناعية ذو منشأ مناعي ذو اختلال جيني يجب علاج واحتواء هذه الأمراض لتجنب المضاعفات، فقبل عشرين عام من الآن لم يكن المريض يحيا حياة طبيعية نتيجة عدم توفر العلاجات الحديثة المتوفرة حالياً، فالعلاجات الحديثة لأمراض الروماتيزم والمتابعة مع طبيب أخصائي روماتيزم هي ما يحتاج إليه المريض. ومن خلال العلاج يُمكن السيطرة على المرض ومنع المضاعفات.
ما دور التغذية في حالات مرضى التهاب المفاصل؟
أوضحت (دكتورة. نجلاء درويش عبيد – أخصائية التغذية السريرية) أن الغذاء الصحي أو التعديل الغذائي ليس هو العلاج بحد ذاته ولكنه يُقلل من حدة أعراض المرض، وبالتالي يجب على مرضى البدانة والسمنة وزيادة الوزن محاولة الوصول إلى الوزن المثالي والمحافظة على الغذاء الصحي والابتعاد عن الأطعمة المقلية والوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالصوديوم، ويُفضل التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم كالحليب ومشتقاته وأن تكون قليلة الدسم لتجنب السعرات الحرارية، كذلك يُفضل التركيز على الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة. مثل: (الزنجبيل – الكركم – التوت البري)، وأيضاً الأطعمة الغنية بالأوميجا ٣. مثل: (الأسماك – السالمون – التونة) ونظراً لاحتوائها على الدهون المُفيدة للجسم، وكذلك من الجيد التركيز على زيت الزيتون ولكن بكميات معقولة حوالي ٤ ملاعق صغيرة من زيت الزيتون البكر يومياً نظراً لأنه غني بالسعرات الحرارية ولكن فوائده جمة، والتركيز على بعض الإضافات إلى الطعام، مثل: الكركم، وعدم الإكثار من تناول اللحوم الحمراء. فمن الضروري الحفاظ على غذاء صحي متوازن والحصول على ٥ وجبات خفيفة صحية.
وأكد “د. أيمن المصري” أن بالنسبة لأي مرض فإن تناول الغذاء المعين بدون ممارسة الرياضة لا يُجدي نفعاً.
ملاحظات هامة:
• تساعد الحرارة على تخفيف الألم وتُرخي العضلات المُتشنجة المؤلمة، أما البرودة فتُخدر الشعور بالألم وتُقلل من تشنج العضلات والإنتفاخ.
• الشعور بألم في المفاصل يرجع لحاجة المفصل للراحة نتيجة الضغط عليه لفترة، وفي هذه الحالة يجب أخذ قسط من الراحة لمدة ١٠ دقائق كل ساعة لتوفير الراحة اللازمة للجسم والتقليل من الشعور بالألم.
ماذا عن المضاعفات التي قد تنتج عن أمراض الروماتيزم ؟ وطرق الوقاية منها؟
أوضح (الطبيب الضيف) أن مضاعفات أمراض الروماتيزم تنقسم إلى نوعين من المضاعفات: المضاعفات الناتجة عن أمراض الروماتيزم المناعية والتي تحدث نتيجة عدم علاج هذه الأمراض تختلف باختلاف المرض، فعلى سبيل المثال مرض الروماتويد قد تكون من مضاعفاته هشاشة العظام التي تؤدي إلى كسور مما قد يرفع من نسبة الوفيات، ومن مضاعفات مرض الروماتويد أيضاً أمراض القلب والشرايين (مثل: اضطرابات بصمامات القلب) وأيضاً قد يؤدي إلى التهابات رئوية وقد ينتهي الحال بتلف المفصل بشكل كامل مما يستدعي التدخل الجراحي. ومن أهم مضاعفات أمراض الروماتيزم المناعية هي استمرار الألم مما ينعكس على الحالة النفسية والعصبية للمريض.
ماذا عن علاج مرض التهاب المفاصل الرثوي؟
إن التهاب المفاصل الرثوي من الأمراض التي قد تُصيب الرجال أو النساء على حدٍ سواء، ولكن تجاهل أعراضه قد يؤخر التعافي منه.
أوضح (د. سوخبيل سينغ أويال – استشاري أول أمراض الروماتيزم) أن بالنسبة لأحدث العلاجات لمرض التهاب المفاصل الرثوي فمع تطور العلوم والتكنولوجيا تم تحديد الأدوية البيولوجية التي تُعطى للمرضى حيث تكون النتائج مُرضية للغاية، على سبيل المثال استخدام أحدث الأجهزة الطبية التي تُمكن من الفحص والتشخيص عن طريق الموجات فوق الصوتية والتي تُعد من أكثر الطرق الآمنة والسريعة بحيث يُمكن هذا الجهاز من رؤية كل تفاصيل المنطقة المُراد علاجها وتشخيص أي التهاب أو مرض قد يُصيب المفاصل كما يُساعد في علاج المريض بإعطاءه حقن في المكان المُحدد للالتهاب وبأسلوب غاية في الدقة للتمكن من التشخيص الصحيح للمرض إن كان التهاب أو غيره، كما يُمكن حقن المريض في نفس الوقت في حالة الإصابة بالتهابات يُمكن علاجها على الفور حيث تتحسن حالة المريض في وقت قياسي ويتمكن من التعافي بشكل ملحوظ.
واستكمل (دكتور. أيمن المصري) حديثه موضحاً أنه بالنسبة للعلاج فإن هناك العديد من العلاجات المتطورة جداً، التشخيص يتم عن طريق الفحص السريري وفحص الدم والأشعة أما التشخيص بالموجات فوق الصوتية لا يُمكنه تشخيص المرض بشكل كامل بالإضافة إلى أنه مُكلف نوعاً ما كما أنه لا يُعتبر علاج، وإنما العلاجات تتمثل في العلاجات البيولوجية وعلاجات أخرى مثبطة للمناعة.
ما النصائح التي يُمكن إسدائها بشكل خاص؟
أضاف “د. أيمن” وضحاً أن النصيحة هي استشارة الطبيب المتخصص حتى يتم تشخيص واكتشاف المرض مبكراً وبدء العلاج لتجنب حدوث أية مضاعفات، كما أكد على ضرورة المتابعة مع الطبيب بشكل دوري والالتزام بالعلاج. وبالنسبة للمرضي الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج البيولوجي فهناك من المراكز التابعة للهلال الأحمر ما يوفر هذه العلاجات بأقل تكلفة ممكنة ولفترات طويلة لسنوات قادمة.