الأمراض التي تصيب القولون تتشابه كثيراً في أعراضها وفي بعض الأحيان في مسبباتها ومحفزاتها التي تزيد من حدتها والكثير من الناس تخلط بين هذه الأمراض وتطلق مسميات قاصدة بها أمراض أخرى، نتعرف اليوم على المزيد عن أمراض الجهاز الهضمي وتشابه الكثير منها في أعراضها.
ما أوجه التشابه بين أمراض الجهاز الهضمي ؟
تجيب الدكتورة «هالة العيسوي» استشاري أمراض الباطنة والسكر عبر شاشة «الغد»، أولا القولون وأمراض الانتفاخ ومغص البطن هناك أمراض كثيرة تتشابه معها، لذلك إذا ظهرت أعراض حديثة فيجب الذهاب إلى الطبيب أما إذا كان العرض قديم فلا داعي للقلق ولكن ننصح بالذهاب للطبيب.
وكما نعلم دورة الجهاز الهضمي من الفم حتى الإخراج تستغرق حوالي ٢-٨ ساعات وحوالي ٨ أمتار فالأمعاء الدقيقة طولها ٦ متر والغليظة متر ونص فهي دورة طويلة جدا، ومرض القولون والذي يطلق عليه بعض الأشخاص القولون العصبي له مسمى أخر يسمى (اختلال أو اعتلال في الأمعاء الدقيقة) وهذا مرض وظيفي وليس عضوي فيجب التفرقة بينهم لأن أمراض الجهاز الهضمي منها عضوي ووظيفي، فالوظيفي هو خلل بالوظيفة مثل القولون العصبي فلا وجد منه قلق، أما العضوي هو التهابات أو حساسية من طعام معين أو جراثيم أو تقرحات أو سرطان بالقولون وللتمييز بينهم في البداية عندما يلاحظ مريض القولون أنه فقد وزنه فجأة أو ظهر دم أو مخاط مع البراز أو سرعة ترسيب عالية في هذه الحالة يجب عليه الذهاب للطبيب سريعا لأنه فيما بعد قد يؤدي إلى سرطان أما إذا كان مغص عادي فيقوم بعمل فحوصات أو منظار سواء علوي أو قولون.
كما أن أغلب الأشخاص لديهم عادات خاطئة في الطعام فإذا تجنبوها يستطيعوا وقاية أنفسهم من أمراض القولون ومرض القولون ليس خطيراً وإنما هو خلل بالأمعاء الغليظة وحوالي ٢٥٪ من الناس يعانون من أمراض القولون فهي لا تؤدي إلى أمراض خطيرة.
ما هو النظام الغذائي الذي يجب إتباعه؟
عادات الطعام لدينا خاطئة، ومنها عدم تناول الطعام طوال النهار وتناول وجبة دسمة في الليل حيث أن العصارة لا تستطيع هضم هذا الطعام الدسم مما يؤدي إلى تراكم البكتريا عليه ويؤدي إلى أمراض لذلك من الأصح تناول ٥-٦ وجبات ولكن بكميات قليلة، ثانيا خلط الطعام وهو تناول الخضراوات مع البروتينات ثم يتبعها فورا بتناول الحلويات وهذا يؤدي إلى أمراض ومغص وانتفاخ بالبطن وإمساك وإسهال ولكن من الأفضل تناول الفاكهة على معدة فارغة أو بعد الأكل بساعتين لأن كل نوع من البروتين والسكريات يتم هضمه بطريقة معينة.
أما عن تمييز ألم المرارة والكبد والمعدة، فتتابع «د.هالة»، ليس المطلوب من المريض أن يشخص حالته وإنما إذا أحس بتعب أو وجع عليه الذهاب للطبيب ولكن هناك أمراض أخرى تسبب آلام في البطن مثل مرض السكري إذا كان غير منتظم يؤدي إلى آلام بالمعدة ويقلل امتصاص وهضم السكر فيبدأ المريض الإحساس بانتفاخ فهنا لا يكون السبب قولون، أو مرض الغدة الدرقية فأي نقص في إفراز الهرمون في الغدة الدرقية يؤدي إلى أمراض وإمساك وارتفاع في الكولسترول تعطي إيحاء بأن هذه أمراض قولون.
كما أن تشخيص بعض الأمراض مثل القولون يكون صعب ولن يستطيع الطبيب اكتشافه إلا إذا قام بعمل فحوصات وتحاليل واستبعد بعض الأمراض لذلك يجب القيام بالكشف والفحوصات والمنظار.
هل يحتاج الشخص الذهاب إلى أكثر من طبيب بسبب تشابه أعراض بعض الأمراض ؟
نعم، فعلي سبيل المثال يتشابه مرض ارتجاع المريء مع الذبحة الصدرية وفي بعض الأحيان يشعر المريض بآلام في المعدة فيصف له الطبيب دواء ويكون سبب هذه الآلام مرض بالقلب، لذلك يجب على الطبيب أن يكون دقيقا وأن يقوم بالفحوصات اللازمة كما انتشرت تخصصات كثيرة من جهاز هضمي وقلب وصدرية وأيضا على المريض من خلال برامج التوعية معرفة أي طبيب يجب الذهاب إليه وفي العموم إذا كانت الشكوى مزمنة بمعنى أنها متكررة فهذا لا يدعو للقلق أما إذا حدثت أعراض جديدة مثل انخفاض الوزن وخروج دم أو مخاط بالبراز وتغير مرات الإخراج فهو يتفاوت من شخص لأخر حسب طبيعة الشخص فعندها يجب الذهاب للطبيب ،أما الإحساس بالقيء فهي أسبابه كثيرة منها آلام المعدة وتناول الأدوية أيضا.