لماذا تكثر الأمراض التنفسية بفصلي الخريف والشتاء؟
قال الدكتور “هيثم الخشمان” استشاري الأمراض الصدرية وأمراض النوم. تتضافر مجموعة من العوامل المؤدية بالضرورة إلى إنتشار الأمراض التنفسية والرئوية خلال موسمي الخريف والشتاء، ونذكر بعضها في الآتي:
التغيرات الموسمية الحاصلة في ما بين الصيف والخريف والشتاء من العوامل الأساسية لنشاط أغلب مسببات أمراض الرئة والتي عادةً ما تكون فيروسات.
التغيرات المناخية تساعد الفيروسات على التكاثر وتعدد أنواعها ومن ثَم إنتشارها على مستوى العالم.
التقلبات المناخية في الشتاء من البرد والضباب والصقيع.. إلخ، مع التواجد بإستمرار داخل الأماكن المغلقة يساهم كثيرًا في إنتقال العدوى بين الناس وخاصةً مع بين أصحاب الأمراض الرئوية المزمنة لتهيئة القصبات الرئوية لديهم على إستقبال الفيروسات والجراثيم وبالتالي زيادة حدة الأمراض التنفسية.
العادات الشعبوية في التقبيل والأحضان أثناء التحية.
مشاركة المتعلقات الشخصية مع المصابين بنزلات البرد والإنفلونزا.
العطاس والسعال ينشر الرذاذ المحتوي على الجراثيم لمسافة لا تقل عن مترين مما يُعطي الفرصة الأكبر لإنتشار العدوى وبخاصة في الأماكن المغلقة.
زيادة نشاط الرياح والعواصف وخاصةً المحملة بالأتربة والغبار من العوامل المساعدة على إنتقال الفيروسات بين الناس، بل وإنتقالها من بلد إلى بلد ومن قارة إلى أخرى.
ما أكثر الفئات عُرضة لأمراض الجهاز التنفسي في الخريف والشتاء؟
أكد “د. هيثم” على أن كل الناس مُعرضة للإصابة بأنواع من الرشح وبدرجات حِدية متفاوتة لمرتين أو أكثر خلال هذا الموسم، كما توجد فئات أكثر عُرضة لخطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي وهي:
الفئات المصابة بالأمراض الرئوية المزمنة مثل الربو وإنسداد القصبات الهوائية المزمن.
مرضى الفشل الكُلوي.
مرضى نقص المناعة مثل مصابي الأورام السرطانية المُعالَجين بالكيماوي أو مرضى الإيدز.
مرضى الشلل لتواجدهم المستمر في غرف مغلقة.
كذلك يعتبر كبار السن والأطفال هم أكثر تعرضًا لخطر الأمراض التنفسية لإختلاف قدرتهم المناعية عن باقي الفئات العمرية المتوسطة.
كيف نحمي الأطفال تحديدًا من أمراض الجهاز التنفسي في مواسم الخريف والشتاء؟
طرق الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي هي عبارة عن نصائح عامة تصلح لكل الفئات العمرية تجنبًا لخطر الإصابة، ومن هذه الطرق ما يلي:
تجنب الإختلاط المباشر مع المصابين وبخاصةً للأطفال وكبار السن وقايةً من العدوى.
تجنب البقاء في أماكن مغلقة لفترات زمنية طويلة وبخاصةً إن تواجد فيها أحد مرضى الجهاز التنفسي.
تجنب التعرض للتيارات والموجات الهوائية الشديدة.
تجنب التعرض للتباين الحراري ما بين البرودة والسخونة تفاديًا لتغيير حساسية الجهاز التنفسي وإصابته بالفيروسات.
عند وقوع الإصابة فعليًا لابد من الراحة الكاملة بالمنزل، مع تناول السوائل الطبيعية الساخنة.
الإهتمام بالتغذية الجيدة الغنية بالفيتامينات بشكل عام ومع المرضى خاصةً.
إذا اشتدت أعراض المرض لابد حتمًا من إستشارة الطبيب ويا حبذا لو كانت الإستشارة مبكرة للسيطرة على المرض في بدايته.
هل تساهم تطعيمات الإنفلونزا في الحماية من أمراض الجهاز التنفسي؟
نبه “د. هيثم” على أن التطعيمات والتحصينات ضد الإنفلونزا أصبحت من العلاجات الطبية الضرورية في السنوات الخيرة نظرًا لإنتشار أنواع جديدة من فيروسات الإنفلونزا مثل إنفلونزا الخنازير التي تعد أكثر خطرًا في الوصول بالمريض إلى الوفاة وخاصةً مع الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
وتستمد تطعيمات الإنفلونزا أهميتها في أنها تحتوي على لقاحات مضادة لأكثر ثلاثة فيروسات إنتشارًا حول العالم كل عام، فبناءًا على الدراسات الطبية تُغير تركيبة المصل كل عام تبعًا لأكثر ثلاثة أنواع فيروسية منتشرة، وعادةً ما يُدرج بالمصل اللقاح المضاد لفيروس إنفلونزا الخنازير (H1N1) وهو ما يزيد من أهمية إستخدامه.
اختتم “د. هيثم الخشمان” حديثه قائلًا: مما سبق يتضح لنا أنه يجب حقن المصل المضاد لفيروسات الإنفلونزا للفئات الأكثر إختطارًا وعُرضة للإصابة بأمراض التنفس شتاءًا ومنهم كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة سواء الرئوية أو غيرها. ويفضل حنقه أيضًا لباقي الفئات وخاصة من مرضى الإلتهابات المتكررة والرشح الأنفي.
وهذا كله للوقاية من فيروسات الإنفلونزا وبخاصة أكثرهم فتكًا بجسم الإنسان.