أماني، فتاة تعمل في إحدى المؤسسات، تحمل شهادة بكالوريوس وتأتي لعملها يوميا، وفيما يبدو لي أنها تعمل بجد، ترتدي العباءة وتغطي بعض شعرها. يعمل معها خمسة أشخاص.
أبو محمد «أحد الزملاء»، يرى أن «أماني» كغيرها من النساء يجب ألا توضع بهن الثقة ويسمح لهن بالعمل مع الرجال، وبناء على ذلك أسس علاقته معها، فكل عملها بالنسبة له محل شك، ويحتاج إلى مراجعة دقيقة؛ فالتقرير الذي يشاركها العمل عليه ولا يجد فيه عيبا، يصرح بعدم ثقته فيها وأنها يجب أن تعذره فهذا هو حال الدنيا.
في الجهة المقابلة أبو محمد خروف بلا «قرون»، تقوده أم محمد وكلمتها موثوق بها «غصبا عنه»، ولكنه يصرح من وراء ظهرها بأنه لا يثق بها هي الأخرى ولكن هذا هو حال الدنيا.
أحمد «زميل آخر» يرى أن أماني إحدى «أمانيه»؛ لذلك كل ما تقوم به صحيح وممتاز، و»عداه العيب» إلى درجة أنه يصرح لها بذلك وبصورة أوضحت للجميع أنه يشارك «أبو محمد» رأيه، ولكنه يعتمد على صحته كثيرا، بل يتمنى أن يكون صحيحا ولديه خطة جاهزة للتنفيذ في حال الإثبات.
أما ماجد فيرى أن «أماني» مجرد عابثة جاءت للتسلية، وأن وجودها خطر على نزاهة بيئة العمل، وبقعة تلوث نقاء «لقمة العيش»، صحيح أن لقمة عيشه «النقية»، تضيع على «شحن» هواتف الفتيات، ولكنه يصر على أن مكان لقمة العيش يجب أن يبقى نظيفا، حتى لو كان يصنع له عملا غير محبب.
لكن عادل يخالفهم الرأي جميعا ولا يرى بأسا في وجود «أماني» لو كانت محتشمة وتعمل في مكتب مستقل، كي لا تكون فتنة «الحفل»، عفوا أقصد «العمل»، وصرح لها مرة بأن زينتها تلهيه عن عمله.
أما «أنا» فلم أستطع أن أبدي رأيي لأني بصراحة لا أكترث، خاصة أن مجموعة الآراء عن هذه الـ «أماني» قد فاقت مجموع الآراء التي طرحت في تاريخ المؤسسة، فاطمأننت أن «الشباب مسوين الواجب».
وبكل صراحة، لم يستطع أحد في آخر السنة تقييم عمل «أماني»؛ لأن الجميع بما فيهم المدير لم يكن يراقب عملها، بقدر ما كان يراقبها هي.
لعلك أيضًا تود الاطلاع على:
- أولا: فكر أولا.. هل أنت فاسد؟!
- ثانيًا: بسطة خضار.. بدلا من شهادة الجامعة
- ثالثًا: يعيش الأكثر صراخا
- وأخيرًا: ثقافة المطالبة بالحقوق