يعتبر مرض التصلب اللويحي من الأمراض المناعية التي تصيب الإنسان في مختلف الأعمار؛ حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة غلاف الأعصاب، ويؤدي لحدوث تآكل في هذا الغلاف.
وبالتالي تآكل الأعصاب وإبطال عملها، فيشعر المريض بالعديد من الأعراض منها، التنميل في الأطراف والدوخة، وقد تصل المراحل المتطورة للإصابة بالشلل، ولكن السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض لم يتمكن الطب من اكتشافه حتى الآن.
مرض التصلب اللويحي
تقول الدكتورة “رند الديسي”، أخصائية التغذية العلاجية: مرض التصلب اللويحي هو عبارة عن مرض مناعي؛ حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الغلاف الذي يغطي الأعصاب، وبالتالي يحدث تآكل لهذا الغلاف، مما يؤدي إلى تآكل هذه الأعصاب وإبطال عملها.
مما يؤدي إلى ظهور عدة أعراض على الشخص المصاب منها: تنميل في الأصابع، وفقدان الشخص السيطرة على حركة اليدين أو القدمين، وقد يصاب بالشلل.
كما أضافت الدكتورة أن درجات هذا المرض تختلف من شخص لآخر، ويقوم الطبيب بتحديد العلاج على حسب حالة المريض ودرجة المرض، ولكن السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض يعتبر مجهول إلى الآن.
تؤكد د. “رند” على أهمية الغذاء في علاج مرض التصلب اللويحي؛ فالغذاء له دور في التحكم في الأعراض التي يشعر بها المريض، والحفاظ على الطبقة العازلة للأعصاب لفترة أطول.
تابعت د. “الديسي”: هناك الكثير من الدراسات المتعددة التي أجريت لتحديد الغذاء المناسب لمرض التصلب اللويحي، كما أن هناك العديد من الدراسات التي أجريت على نظام “الكيتو دايت” لتحديد مدى فعاليته على مرضى التصلب اللويحي، وذلك لأن هذا النظام مبني على نسب عالية من الدهون، ونسب معتدلة من البروتين، ونسب قليلة جدًا من النشويات.
النظام الغذائي المناسب لمرضى التصلب اللويحي
أردفت د. “الديسي”: غلاف الأعصاب مصنوع من الكوليسترول والدهون، وبما أن نظام الكيتو مبني على نسب عالية من الدهون فبالتالي سوف يؤدي إلى زيادة الحفاظ على غلاف هذه الأعصاب لفترة أطول.
بالإضافة إلى الدهون الصحية الموجودة في نظام الكيتو، والمشتقة من الأفوكادو وزيت الزيتون والدهون الحيوانية، وهذه الدهون تؤدي إلى رفع مستويات الأوميجا3 والأوميجا6، والتي لها دور فعال في تغليف الأعصاب.
وأضافت الدكتورة أن هناك بعض الدراسات التي تثبت أن الامتناع عن تناول منتجات الألبان والأجبان وجميع المنتجات التي تحتوي على الجلوتان له فعالية كبيرة بالنسبة لمرضى التصلب اللويحي.
وبناءًا على ذلك فإن مرضى التصلب اللويحي يمكنهم الاعتماد على نظام الكيتو الغذائي بشرط أن يكون بنسب ومقادير مدروسة من قِبل المتخصص، وإذا لم ينجح هذا الحل في تخفيف الأعراض يمكن اتباع النظام الآخر وهو الامتناع عن منتجات الألبان والأجبان والجلوتان.
والتركيز على الأغذية المحتوية على الدهون الصحية والألياف مثل الخضروات والفواكه، وعلى البقوليات كمصدر غذائي للبروتين، وعلى اللحوم ذات النسب القليلة من الكوليسترول، والابتعاد عن اللحوم الحمراء والدهون المهدرجة والدهون المتحولة.
الفحوصات التي يجريها المريض قبل اتباع نظام الكيتو دايت
من الجدير بالذكر أنه من الممكن إجراء الفحوصات الطبية لمعرفة الحالة الصحية العامة للجسم قبل اتباع نظام غذائي، وخصوصًا أنه يجب التركيز على مدى فعالية عمل الكلى.
بالإضافة إلى تحديد مستويات الصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم وجميع الفيتامينات والمعادن في الجسم، وأضافت أنه يجب إجراء هذه الفحوصات بشكل دوري، وبالتالي يمكن تحديد إذا كان نظام الكيتو مناسب أم لا على أساس هذه الفحوصات.
كما أكدت الدكتورة على أهمية الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي، وبالنسبة لمرضى التصلب اللويحي يمكن ممارسة بعض الرياضات الخفيفة المناسبة لقدرة أجسامهم.
كما تقول د. “الديسي”: لقد أثبتت جميع الدراسات مدى فعالية الامتناع عن تناول منتجات الألبان والأجبان في التخفيف من أعراض التصلب اللويحي.
ولكن بشرط الحصول على فوائدها الغذائية من كالسيوم وفيتامين د من مصادر أخرى.
من المعلوم أنه من الممكن الشعور ببعض الآلام في المعدة عند اتباع حمية الكيتو بالنسبة لمرضى التصلب اللويحي، ولكن يحدث ذلك عند اتباع نظام خاطئ، حيث أن النظام الفعال الكيتو يعتمد على الدهون الصحية فقط والتي لا تسبب أي آلام في المعدة.
فمثلاً بدلًا من تناول البيض المقلي بالزيت أو السمن يمكن تناول البيض المسلوق مضافًا إليه زيت الزيتون، مما يؤدي ذلك للتقليل من الشعور بالأوجاع في المعدة.
بالإضافة إلى اللجوء إلى الدهون المأخوذة من مصادر الأسماك بدلًا من اللحوم والدجاج، كما يمكن تناول المكملات الغذائية.
مما لا شك فيه أن مريض التصلب اللويحي يعاني من صعوبة في نزول الوزن؛ حيث أن هذا المرض يعتبر مرض مناعي، ويقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الجسم، وبالتالي يعاني الجسم من الالتهابات.
وبالتالي تكون هناك صعوبة في نزول الوزن، وأضافت أنه من الممكن المتابعة مع أخصائي تغذية للمساعدة في نزول الوزن ولكن النتائج أيضًا سوف تكون بطيئة.
ختامًا، مرض التصلب اللويحي يعتبر من الأمراض الغير معدية، كما أن سببه الرئيسي غير معروف حتى الآن، إضافة إلى ذلك فإن هذا المرض من الممكن أن يصيب جميع الأعمار، وتظهر أعراضه على هيئة تنميل في الأطراف، دوخة، وفقدان للوعي في بعض الأحيان، ولكن كلما تم اكتشاف هذا المرض مبكرًا يمكن التقليل من تطوره ووصوله لمراحل متقدمة.