بحسب المختصين في علم السلوك الإنساني أن أبرز أعراض الخجل هي «هروب الكلام»! وهو الأمر الذي يفترض بي الآن أن أضع نقطة ثم أهرب بعيدا! إلا أنني على العكس تماما أجد نشاطا غير عادي «رغم خجلي» للكتابة لخمسة أعوام قادمة حتى تزول أعراض الخجل أو أن تزول مسبباته! أكثر ما يمنحني «الخجل» مع مطلع كل شمس هو مظهر المدرسة المستأجرة التي بجواري! فلا شيء هناك يدل على أنها مدرسة سوى اللوحة الصغيرة التي علقت «بخجل» على ناصيتها، أما ما عدا ذلك فهي تمتلك صك براءة من مشابهتها لأي مدرسة حقيقية. في كل أمر من هناك تطرح الأسئلة نفسها تباعا، كيف تبدو الفصول بالداخل؟ ماذا عن المختبرات؟ هل هناك «مكتبة»؟ بل أين هو «الملعب»؟
في الطريق، أي طريق، سيكون الخجل لي بالمرصاد حين أتذكر أن حافلات، خط البلدة، لا تزال محسوبة ضمن وسائل النقل العام لدينا، لم تتطور أو تتجمل أو تتحسن، بل هي ذات المركبة التاريخية التي تم تدشينها قبل عشرين سنة، إلا أنها مع الوقت بدأ لونها البرتقالي يتحول إلى الأصفر وبدأت مقاعدها في الاختفاء، وأرجو ألا يسأل أحدكم عن وسائل السلامة أو مخارج الطوارئ فيها، وسيلة النقل هذه تصلح جدا لتكون وسيلة عقوبة أكثر من كونها وسيلة نقل عام!
وحتى يصبح «الخجل» لديك من أهم صفاتك المتلازمة، أنصحك بزيارة حديقة عامة، هناك يجب أولا البحث عن أي شيء يدل على أنها كذلك، فما ستشاهده هناك لا يتعدى «مرمى كبيرا للنفايات» ومحلا أكبر لتجميع الخردة و الـ«سكراب»!
يزورني الخجل في كل مرة أسمع فيها العبارة الأقدم في التاريخ المعاصر لدينا «ما فيه سرير»! العبارة التي تنشط كثيرا عند مدخل مستشفياتنا الحكومية!
أما ما سيقضي على من الخجل فهو أن أعيش في عصر السرعة الفائقة في نقل المعلومات، ثم أن أقرأ ضمن شروط التقديم على إحدى الوظائف «ملف علاقي»!
بقلم: ماجد بن رائف
وهنا تقرأ: ضعف المواطن!