في مقالنا هذا سنسطر لكم مجموعة من أقوال زعماء العالم عن ثورة 25 يناير المجيدة، نُبحر في أعمال تلك الأيام الخالدة في أذهان المصريين، ليسوا هُم فحسب، وإنما في شتى بقاع المعمورة.
إذا كانت الأحداث العابرة والسطحية تثير الجدل، وتغري العالم بالتحدث عنها وفيها فما بالنا بالأحداث القوية الفارقة التي تعيد صياغة الواقع من جديد، وتجدد ملامح الحياة وتعيد كتابة التاريخ، وهذا كله فعلته ثورة الشباب أو ثورة التحرير 25 يناير، حيث قلبت موازين الحكم، وصححت أوضاعًا خاطئة ظلت مفروضة على مصر والمصريين لسنوات طوال.
الجميع تحدث عن ثورة يناير والجميع أبدى رأيه ووصف المشهد من وجهة نظره، لكن في النهاية يمكن القول أن ثورة 25 يناير استطاعت تغيير نظرة العالم برمته بجميع قادته وسياسييه لمصر وشعبها وشبابها، بعد أن تصور العالم أن مصر مستضعفة عاجزة عن صنع التغيير.
بعض أقوال زعماء العالم عن ثورة 25 يناير
وهنا سنسوق طائفة من الأقوال والعبارات التي قالها الزعماء عن ثورة 25 يناير، لنعلم ولتعلم الأجيال القادمة كيف أبهرت الثورة العالم، وكيف انتزعت إعجابه وثنائه، ليس من الدول المؤيدة لنا والمحبة فحسب بل حتى الدول المعارضة لنا والتي لم تكن تتمنى لمصر هذا النجاح الباهر.
“هناك لحظات نادرة فى حياتنا، نتمكن فيها من مشاهدة التاريخ أثناء صياغته، وثورة مصر إحدى هذه اللحظات، فالناس فى مصر تحدثوا، وصوتهم سمع، ومصر لن تكون أبدًا كما كانت” جاءت هذه الكلمات على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في خطابه الذي ألقاه بتاريخ 12/2/2011، والذي يعكس إشادته بمشهد الثورة المصرية، وقراءته لمستقبل شعب ثار شبابه على الدكتاتورية، وتنكروا لكل سياسات القمع التي فرضتها عليهم، يؤكد ذلك الكلمات الأخيرة، إن مصر فعلا بعد هذه الثورة لا يمكن أن تعود لسابق عهدها من الصمت أو الخضوع أو التسليم، صعب جدًا على شباب ثاروا ووقفوا في وجه كل المخاوف والمخاطر التي تنتظرهم أن يسكتهم أحد أو يمارس عليهم دكتاتوريته ثانية.
“توصف ثورة “25 يناير” في مصر بأنها ثورة “الكرامة الإنسانية” جاءت تلك العبارة على لسان رئيس البرلمان الأوروبي جيرزى بوزيك، فهكذا يرى العالم وقادته ثورة مصر وغضب شعبها، فالكثير يرون أن مصر ثارت لكرامتها وتصحيح أوضاعها ولم تثر بغرض التخريب ولا إثارة الفوضى ولا الشغب.
“نحن نشهد ثورة هي الأكبر في التاريخ العربي، وربما كانت الأعظم في التاريخ كله، حيث تجمع ثلاثة ملايين شخص في مكان واحد ودبروا أمورهم بنظام وسلام. إنها ثورة نظيفة منظمة سلمية” جاء هذا على لسان رئيس المبادرة الإسلامية في بريطانيا محمد صوالحة، وقد عكس اعجابه بنظام الثورة ووحدة اتجاهها واجماع القلوب على هدف واحد.
“شعب مصر أعظم شعوب الأرض و يستحق جائزة نوبل للسلام” هاينز فيشر رئيس النمسا، وبهذه العبارة شهد العالم كله لمصر منبهرًا بثورتها التي لم تكن لتريق دمًا ولا تدعوا إلى تخريب ولا تدمير، كانت ثورة بيضاء سلمية ضد الفساد والظلم والجور، كانت في كل تفاصيلها تؤكد على هذا المعنى وتؤصله.
“أتيت إلى مصر لتحية الشعب المصرى، وتأكيد عون ومساندة الأمم المتحدة للشعب المصرى ولثورته السلمية والتى استطاعت أن تجنى ثمارها من خلال التعديلات الدستورية” ~ بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة.
وهكذا استطاعت الثورة أن تنتزع اعجابهم رغمًا عنهم، فشهدو لها بالنجاح وأقروها، وأعلنو مساندتهم لها، برغم كل فداحة الثمن الذي دفعه خيرة شباب مصر من أرواحهم ودمائهم إلا إنها في النهاية تكللت بالنجاح وكان حليفها النصر وكسبت تأييد العالم بأسره.
“اليوم كلنا مصريون” ستولتنبرج رئيس وزراء النرويج، حين ترتفع رايات النصر لفكرة أو قيمة أو دعوة أو ثورة ترى العالم يتزاحمون تحت رايتها ويتمنون الانتماء لها، والانتساب إلى كيانها، وهكذا خلقت الثورة بريقًا وتألقًا لوطن كاد يخبو نوره فراح الجميع يتمنى لو أنه كان مصريًا.
وزير الخارجية الألمانى [فستر فيله]: “أتطلع إلى زيارة مصـر والحــديث مع الذين قاموا بالثورة“. استطاعت الثورة بسلميتها والنظام الذي تحركت في إطاره برغم ضخامة عدد المتظاهرين واختلاف أفكارهم وهوياتهم إلا أنهم آثروا باتحاد هدفهم أن ينحوا كل ذلك جانبًا ويركزوا على الانتصار لثورتهم، فأثارو بنجاحها شغف العالم وتطلعه ورغبته في الاستكشاف.
وختامًا: فيمكن القول أن ثورة 25 يناير كانت ولا زالت تلقن العالم دروسًا في معنى الإرادة والعزيمة والاتحاد، ولا زالت تلقي بظلها على تاريخنا فيزداد بها عمقًا وعظمًة، وما كان من أقوال زعماء العالم عن ثورة 25 يناير فما هو إلا مجرد قول مشاهير، فما بالك بمن عاش التجربة.