عام جديد سعيد
في مستهل العام الجديد، نقول أن أولادنا هم أروع ما في الحياة، وهم أغلى هدايا القدر، فلا تحلو الحياة إلا بهم ولا تطيب إلا بصحبتهم وفي قربهم. ولأن أولادنا غالبا ما يتلقون معلوماتهم عنا، وخبراتهم من خبراتنا، فينبغي ونحن نمضي في حياتنا ونحاول تصحيح أخطائنا، ونسعى إلى الارتقاء بحياتنا إلى الأفضل أن نجعل أبنائنا جزءا من مخططاتنا في هذه الفكرة، وأن نجعلهم يشاركوننا تجربة التقدم ونعلمهم من دروس الحياة وفنون السعادة ما بخلت به الحياة علينا ونحن صغار، وعثرنا عليه بعد مضي السنوات ومرور زهرة العمر، فلنتعلم ونعلمهم ولنجتهد لنختصر رحلة التعب في حياتهم ونأخذ بأيديهم إلى السعادة ونطرق معهم أبواب النجاح والفلاح.
وبما أننا نستعد لاستقبال عام جديد، نسأل الله أن يكون خيرا مما سبقه، أن يبارك الله لنا في ساعاته وأيامه ولياليه، ولا يرينا فيه إلا ما تقر به العين وتسعد به القلوب، وسوف نفكر معا في طريقة مبتكرة لوضع أهداف وأفكار إيجابية نستقبل بها عامنا الجديد، ونخطط بها لقضائه فيما يفيد، ولنجعل ذلك كله بمشاركة أولادنا ورفقة فلذات أكبادنا، لنرتقي نحن وهم جميعا، ونحقق معا ما لم نحققه وحدنا من الأهداف ونفرح معا بلحظات الإنجاز وإدراك الأمل.
استقبلوا العام الجديد بالتعاون على البر والتقوى
فكرت في طريقة رائعة يمكن أن نستقبل بها العام الجديد، ونحن مجتمعين على الخير وساعين إلى تحقيق السعادة والنجاح معا، نحن وأبنائنا.
لم لا نبدأ عامنا بجلسة حب وفضفضة وحديث عن أحلامنا ومشاعرنا وتصوراتنا عن العام الجديد، ليطرح كل منا تصوراته وأفكاره وما يشغله في السنة الجديدة، وليكتب كلا منا أهدافه وأحلامه في حدود العام المقبل فقط، ونتشارك النقاش فيها ونضع الخطط لتنفيذها وتحقيقها، ونحدد معا التحديات أو الصعوبات التي قد تواجهنا، ونبحث عن الحلول المقترحة لها، ونصيغ أهدافنا، وليشهد كل منا على ميلاد أول خطة في تحقيق تلك الأهداف، وكلنا أمل وأمنيات صادقة بأن يتوج هذا العام بلحظات النجاح التي خططنا لها.
لكل منا أهدافه وأفكاره الخاصة التي تقتضيها طبيعة المرحلة العمرية أو المرحلة الدراسية أو غيرها، ولكن هناك أهداف تصلح لجميع أفراد الأسرة، والأمثلة على ذلك كثيرة جدا، فلنحدد لأنفسنا أهدافا مشتركة تجمع أفراد الأسرة، ونسعى إلى تنفيذها معا طوال العام.
أهمية خلق أهداف مشتركة للعام الجديد
إن خلق أفكار مشتركة للأهداف، يعني مزيدا من الترابط والعاطفة بين أفراد الأسرة، ويعني أننا نقضي وقتا أطول معا وأننا نتقاطع مساحة من الوقت والنقاط المشتركة أكبر من ذي قبل، والأهم أننا ننمي في أبنائنا قيم المشاركة والمثابرة على تحقيق الأهداف، وأننا حتما سنستمتع معا بلحظات رائعة آخر العام، وهي لحظات إنجازنا للأهداف التي وضعناها، وبالطبع فإن لحظات الإنجاز من أجمل لحظات العمر فما بالنا إذا كنا نتقاسمها مع أحب الناس إلينا؟
أفكار غير تقليدية لأهداف مشتركة في عامنا الجديد
هنا سوف نذكر أمثلة للأفكار الجيدة التي يمكن أن نتفق عليها نحن وأبنائنا، ونصيغ أهداف العام الجديد، وهي فرصة أن نجتمع كل فترة ونقيم خطواتنا في تنفيذ تلك الأفكار ومنها على سبيل المثال وليس الحصر ما يلي:
- يمكن أن يتفق الأب والأم والأولاد على أن يبدأو معا حفظ قدرا محددا من القران الكريم، وأن يحددوا هدفهم بنهاية العام الجديد، وأن يتقفوا كل شهر أو شهرين على أن يقيموا ما وصلوا إليه من الحفظ أو ما أنجزوه من الاتفاق، ويمكن صياغة الهدف كما يلي: (هدفنا للعام الجديد، أن نتم حفظ “عدد” جزءا من القران الكريم)، وتلك الفكرة رائعة للاستثمار الوقت، والتجمع يحفز كل فرد من الأسرة على الاجتهاد والالتزام بحفظ القدر المطلوب كل شهر، وما أروع أن يكون ختام العام إنجاز مع القران الكريم.
- الفكرة الثانية أن تخططوا معا للادخار لتحقيق انجاز مادي ملموس على مستوى البيت أو الأسرة، كأن تتفقوا على الادخار لشراء جهاز معين بنهاية هذا العام أو تدخروا لجمع مبلغ يمكنكم من القيام برحلة معينة إلى مكان تفضلوه جميعا، اتفقوا على أن يدخر الأب من مرتبه وتدَّخِر الأم من مصرف البيت ويدخر الأولاد من مصروفهم اليومي، لتحقيق هذا الهدف المشترك، وتلك الفكرة رائعة لغرس قيم الادخار والتخطيط للإنفاق، ورائع جدا أن تستمتعوا في نهاية العام باقتناء شيء ما شاركتم جميعا في شرائه، أو القيام برحلة شاركتم جميعا في التخطيط لها، فهذه الفكرة تعمق شعور الأولاد بقيمة الأشياء والانجازات.
- اجعلوا عامكم الجديد مختلفا بتخطيطات مشتركة وإضافات إيجابية للأبناء.