بدايةً، لماذا يُصاب الأطفال بنقص فيتامين د ؟
أجابتنا أخصائية التغذية “رند الديسي” بقولها: اعتاد الأهالي على إطعام الطفل حليب الأبقار فور اجتيازه العام الأول من عمره وحتى بلوغ سن الثامنة عشرة شهرًا، ومع الأسف يفتقر حليب الأبقار للعديد من أنواع الفيتامينات والمعادن وخصوصًا فيتامين د ومعدن الحديد، وكذلك يحتوي حليب الأبقار بصورة طبيعية على الدهون المهدرجة والدهون المشبعة وهي من العوامل التي تعيق إمتصاص الحديد وفيتامين د داخل الجسم، كذلك نقص فيتامين د والحديد عند الأم قبل وأثناء وبعد الحمل يؤدي بالضرورة إلى نقصهما عند المولود لأن الرضيع يحصل على مخزون الحديد في جسمه في أول ستة أشهر من الأم فقط، من هذه العوامل كلها يتضح لنا السر وراء إصابة الأطفال بنقص هذين العنصرين الضروريين لصحة الجسم.
وتابعت “أ. رند” قائلة: وللتغلب على هذه المشكلة الصحية يتوجب على الأم إتمام رضاعة الطفل حتى يتم عمر العامين مع عدم إهمال الأغذية العادية الغنية بالفيتامينات والمعادن المهمة والتي من ضمنها فيتامين د ومعدن الحديد، فليس من الصحيح أن تطغى الرضاعة على تناول الطفل للطعام ولا أن يطغى الطعام على رضاعة الطفل، بل يتوجب أن تسير العمليتين في خط متوازي، وكذلك لا يجب أن يطغى تناول الطفل للحليب العادي على تناوله للغذاء، فالأمثل أن تبدأ الأم في تقليل الكمية التي يتناولها الطفل من الحليب بشكل تدريجي حتى تصل إلى كوبين فقط باليوم، ويأخذ باقي غذاءه من الطعام الصحي المفيد والغني بالفيتامينات والمعادن مع التقليل من الأطعمة الغنية بالنشويات.
وبالنسبة لفيتامين د فيعتبر تعرض الطفل إلى الشمس هو أكثر الوسائل نجاعةً لإمداد جسمه بالكمية الكافية منه مع تغذيته على المنتجات الصحية المدعمة بهذا الفيتامين، أما إذا لزم الأمر فيمكن اللجوء إلى تناول المكملات الغذائية لتعويض النقص في فيتامين د بشرط أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب، أما بالنسبة لعنصر الحديد فتوجد مجموعة من الأغذية الصحية واللذيذة التي تمد الطفل بنسب ومعدلات جيدة منه فهو لا يمثل معضلة في الحصول عليه حيث أنه متوفر في أصناف عدة.
ما أهم الأغذية التي يتوجب على الأم تقديمها للطفل في وجبة العشاء ؟
أشارت “أ. رند” إلى أنه يجب علينا أولًا ذكر العناصر الغذائية الواجب توافرها في وجبة العشاء للطفل حتى تكون صحية وحتى نقرر بناء عليها أصناف الطعام التي يجب أن تتضمنها الوجبة، فوجبة العشاء للطفل الصغير ينبغي أن تحتوي على ثلاثة عناصر غذائية أساسية هي الكالسيوم والبروتين والنشويات المعقدة، والسر في أهمية هذه العناصر الثلاث هو أن الكالسيوم يضمن تدعيم عظام الجسم وزيادة الكثافة العظمية، ويضمن أيضًا زيادة القدرة على إمتصاص فيتامين د وتخزينه بالجسم، أما البروتينات فتحتوي على الحمض الأميني التربتوفان الذي يعمل على إسترخاء العضلات مما يمنح الطفل نوم سريع وهادئ، وبالنسبة للنشويات المعقدة فالهدف منها عدم إمداد جسم الطفل بطاقة كبيرة وسريعة مما يتسبب في سهره وإرهاقه وعدم قدرته على النوم.
وقبل ذكر أمثلة عن بعض الأطعمة الصحية للطفل على وجبة العشاء وجب التنبيه على أنه ليس من الصحي الإلتزام بأصناف معينة وتكرارها كل يوم، حيث أن ذلك يؤدي إلى فقر النظام الغذاء في تنوع المصادر وفقره أيضًا في العناصر الغذائية، لذلك من الأفضل للأم التعرف على الأغذية الصحية المناسبة لطفلها على العشاء ثم تنويع هذه الأغذية وتوزيعها على أيام الأسبوع ليقل التكرار بقدر الإمكان.
عشاء صحي للطفل
وأردفت “أ. رند” قائلة: ومن خلال العناصر الغذائية المذكورة سابقًا يمكننا القول أن أفضل الأغذية لوجبة عشاء صحية ومفيدة للطفل هي:
1. التمر: حيث أنه غني بالبوتاسيوم والماغنسيوم، بالإضافة إلى أنه يحتوي على نسبة مرتفعة جدًا من عنصر الحديد، كما أنه يحتوي على النشويات المعقدة الغير سهلة الإمتصاص، كما أن السكر الموجود في التمر من النوع البسيط والغير ضار.
2. كوب الحليب: فهو يمد جسم الطفل بمعدلات مرتفعة من الكالسيوم ومن الأحماض الأمينية وبخاصة التربتوفان مما يساعد على إسترخاءه ونومه بشكل هادئ وسريع، وتجدر الإشارة هنا إلى أنه من الأفضل إطعام الطفل الأنواع القليلة الدسم وليست كاملة الدسم ولا منزوعة الدسم، لأن نزع الدسامة من الحليب يجعل مصانع الألبان تتجه إلى تعويض سوء الطعم الناتج عنها بإضافة النشويات والسكريات بكميات أكبر، وبالتالي ينتج عن ذلك إصابة الطفل بفرط الحركة وتسوس الأسنان والأرق وعدم النوم.
3. أنواع البسكويت الخالية من السكر: نوهت “أ. رند” إلى أن هذه المنتجات عادةً ما تكون مدعمة بالفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الطفل، وتوجد أيضًا أنواع يُضاف إليها بذر الكتان مما يمنحها قيمة غذائية مرتفعة جدًا.
4. رقائق الأرز: فهي مفيدة مع الأطفال المعتادين على تناول النشويات في المساء لأنها نشويات معقدة وصحية وذات قيمة غذائية أعلى من الخبز، وكذلك يمكن إضافة بعض المكونات إليها مثل الحمص أو الفول أو الجبنة أو القشدة مما يزيد من قيمتها الغذائية حيث ستصبح غنية بالبروتينات وقليلة بالنشويات.
5. اللحوم المبردة الخالية من المواد الحافظة: أكدت “أ. رند” على أنه توجد أنواع من اللحوم الباردة منتشرة بالأسواق وتتميز بخلوها من المواد الحافظة تمامًا وبخاصة أملاح النيتريت إلا أنها ذات مدة صلاحية أقصر بكثير من الأنواع المضاف إليها مواد حافظة، وطالما أنها خالية من المواد الحافظة فهي صحية جدًا للطفل وتمد جسمه بالبروتينات، كما يمكن إضافة الأجبان القليلة الدسم إليها أو أي نوع من الخضروات الطازجة.
6. الجبن قليل الدسم مع الطماطم أو مع البطيخ: فالجبن القليل الدسم يكون غني بالبروتينات والكالسيوم، والطماطم غنية بالألياف الصحية المساعدة على الهضم، أما بالنسبة للبطيخ فيفضله الكثير من الأطفال كما أنه يحتوي على معدلات مرتفعة من الألياف الطبيعية والماء وحتى محتواه من السكر غير ضار بصحة الجسم لأنه سكر طبيعي.
7. التونة: تابعت “أ. رند” قائلة: وبخاصة الأنواع الخالية من المواد الحافظة والمحتوية على زيت الزيتون، فالتونة بزيت الزيتون تعتبر من الأغذية المفيدة صحيًا للطفل على العشاء، حيث أنها مصدر للبروتين والكالسيوم وكذلك يعمل زيت الزيتون على تطهير الجهاز الهضمي عند الطفل من البكتيريا الضارة.
وعن الفاصل الزمني بين تناول العشاء والنوم بالنسبة للطفل، فقالت “أ. رند”: الأطفال مثل البالغين في هذه النقطة، فكما أن البالغين يُنصحون بالذهاب إلى النوم بعد ساعتين من تناول وجبة العشاء ينبغي على الأطفال فعل ذلك أيضًا.