أصبَح ارتداء الكمامة جزءاً لا يتجزّأ من حياتِنا اليوميّة، فهو مِن سلوكياتنا الوقائية لتقليل خَطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد ١٩”. إضافةً إلى أن الكثير من الدّول فرضت الكمامة على الجَميع، ومن ثم يستدعي ذلك معرفة الطريقة المُثلى لارتدائها، ومعرفة أكثر الأنواع حماية ضد الفيروسات.
أفضل أنواع الكمامات وأكثرها حماية
ذكر الدكتور كيفين حافظ “استشاري طب العائلة” أن هناك ٣ أنواع من الكمامات المتواجدة في السوق وهي:
- الكمامة المعروفة ذات اللونين الأبيض والأزرق، وهي ما يرتديها الجراحون في غرف العمليات وبعض الممارسين الصحيين في المستشفيات.
- الكمامات التي يرتديها الأطباء والممارسين الصحيين الذين يشرفون حصراً على أمراض الجهاز التنفسي وخاصةً مرض كوفيد ١٩ والتي تٌدعى ب N95.
- الكمامة القماش.
كنا قد أرسلنا من قبل كمراقبين وخبراء صحيين رسائل مربكة في كل أنحاء العالم وهذا في بداية شهر يناير وفبراير نحثهم فيها على عدم ارتداء الكمامات، ولكن الآن عندما تواجد البرهان الطبي والدراسات الطبية في بداية شهر إبريل، فقد بدأنا امتثالاً للإخوة في المنظمات والمنشآت الصحية ومنظمة الصحة العالمية، ومركز مراقبة الأمراض الأمريكية للكمامات لضرورة ارتداؤها مرة أخرى.
والكمامة التي نشير إليها هنا لجميع الناس أن يرتدوها هي الكمامة القماش التي يمكنهم صنعها في المنزل وليست كمامات N95 أو كمامات الجراحين.
هل تنصح بارتداء القمامة القماش وليس الكمامة الطبية؟
إنني أنصح الجميع بارتداء الكمامة القماش التي تُصنع منزلياً وليس الكمامة ذات النوع N95 لأن هذه الكمامة فعالة وتقي الشخص من حمل مرض كوفيد ١٩، وذلك لأن الأبحاث التي ظهرت في غضون الشهرين الماضيين أثبتت أن الناس المصابين بكوفيد ١٩ قادرين على نقله ونشره بين جموع الناس من قبل أن يظهر عليهم أي أعراض.
وكذلك الأمر في الناس المصابون في الأصل بمرض كورونا المستجد قد لا يظهر عليهم الأعراض أبداً، ولا شك في أنهم ينشرون ويساعدون في نقل هذا المرض الخطير بين الناس، لذلك فإن منظمة الصحة العالمية وغيرها أشادوا بالامتثال لهذه التوصيات والإرشادات، والبدء بلبس هذه الكمامات القماشية في أماكن الازدحام وأماكن العمل.
طرق تعقيم الكمامة القماشية
بالنسبة لطرق التعقيم لهذه الكمامات القماشية فيمكننا تعقيمها أو غسلها بالماء الحار والصابون في الغسالة، ومن ثم تجفيفها بالحرارة العالية.
وإذا أردنا أن نكون أكثر حذراً، فمن الممكن كيها بالمكواة في درجة حرارة عالية لعلها تقتل أية جراثيم أو فيروسات عالقة بها.
تابع “حافظ”: يمكن استعمال أغلب الكمامات القماشية طوال الوقت وبصفة دائمة شريطة صنعها في المنزل بطريقة معينة، لكن هناك في الأسواق الآن ما يباع من تلك الكمامات القماشية على أنها تحتوي على فلتر أو أشرطة ترشيحية بداخلها، وهذه لا يمكن غسلها لأن الغسل سيُتلف هذا الفلتر الموجود بداخلها، لذلك فإنني لا أنصح بهذه الكمامات، وإنما أنصح بالنوع العادي الذي له أربطة أو شريط للربط في الأذن، ويمكنك حينئذ استعمالها مراراً وتكراراً على حسب الحاجة إليها.
على الجانب الآخر، إذا كان الشخص أكثر خوفاً وأشد حذراً من انتقال عدوى فيروس كورونا إليه، فما عليه أن يغسل هذه الكمامة بعد تجواله بين الأشخاص في الأماكن المزدحمة.
كيفية استعمال الكمامة الطبية
إذا كنا نتحدث حصراً عن الكمامات الطبية، تلك الكمامات ذات اللونين الأزرق والأبيض، فهذه الكمامات صُنعت خصيصاً للاستعمال لمرة واحدة وليس أكثر من مرة، وعندما تصبح الكمامة رطبة، فمن الضروري إزالتها.
هناك الكثير من الناس حتى بعض الممارسين الصحيين من يخطأ في استعمال هذا النوع من الكمامات، ومن ثم نقول بأنها تحتوي على جهاز فلترة يعمل فقط في اتجاه واحد من الأبيض إلى الأزرق، لذلك عندما أكون أنا المريض، فعندئذ أرتديها بحيث يكون اللون الأبيض موجه للداخل ملامس للوجه، والأزرق إلى الخارج يمنع الآخرين من العدوى.
على الجانب الآخر، عند ذهاب الطبيب أو الممرض لزيارة المريض في المستشفى، والمريض هو المريض أو من يعاني من المرض، فعندئذ نرتديها على العكس تماماً ونقوم بوضع اللون الأبيض للخارج والأزرق هو ما نوجهه إلى الداخل.
هل يتم تعقيم الكمامات عند تصنيعها في المصانع قبل توزيعها للمشافي؟
لا تعتمد فعالية الكمامة على تعقيمها عند التصنيع أم لا، ولكن يستوجب علينا فقط غسلها لكي تصبح أكثر فعالية في الوقاية من فيروس كورونا المستجد.
وختاماً، إن أي شخص الآن يستوجب عليه ارتداء الكمامة سواء كان شخص متعافي من الفيروس أو غير متعافي من المرض، لأننا ننظر إلى كل إنسان على أنه مصاب بالمرض إلى أن يثبت العكس، لذلك نقول بأنه على كل إنسان يذهب للأماكن العامة أن يحافظ على التباعد الاجتماعي وأن يكون مرتدياً هذه الكمامة لأن لا ينشر هذا المرض إذا كان مصاباً به.
لا ننصح بارتداء القفازات لمواجهة فيروس كورونا إلا في أماكن مخصصة عند التعامل مع بعض الناس، أما بشكل عام فيُنصح بارتداء الكمامة وليس القفاز.