الأمر الأكيد أننا أرباب الكتابة ومهما تحدثنا عن الرأي المستقل، وخطر ركوب الأمواج. إلا أنك تجدنا منذ بشائر الموجة الأولى نرتدي «الشورتات» المرقطة، والنظارات الشمسية ونحمل الألواح استعدادا لركوب الموجة.
وبعدما كانت قضايا الشباب التي نتحدث عنها لا تتجاوز الأماكن المخصصة للتفحيط، أو السماح لهم بدخول الأسواق من عدمه، أو توفير أماكن للهو كي يمارسوا فيها هواياتهم التافهة!
وكأن هذه الأمور هي ما يحتاج إليه الشباب، أو أنها الأشياء الوحيدة القادر على فعلها. وفجأة! أبهر الشباب الوطني الذي شب عن طوقه الجميع وهو يأخذ بزمام المبادرة في أغلب المواقف الصعبة التي مررنا بها، ويسحب البساط عن الجميع لتنكشف «سوأة» سيقانهم المملوءة بالشيب!
الشباب الذي كنا نعتقد أن جل مواهبه تنحصر في «التفحيط» أصبح يصدمنا بـ «تفحيط» فكري يتجاوز فيه كل من كنا ننصبهم عرابين على رؤوس الثقافة. وبينما كان الجيل الأول يفتخر فقط بتخرجه من أي جامعة في الخارج، أصبحوا ينالون الشهادات من أعرق جامعات العالم، ويتولون المناصب ويحصلون على الجوائز التي لو أتيحت للجيل الأول إياه لربطوها على خواصرهم من شدة ما هم «ما هم مصدقين».
وبالإمكانات المتواضعة وبنقص الفرص والتأهيل والتدريب وضعف مستوى مؤسسات المجتمع المدني، إلا أنهم يستخدمون الأشياء التي تقع بين أيديهم أفضل استخدام!
وبما أن هذا الشباب المبهر موجة! فالأمر يشكل أمرا مغريا لأصدقائنا الكتاب، لذلك حاولوا فجأة اقتحام عالم الشباب، وحاولوا الظهور بمظهر المنافحين عن حقوقه والداعمين له، وأخذوا يؤلفون الأناشيد المملة عن هذا العالم الذي لم يكن يهمهم فعلا يوما من الأيام، فقط مجرد مصدر لفكرة كتابية تسد رمق عمود أحدهم!
أصدقائي الكُتّاب.. إذا ما حاولتم فعلا الوقوف بجانب الشباب، تستطيعون ذلك بمغادرة زواياكم التي لازمتموها سنين طويلة، أفسحوا الطريق لهم، فإني رأيت روايات شابة توازي حجم كل الحراك الثقافي الذي تم لدينا! هذا هو الدعم الحقيقي الذي يحتاجون إليه، إن كنتم فعلا تهتمون، نريد دماء شابة تغذي أقلام الصحف السعودية.
بقلم: أيمن الجعفري
وهنا أوصيك بالاطلاع على: مقال عن دور الشباب في بناء الوطن
وكذلك: رجاء.. لا تلوموا الشباب!