لدى الغذاء أهمية كبيرة في صحة وحياة الإنسان، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من متلازمة الآلام الليفية العضلية فإن للغذاء دور مهم في زيادة الألم أو تخفيفه أو تخفيف الأعراض، لذلك من المهم معرفة ما هي الأغذية التي ستساعد على تخفيف أعراض متلازمة الآلام الليفية العضلية.
متلازمة الآلام الليفية العضلية
تقول أخصائية التغذية “رند الديسي” إن متلازمة الآلام الليفية العضلية هي متلازمة التليف العضلي والتي ينتج عنها وجود تليُفات في العضلات وأوجاع شديدة واضطرابات في حركة العضلات والقدرة على التحكم فيها.
وعادة يعاني فيها المصاب من مشاكل تحد من الحركة وممارسة الأعمال اليومية بشكل طبيعي.
ينتج عن هذه الاضطرابات آلام شديدة في العضلات والعظام وقد تتسبب في حدوث مشاكل في الحركة وليونة العضلات وتؤثر على سهولة الحركة، وتُعد متلازمة الآلام الليفية العضلية من الأمراض المناعية التي يتم تشخيصها من قبل أطباء الروماتيزم والمفاصل.
أما بالنسبة لأعراض متلازمة الآلام الليفية العضلية فإن أعراضها متشابهة مع أعراض الكثير من أمراض العظام والعضلات الأخرى، لذلك يصعب تشخيص هذه المتلازمة، فعندما يكون الشخص يعاني من تليفات عضلية لا يستطيع الأطباء معرفة السبب الرئيسي بشكل سريع.
ويتم التركيز على نظام التغذية لأن التغذية لها دور أساسي في زيادة أو تخفيف الالتهابات الموجود بالجسم وبالتالي زيادة وتخفيف شدة الآلام التي يتعرض لها المصاب فهناك أغذية تساعد على زيادة الالتهابات والآلام لدى الشخص المصاب وأغذية أخرى تتسبب في تخفيفها.
عند التحدث عن مشاكل تليفات العضلات فإننا نتحدث عن مشاكل التهابية، ويجب التركيز على شيء أساسي جدا وهو احتمالية وجود التهاب في الجسم، يؤدي إلى أن يكون الجسم كله في حالة التهاب دائم ويتسبب في تآكل العضلات وحدوث آلام في العضلات.
وطوال ما كان الجسم في حالة التهاب فلا يتم القدرة على الحفاظ على الكتلة العضلية أو بناءها، لأن عندما يكون الجسم في حالة التهاب يتم تدمير الكتلة العضلية بالإضافة إلى فقد العضلات وتغير شكلها وموت الخلايا الموجودة بها.
الأغذية الممنوعة لمرضى متلازمة الآلام الليفية العضلية
- السكريات: لأن السكر هو عامل أساسي لرفع نسبة الالتهاب في الجسم، فالأشخاص الذين يعانون من مشاكل تليفية يجب أن يبتعدوا عن تناول السكر لأنه بالإضافة إلى تسببه في رفع نسبة الالتهاب لديهم فهو أيضاً يعمل على زيادة الآلام.
وعند تناول السكريات بشكل كبير تقل القدرة على الحفاظ على الكتلة العضلية وبناءها، فيجب تقليل السكريات تدريجياً عن طريق استبدال الخبز الأبيض بخبز النخالة، واستبدال الأرز والذرة والبطاطا بأغذية ذات مؤشر جلايسيمي منخفض مثل الفريك والبرغل وحبوب الجاودار لانخفاض نسبة النشويات فيها.
بالإضافة إلى الابتعاد عن الحلويات وخاصة الحلويات العربية، ومن الممكن تناول شوكولاتة خالية من السكر، وتناول الفاكهة بكميات قليلة.
- اللحوم الحمراء وملح الطعام (الإم إس جي): أي الأملاح التي تكون مضافة للأغذية التي تحتوي على مواد حافظة أو في الأكل الصيني، وأيضاً متواجدة في المنزل مثلا مرقة الدجاج وأحياناً مرقة الخضراوات والشربة المعدة مسبقاً وفي الأغذية المعلبة، ويجب الابتعاد عنها لأنها تتسبب في رفع نسبة الالتهابات في الجسم.
- الجلوتين: وهو البروتين الموجود في الطحين والشعير وحبوب الجاودار، ويجب الابتعاد عنه لأن أشارت بعض الدراسات إلى أنه قد يتسبب في زيادة الآلام للمصابين بمتلازمة الآلام الليفية العضلية.
وربما يعتقد بعض الأشخاص أن هذه الأغذية تتسبب في زيادة الآلام بشكل فوري بعد تناولها، ولكن هذا غير صحيح لأن لم يتم معرفة موعد محدد تزداد فيه شدة الآلام ولكنها من المؤكد أنها ستزيد من الحالة الالتهابية في جسم الإنسان والتي ستؤدي إلى زيادة شدة الآلام، لذلك يجب الابتعاد عن الأغذية السابقة واتباعها كنظام حياة حتى لا تزيد من الالتهابات المتواجدة في الجسم.
الأغذية التي يُنصح بها لمرضى متلازمة الآلام الليفية العضلية
الأغذية التي يُنصح بتناولها تكون أغذية تعمل على تقليل نسبة الالتهابات في الجسم، ومن ضمنها:
- الأغذية التي تحتوي على الأوميجا ٣: على شكل حبوب مثل حبوب زيت السمك، أو على شكل مواد طبيعية مثل بذور الشيا وسمك السلمون والسردين.
- زيت الزيتون: يجب تناوله على معدة فارغة، لأنه يحتوي على العديد من الفوائد التي تخلص الجسم من الالتهابات، ويمكن تناوله عن طريق أخذ ملعقة طعام صباحاً، أو إضافته على وجبة الفطور.
- الثوم: من الممكن أن يتم تناوله كحبوب التي يتم شرائها من الصيدليات وتكون خالية من طعم ورائحة الثوم، أو تناول ثوم طبيعي عن طريق تقطيعه إلى شرائح ثم يتم تركه عشر دقائق في الهواء حتى يتأكسد، لأن الثوم يحتوي على مادة تسمى الأليسين وهذه المادة كلما أخذت وقت طويل في التفاعل مع الأكسجين كلما زادت قابلية امتصاصها في الجسم ويستطيع الجسم الاستفادة من الثوم بشكل كبير، ولكن لا مانع من تناول الحبة كاملة بدون تعرضها للهواء، وللتخلص من رائحة الثوم من الممكن أن يتم أخذه مع زيت الزيتون.
- الماغنسيوم والكالسيوم: من الممكن أخذهم عن طريق المكملات الغذائية، بالإضافة إلى أن الكالسيوم موجود في مصادر عديدة.
يُفضل أخذ الأغذية التي تحتوي على الأوميجا ٣ وزيت الزيتون والثوم بشكل يومي لأنهم يساعدوا على رفع مستوى الأوميجا ٣ والأوميجا ٦ في الجسم، واللذان لديهم العديد من الفوائد التي تساعد في تخلص الجسم من المشاكل الالتهابية أو التقليل من أعراضها.
ويُنصح أمراض متلازمة الآلام الليفية العضلية بكل ما يلي:
- اتباع نظام غذائي صحي.
- تناول الأسماك على الأقل مرتين أسبوعياً.
- الابتعاد عن اللحوم الحمراء ليتم تناولها مرة واحدة أسبوعياً.
- تناول الخضراوات والفواكه بشكل أساسي يومياً.
- اتباع نظام غذائي خالي من الجلوتين وذات مؤشر جلايسيمي منخفض.