للتغذية دور كبير للوقاية من السرطان، وبالعكس من خلال زيادة فرص حدوثه، فهذا يعتمد على نوع الغذاء المتناول وكمياته، فهل الحفاظ على نمط حياة صحي وممارسة الرياضة يمكن أن يقلل أو يقي من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات. للمزيد حول هذا الموضوع نتوجه بأسئلتنا إلى “شروق المالكي” اختصاصية التغذية.
هل توجد علاقة بين الغذاء وبين الوقاية من مرض السرطان؟
بكل تأكيد توجد علاقة مباشرة بين الغذاء وبين الإصابة بالسرطانات المختلفة، حيث أن نمط الحياة الإيجابي ومنه الغذاء وممارسة الرياضة يلعب دوراً كبيراً في تعزيز مناعة الجسم والوقاية من الأمراض المختلفة ومن بينها بالطبع الأورام السرطانية، وعلى الناحية الأخرى إذا كان نمط الحياة سلبي متمثل في التغذية السيئة وقلة النشاط البدني فهذا يزيد من فرص الإصابة بالأمراض.
هل بالفعل تجنب الأبيضين (الملح والسكر) يساهم في جوع وموت الخلايا السرطانية؟
أكدت “أ. شروق” على أنه أثبت الدراسات البحثية الموثوقة والقوية أن الخلايا السرطانية تتغذى وتعيش وتنمو وتشتد اعتماداً عليهما، وبالأخص السكر الأبيض، ومن ثَم جاءت التوصيات الصحية على الدوام بالتقليل من منهما إلى أدنى الحدود، وتحديداً السكر بكل أنواعه مع التشديد بتجنب السكر الأبيض البسيط بشكل خاص، ولذلك أيضاً أوصت الدراسات المعتبرة بعدم إضافته للأغذية إن أمكن، مع التركيز على الأنظمة الغذائية الصحية القليلة السكر المُضاف، حيث أن ذلك سيساهم كثيراً في الوقاية من أنواع الأورام السرطانية المختلفة، فقد أكدت نفس الدراسات أن قلة السكر يؤثر مباشرة على الخلايا السرطانية، وأن قلته تعمل على موت وذبول تلك الخلايا.
وما قيل في السكر الأبيض يُقال مثله وأشد في الملح، فمن المعلوم أن الأغذية العالية الملوحة، وكذلك الأغذية المعلبة والمحفوظة بالتمليح لها تأثير مباشر في الإصابة بأنواع السرطانات المختلفة.
ما هي الأطعمة التي تساعد في الوقاية أو العلاج من السرطان؟
أضافت “أ. شروق” قائلة: من الجدير بالذكر أنه ينتشر بين الناس الكثير من المعلومات المغلوطة فيما يتعلق بالغذاء والسرطان، حيث ينصح البعض بأن على مرضى السرطان أو للوقاية منه تناول غذاء كذا أو كذا لأنه يساعد في الشفاء من المرض، ولكن علمياً لا يمكن التأكيد على مثل هذه الأمور، أو الاعتراف بوجودها وحقيقتها، والأمثلة على هذه النصائح الغير علمية كبيرة، فقد أُشيع أن تناولوا التوت البري أو البروكلي لأنهما يشفيان أو يقيان من الأورام السرطانية.
لكنه من الناحية العلمية وطبقاً للأبحاث المتخصصة لا نستطيع التعويل على أصناف بعينها للوقاية أو العلاج من المرض، ولكن العلمي والأصح والأسلم هنا هو التوجيه بإتباع الأنظمة الغذائية الصحية بشكل عام، وهي الأنظمة الغذائية التي تتضمن أنواع وأصناف خاصة من الأطعمة، وتتجنب أنواع أخرى.
لذلك يمكننا القول إن أكثر الأغذية إفادة في هذا الجانب – الوقاية وعلاج السرطان – هي مجموعة الأغذية الطبيعية التي يُطلق عليها اصطلاحاً سوبر فود Super Food، وهذه الأغذية (الخارقة) هي تلك الأنواع الغنية بمضادات الأكسدة والمواد الكيماوية النباتية، وعلى رأسها البروكلي والخضروات الورقية، حيث أثبتت الدراسات أنها بالفعل تحتوي على مواد كيماوية نباتية تعمل على محاربة الأورام السرطانية وتساهم في موت وذبول الخلايا السرطانية.
هل تصح الدعوات القائلة بأن مريض السرطان لابد أن يعتمد على الأغذية النباتية فقط؟
يمكننا القول بصحة هذه الدعوات والفرضيات إذا ما تضمن النظام الغذائي النباتي آلية حقيقية واقعية وذات كفاءة لتعويض العناصر الغذائية التي لا يُتحصل عليها إلا من اللحوم ومشتقات الألبان.
وبشكل عام لا ننكر أن النظام النباتي يعمل على تقوية مناعة الجسم، لكنه يحتاج إلى تكملة ما سينقص من عناصر بالجسم جراء اتباعه بالمكملات الغذائية، كما أن مريض السرطان لن يضره أو يُضيره تناول الأسماك على الإطلاق، وبذلك يمكننا إدخال بعض التعديلات على هذه الدعوات بإدخال تناول الأسماك وخاصة الأسماك الزيتية لأنها مصادر غنية بالأوميجا 3، وكذلك السالمون الذي يعتبر مصدر معتبر لفيتامين د، حيث أكدت نتائج الدراسات أن هذين العنصرين ضرورين جداً للوقاية من الإصابة بالأورام السرطانية.
ومن هنا نجد أن حمية البحر المتوسط هي أنسب أنواع الحميات لمريض السرطان، حيث أنها غنية بالأسماك الزيتية والمكسرات وزيت الزيتون والخضروات الورقية.
ما هي أنواع السرطانات الأكثر انتشاراً بين مرضى السمنة؟
السمنة من العوامل الرئيسية التي تعزز وتزيد فرص الإصابة بالأورام السرطانية، ولذلك أثبتت العديد من الدراسات العلاقة الوثيقة بين السمنة والإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي على وجه التحديد، ومنها بالطبع سرطانات القولون والمعدة والمريئ والأمعاء.
هل يستطيع الجسم حماية نفسه بنفسه؟
اختتمت “أ. شروق” حديثها بالتأكيد على أن الخالق جل وعلا حين خلق الجسم البشري وضع فيه الأجهزة والأعضاء التي تساعده على التخلص من السموم عبر خروج الفضلات والتعرق وخلافه، فنجد مثلاً أن المحافظة على صحة الكبد والكُلى عامل حاسم في تخلص الجسم من السموم بمختلف أنواعها، ولكن هذه الأعضاء بالضرورة تحتاج إلى تغذية سليمة صحية حتى تستمر في أداء وظائفها الحيوية بنفس النشاط والكفاءة على الدوام.