يتسبب البرد الشديد في فصل الشتاء في تكرار نوبات الربو وزيادة شدتها عند العديد من الأشخاص، كما تختلف أعراضها ودرجاتها ومرات حدوثها من شخص لآخر، كما أن هناك أسباب عدة لمرض الربو منها ما هو وراثي وآخر بيئي ناتج عن التلوث الشديد الذي نراه في بيئتنا، لذلك يجب علينا الحفاظ على بيئتنا نظيفة قدر المستطاع للوقاية من أعراض ذلك المرض.
ما هي أعراض نوبات الربو؟
يرى الدكتور يزن عبد الهادي ” أخصائي الأمراض الباطنية والصدرية والعناية الحديثة ” أن مرض الربو هو عبارة عن التهاب مزمن وشائع يصيب القصبات والشعيبات الهوائية.
لمرض الربو أعراض عدة تختلف من شخص لآخر ولكن أكثر هذه الأعراض انتشاراً هي:
- ضيق في التنفس.
- السعال المستمر.
- صفير في الصدر.
تتراوح شدة الإصابة بالربو على حسب الأعراض الموجودة حيث يمكن أن يكون المريض يعاني من مرض الربو ولكنه لا يشعر به إلا إذا تعرض لأي مهيج، كما أنه قد لا يستطيع الحديث أو الكلام بسهولة نتيجة تعرضه لضيق شديد في التنفس.
هل يمكن لأعراض الربو إصابة شخص لا يعاني من أمراض الجهاز التنفسي؟
يمكن أن يعاني المريض من تحسس في القصبات الهوائية نتيجة تعرضه لأي مهيج للحساسية مثل:
- الغبار.
- البرد الشديد.
- البخور والعطور.
- المواد الكيميائية.
ومن ثم تأتي فجأة نوبة الربو لهذا المريض، وفي مرات كثيرة تأتي شديدة نتيجة السعال والصفير داخل الصدر بجانب ضيق النفَس.
مضيفاً: تتفاقم نوبات الربو عند:
- المرضى الذين لا يعرفون أنهم يعانون في الأساس من التحسس في القصبات الهوائية أو الربو.
- بعض المرضى الذين لا يلتزمون بأخذ الأدوية والبخاخات بصفة دورية.
- التعرض للالتهابات الفيروسية وللهواء البارد الذي يعتبر من أكثر المهيجات للقصبات الهوائية.
كيف يمكننا علاج نوبات الربو؟
عند التعرض لأي من أعراض نوبات مرض الربو سالفة الذكر يجب مراجعة طبيب الأمراض الصدرية لتشخيص مرض الربو على الفور.
يُعد هذا المرض مرض تحسسي مثل تحسس العيون ” الرمد ” أو تحسس الجلد ” الأكزيما “، ومن ثم فلا داعي لأن نهلع أو نقلق كثيراً عند تعرضنا لنوبات الربو أو تحسس القصبات الهوائية.
إلى جانب ذلك، عند وصف طبيب الأمراض الصدرية دواء ما لنوبة الربو يجب الاستمرار على هذا الدواء ويُمنع التوقف عنه إلا بأمر من الطبيب حتى وإن تحسنت أعراض هذا المرض، وإنما يجب الاستمرار على أخذ الدواء حتى يتم مراجعة الطبيب الذي بدوره يصف الدواء حسب شدة الأعراض التي يراها في المريض بعد فحص القصبات الهوائية في عيادات الأمراض الصدرية والناتجة عن مرض الربو.
على الجانب الآخر، يمكن الوقاية من نوبات الربو عن طريق عدة طرق أخرى مهمة كالمطاعيم مثل مطعوم الإنفلونزا الذي يتاح للجميع في بداية شهر أكتوبر من كل عام، ومن ثم يُنصح للجميع بأخذ هذا المطعوم لأن الالتهابات الفيروسية خاصةً في موسمي الخريف والشتاء تُعد من أشد المهيجات لتحسس القصبات الهوائية.
هل يمكن الشفاء كليةً من مرض الربو؟
يجدر الإشارة إلى أنه ليس هنالك دواء في العالم يمكنه أن يُنهي على الحساسية الموجودة في الجسم أو الحساسية الموجودة في القصبات الهوائية، ولكن الأدوية الموجودة في الأسواق العالمية الطبية سواء في الأردن أو في أي دولة أخرى تُعد هي الأدوية المسيطرة على الحساسية، وفي كثير من الأحيان يمكن السيطرة على الحساسية لدرجة أن هذه الحساسية تختفي ويختفي خطرها تماماً وكلياً، ومن ثم نوقف حينئذ استخدام الدواء، لذلك لا يمكننا القول بأننا حين نشرع في أخذ أدوية حساسية الربو فإننا سنستعملها للأبد وإنما نخفف من الأدوية المعالجة بالقدر الذي نسيطر فيه على أعراض نوبات الربو إلى أن تختفي تلك الأعراض تماماً من عند المريض.
وختاماً، لمرض الربو عدة أسباب منها وراثية وأخرى بيئية، لذلك فإنه طبقاً لنتائج الأبحاث الطبية فإن الأطفال الذين يعيشون في المزارع يعانون بنسبة قليلة من الأمراض التحسسية مقارنةً بالأطفال الذين يعيشون في المدن، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن التلوث البيئي في حد ذاته والغبار والأدخنة الناتجة عنه هي سبب واضح وقوي لهيجان الجهاز التنفسي خاصةً مرض الربو.