السكري أو الداء السكري هو متلازمة تتسم بإضطراب الإستقلاب، وإرتفاع شاذ في تركيز سكر الدم الناجم عن عوز هرمون الأنسولين، أو إنخفاض في حساسية الأنسجة للأنسولين أو كلا الأمرين.
يؤدي السكري إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة المبكرة، إلا أن مريض السكري يمكنه أن يتخذ خطوات معينة للسيطرة على المرض، وخفض خطر حدوث المضاعفات.
يعاني المصابون بالسكري من مشاكل تحويل الغذاء إلى طاقة الإستقلاب، وينتج عن الإصابة بالسكري عدم تحويل الجلكوز إلى طاقة، مما يؤدي إلى توفر كميات زائدة منه في الدم، بينما تبقى الخلايا متعطشة للطاقة.
تقسم منظمة الصحة العالمية السكري إلى ثلاثة أنماط رئيسية وهي:
سكري النمط الأول: ويصيب 10% من المرضى وهم الأطفال.
سكري النمط الثاني: ويصيب 55% من المرضى البالغين وكبار السن.
سكري الحوامل.
وكل نمط له أسباب وأماكن إنتشار في العالم. ما هو هذا المرض؟ وكيف ينظر إليه الطب البديل؟ وما هي طرق معالجته؟
ما هو مرض السكري؟
قال “د. إبراهيم كسروان” أخصائي في الطب المخبري السريري وحاصل على دبلوم في طب الأعشاب من المعهد البريطاني وباحث في الطب العربي وطب الأئمة. داء السكري هو إرتفاع نسبة السكر في الدم، فالخلية العضلية لا تتغذى إلا من خلال الجلوكوز (وهو مُألف من كربون 6 وهيدروجين 12 وأكسجين 12، بتركيبة خاصة).
وبمجرد دخول السكر إلى الجهاز الهضمي يتحول إلى الأمعاء، وبالتالي يتعرض إلى عصارة البنكرياس المعروفة باسم الإيجزوكرين. ومن أنزيمات عصارة البنكرياس يخرج هرمون الأنسلوين المسئول عن هضم السكر في الجسم والتعامل معه.
والتناول المستمر للحلويات والسكريات يؤدي إلى خلل البنكرياس على المدى الطويل، وعدم قدرته بمرور الوقت على إفراز هرمون الأنسولين المسئول عن التعامل مع السكر، من هنا كان الحفاظ على وظيفة البنكرياس طول العمر يستوجب الإقتصاد في تناول الحلويات خلال المراحل العمرية المختلفة للإنسان.
وفور دخول السكريات إلى الجسم يتنبه البنكرياس إليها، ويبدأ في إفراز pre pro Insolent ، والذي يتحول إلى pre Insolent، ثم يتحول إلى Insolent (والأنسولين كناية عن حبلين من الأحماض الأمينية المربوطين بجسرين من الكبريت)، وعلى جدار الخلايا يوجد مستقبلات للأنسولين، حيث يرتبط بها الأنسولين، ويقوم بعمل تفاعل كيميائي يؤدي إلى فتح الخلية، ومن ثَم دخول السكر إليها، ودخول السكر إلى الخلية يحوله إلى طاقة عبر مجموعة من التفاعلات الكيميائية داخل الخلية.
من هنا يتسبب عجز البنكرياس عن إفراز الأنسولين إلى عدم قدرة دخول السكر إلى الخلايا ومن ثَم تحوله إلى طاقة، كذلك يتسبب عدم قدرة إحداث الأنسولين للتفاعلات الكيميائية على مستقبلات الخلايا في نفس النتيجة، وهذه هي الحالة التي لا يُستغنى معها عن حقن الأنسولين نهائيًا.
ملحوظة: كل كوب من المياة الغازية يحتوي على 6 ملاعق سكر، كما أشارات الدراسات الحديثة إلى إحتوائها على مشتقات الخنزير، وإحتوائها أيضًا على E211 و E212 و E224 وهي مواد مسرطنة، لذا وجب التنبيه على خطورتها.
ما هي أعراض الإصابة بالسكري؟
توجد ثلاثة علامات رئيسية دالة على الإصابة بالسكري هي:
الإدرار الزائد للبول بسبب تخلص الكُلى من السكر الزائد بالدم.
العطش الشديد كنتيجة مباشرة للتبول المتكرر والذي تسبب في نقص سوائل الجسم.
الإصابة بالهذال والضعف الجسماني الشديد رغم تناول كميات كبيرة من الطعام بسبب الشعور المستمر بالجوع، حيث أن الجسم يقوم بحرق كل دهون وعضلات الجسم الداخلية للحصول على الطاقة، لعدم قدرته على الحصول عليها من السكر الداخل إلى الجسم عن طريق الطعام رغم كثرته.
كما توجد مجموعة من الأعراض الظاهرية الأخرى مثل جفاف لُعاب الفم، ظهور رائحة مميزة للبول لإحتوائه على الكيتونات، ظهور رائحة مميزة للنفس والفم تشبه رائحة الأسيتون.
وبمرور الوقت تظهر أعراض أخرى مثل:
• خدران الأطراف نظرًا لتلف أطراف الأعصاب وإنغلاق الأوعية الدموية الرفيعة.
• مشكلات ضعف وتشوش النظر.
• خلل وظيفي في الكُلى، يؤدي في النهاية إلى الفشل الكُلوي.
• إرتفاع نسبة الزلال في الجسم.
• إرتفاع نسبة اليوريا في الجسم.
• الإصابة بالنسيان.
• الإصابة بنقص تروية الأطراف والأصابع، مما يُفقد القدرة على إلتئام الجروح الحاصلة في الأطراف.
• الشعور الدائم بالكسل والتعب والوهن.
• تبدل الحالة النفسية والمزاجية بما يؤدي إلى ظهور أعراض العصبية والتوتر والقلق على المريض.
ملحوظة: الخلايا الدماغية لا تتغذى إلا على السكر، لذلك يؤدي الإنخفاض الشديد في مستويات السكر إلى فقدان الوعي).
أيهما أخطر على صحة الجسم زيادة معدلات السكر بالدم أم إنخفاضها؟ ولماذا؟
إنخفاض معدلات السكر في الدم أخطر على حياة المريض من إرتفاعها، لأن فقدان الوعي مع نسبة زيادة السكر في الدم لا يؤدي إلى خطر الوفاة. أما إنخفاض السكر في الدم يؤدي إلى عدم تغذية الخلايا الدماغية، وبالتالي تلفها وموتها لأنها لا تستطيع العيش بدون السكر مع عدم إمكانية إحياءها مرة أخرى، ومن ثَم وفاة المريض.
ما هي طرق علاج مرض السكري؟
يمكن تقسيم علاجات السكري إلى ثلاثة تقسيمات، هي:
علاجات الوصفات الشعبية: مثل الشيح العربي والجعدة وورق الزيتون ونبات السانتوريا. وكل هذه من الوصفات التي يمكن أن تصح ومن الممكن أن تسبب مشكلات صحية أكبر. لذا لزم تجنبها تمامًا.
علاجات الطب البديل: حيث تم اختبار بعض الأعشاب في المختبرات العلمية، وتم تأكيد قدرتها على خفض نسبة السكر في الدم، مثل:
نبات الجمناما أو الجولمار (قاتل السكر): حيث أنها تعالج إرتفاع السكر بتنشيط البنكرياس وإفرازاته من الأنسولين من ناحية، وتمنع إمتصاص السكر الداخل إلى الجسم في الأمعاء من ناحية أخرى، كما أنها تحسن من عملية دخول السكر إلى داخل الخلايا من ناحية ثالثة.
لب بذر المشمش، ولب اللوز المر، والترمس، والحلبة وخصوصًا الحلبة الحمراء أو ما تعرف بحلبة الخيل: حيث تم تأكيد تأثير هذه الأعشاب في
تنشيط البنكرياس، بشرط تناولها بإشراف أخصائي، لإحتواءها على بعض المواد السُمية وبالتالي الإكثار من تناولها ضار بصحة وحياة الإنسان.
أعشاب النعناع النهري، والفينكا، والجينكوبيلوبا: وهي أعشاب تعمل على تحسين التروية الدموية، وفتح الشرايين والأوعية المنسدة، بما يحسن من عمل البنكرياس.
تكرار عمل الحجامة.
العلاجات الدوائية الكيميائية والهرمونية: وهذه معروفة الآثار والجرعات، وتؤخذ بإشراف طبي كامل.
كيف يتعامل الأهل مع الطفل المصاب بالسكري علاجيًا؟
التجربة الواقعية تثبت أن حقن الأنسولين هي الوسيلة الوحيدة للتعامل مع مرض السكري عند الأطفال، لعدم إمكانية علاجه بالأعشاب لأنها قوية التأثير على الكبد وباقي أعضاء الجسم خصوصًا أن الأطفال لم يكتمل نموهم بعد.
ما مدى صحة وفوائد العمليات الجراحية التي تُجرى على البنكرياس لعلاج السكري؟
كل هذه العمليات الجراحية التي تتم في البنكرياس كزراعة بعض الخلايا أو قلب البنكرياس للإستفادة منه، كلها تحت البحث والدراسة، ولم يثبت لها أثر علاجي بنسبة 100% إلى الآن.
وأشهر العمليات الجراحية الموضوعة قيد البحث والدراسة هي وضع بطارية صناعية في البنكرياس، بهدف تنبيهه إلى إفراز الأنسولين فور إرتفاع السكر بالدم، وتكمن المشكلة في قدرة البطارية على القيام بعمليتين بشكل متوازي وفي نفس الوقت هما قياس سكر الدم وتنبيه البنكرياس لإفراز الأنسولين فور إرتفاع السكر في الدم. وينسحب هذا الكلام أيضًا على عمليات زرع مضخات للأنسولين في الجسم.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن أعرق وأكبر الجامعات والمراكز البحثية الطبية والمختبرات تعمل ليل نهار وتتكلف مبالغ مادية طائلة لمحاولة الوصول إلى علاج نهائي لمرض السكري، وهو أمر طيب وسيؤتي ثماره يومًا ما، خاصةً في مجال أبحاث الخلايا الجذعية التي تعتبر أملًا كبيرًا في علاج كل مرضى السكري، لأنها طريقة علاجية تساعد في تجديد خلايا البنكرياس وبالتالي إستعادة قدرته وكفاءته الطبيعية على العمل وإفراز الأنسولين.
ما هي سُبل الوقاية من مرض السكري؟
عدم الإسراف في تناول الحلويات.
تجنب التعرض للضغوط النفسية والعصبية، خاصةً في العصر الحالي الذي كثرت فيه المشاكل والأزمات النفسية للأفراد بفعل الأزمات المادية والحروب وضغوط العمل.
نصائح عامة لمرضى السكري
• يجب العمل على تخفيف الوزن الزائد.
• يجب التخفيف أوالإمتناع عن التدخين والقهوة.
• يجب شرب ما بين 1.5 – 2 لتر ماء في اليوم.
• ينصح بممارسة الرياضة نصف ساعة يوميًا.
• يجب اتباع نظام غذائي صحي ومنظم.
• يجب الإمتناع عن السكاكر والنشويات.
هل لنا بكلمة أخيرة بخصوص مرض السكري؟
يجب أن يتناول مريض السكري وجبة الإفطار خلال الفترة من بعد الفجر إلى شروق الشمس، وأن تكون وجبة العشاء بين المغرب والعشاء، مع مراعاة عدم تناول كميات كبيرة من الطعام وكذلك عدم شرب كميات كبيرة من الماء أثناء تناول الوجبات أو بعدها مباشرة، مع ضرورة التجنب الكامل لكل الأغذية الغنية بالسكريات وإن كان لابد من التحلية فعليهم تناول العسل الأبيض الطبيعي.
وعليهم أيضًا ممارسة التمارين الرياضية التي تؤدي إلى التعرق، مع الإلزام بالعيش في أجواء من الهدوء والراحة النفسية والبعد عن العصبية.