في الكثير من الأحيان يصعب على الأهل تحديد ما إذا كان طفلهم يعاني من حركة نشاط زائدة أو اضطراب فرط الحركة وهو اضطراب سلوكي يتطلب تدخلاً من المختصين، فالأطفال الذين يعانون من فرط الحركة والنشاط الزائد يتميزون بطاقات هائلة للعب ويصعب ضبطها وتفريغها وكذلك يصعب توزيع قنوات انتباههم حيث أنهم يصبحون غير قادرين على التركيز لوقت طويل.
ما المقصود بفرط الحركة عند الأطفال؟
قال “د. حمزة السيوف” استشاري الأعصاب ودماغ الأطفال. يعتبر فرط الحركة هو أكثر الأمراض النفسية شيوعاً وانتشاراً بين الأطفال حيث تتراوح نسبته من 5 إلى 10% سواء في المجتمعات الغربية أو العربية وللأسف الشديد هو أكثر الأمراض التي تؤثر على المجتمع وعلى الانتاجية وعلى اقتصاد أي بلد.
وتابع الدكتور “حمزة السيوف” هناك شقين لهذا الأمر وهما فرط الحركة وعدم القدرة على التركيز أو كلاهما الذي يصاب به الطفل.
يمكننا كذلك القول بأن الدراسات الأخيرة وجدت أن الأطفال العرب تعاني من نفس الظواهر والأعراض التي يعاني منها الأطفال المصابون بفرط الحركة في الدول الغربية بجانب وجود نفس النسبة في الدول العربية والغربية.
متى يظهر فرط الحركة وعدم القدرة على التركيز عند الطفل؟
تظهر أعراض مرض فرط الحركة والنشاط الزائد وعدم القدرة على التركيز قبل 5 سنوات من عمر الطفل حتى عمر 12 سنة كما أننا في دولنا العربية يجب علينا تمييز فرط الحركة والنشاط من حيث طبيعته أو أنه شيء مَرضي وذلك من خلال ملاحظة الأداء اليومي للطفل في المدرسة أو في المنزل أو في كليهما.
وتابع “السيوف” إذا كان فرط الحركة يؤدي إلى التأثير على أداء الطفل بحيث يصبح الطفل أكثر عناداً فيجب علينا حينها مراقبة حالة الطفل في البيئة التي يعيش فيها من المدرسة والبيت إلخ إلخ.. ومن ثم يمكننا اللجوء لبعض الفحوصات الطبية الأكثر دقة والتي تؤكد وجود فرط حركة عند هذا الطفل من عدمه وما هي شدة هذا المرض.
كيف يتم تشخيص فرط الحركة عند الأطفال؟
هناك عدة أنظمة تستخدم قياس نسبة التركيز وأعراض فرط الحركة حيث على سبيل المثال هناك جهاز نستخدمه في العيادات والذي فيه يقوم الطفل في مدة 20 دقيقة تقريباً بمراقبة مربع لقياس مستوى تركيزه وانتباهه كما أن يقيس الاستجابة ومعدل سرعة الاستجابة عند هذا الطفل الذي يعاني من فرط الحركة والنشاط ويتم تقييم الطفل من الرقم 1 حتى الرقم 10 بحيث أن الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة والنشاط الزائد نلاحظ وجودهم في الدائرة بين الرقم 3 فأقل ونلاحظ كذلك عدم قدرتهم على التركيز وتغيرهم في سرعة الاستجابة.
علاج فرط الحركة عند الطفل
هناك ثلاثة أقسام للعلاج أولها هو التأكد من أن فرط الحركة عند الطفل غير ناتج عن مرض معين مثل عدم النوم الجيد ليلاً أو تعرض الطفل لبعض الأمراض مثل التشنجات الغير مرئية.
بعد ذلك، هناك علاج سلوكي وآخر دوائي لفرط حركة الطفل حيث يجب أن يُعامل الطفل نشط أو مفرط الحركة معاملة خاصة في المنزل والمدرسة ثم ننتقل للخطوة التي تليها وهي ضرورة أخذ الطفل لدواء فرط الحركة ومن ثم يُشفى من هذا المرض ما يقرب من 95% من الأطفال الذين يعانون من هذا المرض.
وأخيراً، عند عدم استجابة الطفل نشط الحركة لدواء معين يمكننا دمج بعض الأدوية مع بعضها حتى يسهل ذلك من سرعة علاج الطفل.