“تنتج حصى المرارة من خلال كيس المرارة، وهي عبارة عن كيس صغير موجود تحت الكبد مباشرة، يُخزن كيس المرارة في داخله عصارة المرارة الصفراء التي تساعد الجسم على هضم الدهنيات. وتتكون الحصى في كيس المرارة من الكوليسترول ومواد أخرى، ويتفاوت حجمها ما بين الأصغر من حبيبات الرمل وبين الأكبر من كرة الجولف”.
ما هي المرارة؟
قال “د. كلود طيار” إختصاصي جراحة الجهاز الهضمي. هي عبارة عن كيس يحتوي على كمية تتراوح بين 60 إلى 100 مللي لتر من إفرازات الكبد الخاصة بهضم الطعام وخصوصًا إمتصاص الدهون، وينتفخ هذا الكيس ويتعبأ حال فراغ المعدة أو عند صيام الفرد عن الطعام، وبمجرد تناول الطعام يُفرغ من محتوياته، للمساعدة في عمليات الهضم.
كيف تتكون حصوات المرارة؟
حصوات المرارة من أكثر الأمراض شيوعًا، وتبلغ نسبته 10% من سكان الأرض.
وتشتمل إفرازات المرارة على الكوليسترول وإفرازات الكبد (البيريسولز) والماء والكالسيوم وأشياء أخرى، وعندما يحدث خلل في التوازن بين هذه المكونات تتكون حصى المرارة.
وحصى المرة بالأساس تنقسم إلى نوعين، النوع الذي تزيد فيه نسبة الكوليسترول، وهو نوع لا يمكن رؤيته بالصور العادية لعدم تكلسها، والنوع الثاني الذي تقل فيه كمية الكوليسترول وتزيد فيه نسبة الكالسيوم.
وحصى المرارة بنوعيها تتكون من أمراض مختلفة، فالحصى التي تزيد فيها نسبة الكوليسترول تحدث نتيجة البدانة أو نتيجة للإصابة بالضعف السريع بعد عمليات التنحيف، وفي بعض العائلات يكون العامل الوراثي سبب في جاهزية الجسم لتكون حصوات المرارة. أما الحصى التى تزيد فيها معدلات الكالسيوم قد تنتج كعامل مشترك مع تكون حصى الكُلى.
ما أعراض الإصابة بحصى المرارة؟
80% من مصابي حصى المرارة لا تظهر عليهم أعراض، وتُكتشف حصى المرارة مصادفةً. والـ 20% الباقية تظهر عليهم مجموعة من الأعراض، أغلبها أعراض سريرية مثل الآلام على رأس المعدة أو تحت الضلوع اليُمنى وتصل إلى الكتف الأيمن والظهر، وتستمر لفترات تترواح بين الربع والنصف ساعة، ويُصاحبها التقيؤ، ثم تختفي تلقائيًا.
وفي الحالات التي تتحرك فيها الحصى من مجرى المرارة إلى مجرى الكبد، تقوم بغلقه مسببةً الأوجاع والصفراوية تبعًا لغلق قناة الصفراوية التي تنقل الإفرازات من الكبد والمرارة إلى الأمعاء الغليظة، وإذا استمر الإنسداد لفترة طويلة تسبب الإلتهاب، هذا الإلتهاب قد يمتد إلى خلايا البنكرياس، وهو أخطر عرض مرضي قد تسببه حصى المرارة.
هل توجد علاجات غير جراحية لحصى المرارة؟
لا توجد برامج علاجية تصلح لعلاج حصوات المرارة المسببة للأعراض المذكورة سابقًا سوى العلاج الجراحي، فالحل الوحيد هو إستئصال المرارة بمحتوياتها، والإستئصال يتم حاليًا بالمنظار.
وفي النهاية لا يتم إجراء هذا الإجراء الجراحي سوى لعدد ضئيل جدًا من مرضى حصى المرارة، وهو العدد الذي تصل خطورة الحصوة فيه للتأثير على الكبد والبنكرياس.
أما الحالات التي تُعالج جراحيًا بالرغم من عدم ظهور الأعراض هي حالات إنتقائية وإستثنائية وتهدف إلى تجنب تطور الأعراض المرضية مستقبلًا، مثل المصابون بضعف المناعة، أو عندما يتكلس جدار المرارة لتفادي ظهور الأورام السرطانية عليها، أو عندما يتخطى حجم الحصوة الـ 3 سم لأنه سبب في ظهور الأورام السرطانية بالمرارة في المستقبل.
هل يؤثر إستئصال المرارة على الوظائف الحيوية للجسم؟
المرارة ليست من الأعضاء المهمة في الجسم، فهي ما إلا كيس لتخزين العصارة، ومع إستئصالها يتسع مجرى الكبد ويحمل كمية أكبر من العصارة، وبالتالي يقوم فعليًا بوظيفة التخزين التي كانت تقوم بها المرارة سابقًا، فالأهمية ترجع إلى إفرازات الكبد وليس مكان تخزينها، بذلك يكون وجود المرارة أو عدم وجودها لا يؤثر على حياة الإنسان.
كم الفترة الزمنية للتعافي من جراحة إستئصال المرارة؟ وما هي الإشتراطات الصحية الواجبة الإتباع خلالها؟
قبل حقبة التسعينات كانت عملية إستئصال المرارة تحتاج إلى عمل جرح بطول 10 سم في الجسم، أما الآن تتم عملية الإستئصال بالمنظار، حيث يتم عمل 3 ثقوب بالجسم، الثقب الواحد عبارة عن 1 سم فقط، وبالتالي لا تترك آثار ظاهرة على الجسم بعد إتمامها.
كما يمكن إجراء الجراحة صباحًا ويخرج المريض من المستشفى في نفس اليوم مساءًا، ليمارس حياته بصورة طبيعية.
ولا يُطلب من المريض سوى التوقف عن ممارسة الرياضة أو ممارسة أي مجهود بدني شاق في الأسبوع الأول بعد العملية. فالطريقة الحديثة لإستئصال المرارة تكشف أنها ليست من العمليات الخطيرة أو الصعبة.
ما هي طرق الوقاية من تكون حصى المرارة ؟
توجد أسباب لتكون الحصى لا يمكن السيطرة عليها مثل العامل الوراثي، وأسباب أخرى يسهل السيطرة عليها مثل تجنب البدانة والسمنة لتجنب الأمراض المصاحبة لها والتي من ضمنها حصوات المرارة.
ولسوء الحظ لا توجد أدوية أو وصفات بدائية تمنع تكون الحصوات بالمرارة، أو تساعد في خروج الحصوات من المرارة إذا كانت في حجم حبة الرمل.