تعد الجلطة الدماغية من أكثر أسباب حدوث الوفاة في العالم إلى جانب الأمراض القلبية والسرطان.
تلك الحالة المرضية كانت في الماضي منتشرة بين كبار السن فقط بسبب ضعف وتلف بعض الأوعية الدموية بالجسم الناتج عن حالات الشيخوخة وضعف قدرات أعضاء وأنسجة الجسم.
والمثير للدهشة أن الجلطة الدماغية بدأت تنتشر بشكل لافت للنظر بين قطاع كبير من الشباب سواء كان من الذكور أو الإناث، ما يدعو إلى الاهتمام بهذا المرض وبحث الكثير من العوامل الجديدة التي جعلته يتطور ويصل إلى الصغر. وفي هذه الفقرة سوف نستعرض هذا المرض بالتفاصيل مع الدكتور ماهر صقور أخصائي أمراض عصبية وجلطات دماغية في مؤسسة حمد الطبية بالدوحة.
ما هي الجلطة الدماغية وما هي أنواعها؟
السكتة الدماغية أو ما تعرف بالجلطة الدماغية أو الاحتشاء الدماغي هو موت جزء من الدماغ نتيجة إنسداد الوعاء الشرياني المغذي لهذا القسم أو نتيجة النزف، فيتمزق الوعاء وتنزف هذه المنطقة.
80% من الحالات يكون نتيجة نقص تروية بسبب إنسداد الوعاء وهي الجلطة الإقفارية و 20% تكون نتيجة مزق الوعاء ونزف بهذه المنطقة وهي الجلطة النزفية والأعراض تكاد تكون متشابهه في الحالتين.
ما سبب حدوثها ولماذا انتشرت بين فئة الشباب والأطفال؟
أسباب جلطات الدماغ الإقفارية والنزفية تكاد تكون متشابكة وواحدة وأهم سبب لكلاهما هو إرتفاع الضغط الشرياني الذي يؤدي إلى ضغط على الوعاء وبالتالي إنسداده أو تمزقه، الأمر الثاني هو السكري، التدخين، قلة الحركة وفرط السمنة، أمراض القلب وأحيانا بعض أنواع حبوب منع الحمل وأخيرا العامل الوراثي.
وعادة ما نجدها في الشباب بسبب إدمان المخدرات والكوكايين وغيرها.
وقد أقيمت دراسة أشارت إلى انتشار الجلطات الدماغية فهي بنسبة 40-50 % تنتشر في عمر الشباب وأيضا لاحظنا انتشار الجلطات بنسبة 70-60 % يكون بسبب إرتفاع الضغط الشرياني والسكري.
ما هي الأعراض التي تنبه للإصابة بالجلطة الدماغية؟
مثل إحتشاء القلب توجد الذبحة القلبية التي تنبه إلى حدوث جلطة القلب فتوجد أيضا السكتة الدماغية المبكرة وهي أعراض مبكرة تأتي في خلال 24 ساعة قبل حدوث الجلطة وهي التي تنبه إلى حدوث جلطة المخ.
وإذا تم اكتشافها مبكرا يتم وضع المريض على دواء الأسبرين وأيضا ضبط نسبة السكر لديه وعلاج إرتفاع ضغط الدم وهذا يمنع حدوث الستكة الدماغية. ولتفادي حدوث الجلطة الدماغية يجب الانتباه لمنع إرتفاع ضغط الدم مجددا وتقليل الأملاح، ثانيا: ممارسة التمارين الرياضية فهي تقلل من الضغط وتقي من السكري وتحسن النفسية.
وأضاف الدكتور إلى وجود بعض الأعراض التي تشير إلى قرب حدوث الجلطة ومنها الصداع وفقدان الوعي .ويجب وقتها التوجه الفوري للمستشفى إذا وجدت أي من الأعراض الهامة التي تختصر في كلمة “عاجل” ويرمز كل حرف لعرض معين يجب الانتباه له فمثلا:
ع: عسرة في الكلام والنطق.
أ: إنحراف بزاوية الفم وضعف بالوجه.
ج: جهة ضعف يمنى أو يسرى مع صعوبة المشي.
ل: لا تتأخر عليك بالتوجه إلى الطبيب.
ما هي الخطوات اللازم إتباعها عند الاشتباه في حدوث الجلطة؟
أهم خطوة هي التوجه إلى أقرب مستشفي قادر على علاج الجلطات الدماغية، وذلك لأن عامل الوقت هام جدا وكل دقيقة تأخير نخسر 2 مليون خلية عصبية فلابد من عدم التأخر. كما يجب الانتباه للمريض حتى لا يؤذي حاله بسبب فقدانه للوعي أو صعوبة المشي. ويجب قياس نسبة السكر بالدم وقياس ضغط الدم.
وكثير من الناس يتسائلون هل نعطي الأسبرين؟ حوالي 80 % من الجلطات تكون إقفارية فالأسبرين مفيد وحوالي 20% من الجلطات تكون نزفية ولا نحتاج وقتها للأسبرين وللتفرقة بين النوعين في الأعراض. الجلطة النزفية يصاحبها فقدان للوعي وصداع شديد غير محتمل فجأة وهنا لابد من عدم إعطاء الأسبرين.
أما الجلطة الإقفارية فيصاحبها عدم قدرة على الكلام والحركة وهنا يمكن أن يفيد الأسبرين المريض.
هل يستدعي الأمر التدخل الجراحي؟
توجد نافذة للعلاج المبكر للمريض وهي 4 ساعات ونصف وعادة ما يتطلب الأمر العلاج الذي يستخدم مضاد للتجلط وعمل قسطرة وعائية لاكتشاف مكان الجلطة خلال هذه المدة.
وبالتالي هي ليست تدخلات جراحية ثم يتم عمل قسطرة أخري خلال 24 ساعة لاكتشاف أي ضيق بالشريان السباتي ويحتاج وقتها لفتح هذا الشريان من خلال دعامات.
وأكد الدكتور على أهمية التحرك مبكرا عند ظهور أي أعراض على المريض فهذا يفيد جدا في علاج المريض وعدم الحاجة إلى تدخلات جراحية. ثم تابع الدكتور حديثه عن السكتة الدماغية المؤقتة وأنها تنبيه للسكتة الدماغية الدائمة ويجب استغلال المؤقتة للوقاية من الجلطة الدماغية الدائمة كما يجب الانتباه على الوقاية من الجلطات بشكل عام.
هل يشفى المريض من الجلطة تمام أم أنها تترك أثرا؟
الوقت هو العامل الأساسي كلما كان التدخل مبكرا كانت نسبة الشفاء التام 50 % أما في حالات التأخر فتترك أثرا من صعوبة كلام ومشي. لذا لابد من التحرك فورا وقت الانتباه للأعراض.
كلما بدأ العلاج مبكرا، كان الشفاء أقرب.