يعتبر الإكتئاب هو مرض يصيب النفس والجسم ويؤثر على طريقة التفكير والتصرف والعديد من المشاكل العاطفية والجثمانية وعندما يصاب أحد أفراد الأسرة بالإكتئاب يبدأ الأهل بالبحث عن أسباب وطرق علاج هذه الحالة بسبب انعدام رغبة الشخص المصاب في ممارسة حياته اليومية المعتادة بشكل طبيعي مما يسبب له شعور بعدم الرغبة في الحياة.
ما هو مفهوم الإكتئاب؟ ومن هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به؟
يعتبر الإكتئاب هو مرض العصر وهو عبارة عن اضطراب مزاجي يصيب كافة الفئات العمرية تقريباً من أطفال وبالغين وراشدين وحتى كبار السن وهو أكثر من مجرد إحساس بالضيق لأيام معدودة.
على سبيل المثال، عند حدوث مشكلة بين الشخص ومديره فإن الشعور بالضيق قد يكون عَرض من أعراض الإكتئاب لكن أعراض الإكتئاب الأخرى تكون أكثر وأعمق وأكثر حدة.
وتابعت أخصائية الطب النفسي الدكتورة ” نجاة علي” هناك مفهوم خاطئ عن أن الشخص المكتئب هو بالضرورة ضعيف الشخصية ولكن المرض النفسي بشكل عام عبارة عن ابتلاء من الله عز وجل مثله كأي مرض كالسكر والضغط الذي يستوجب علاجه على الفور.
كيف يمكن التفريق بين الحزن الطبيعي والإكتئاب؟
يعتبر الإكتئاب النفسي أكثر من مجرد إحساس بالحزن حيث أن الإكتئاب يتزامن مع بعض الأعراض التي تؤثر على الإنسان من حيث الحياة الاجتماعية والنفسية ومن ثم يجب المتابعة مع الطبيب النفسي.
بالإضافة إلى ذلك، من أكبر المخاطر التي قد يتسبب فيها الإكتئاب هو الانتحار الذي يعتبر أحد تبعات الإكتئاب النفسي وقد يفكر الشخص في علاج نفسه عن طريق الكحول والمواد المخدرة حتى يمكنه تخدير مشاعره كما أثبتت احدى الدراسات الحديثة أن علامات الالتهاب تكون عالية عند مرضى الإكتئاب وتعرضهم للجلطات بجميع أنواعها.
أعراض الإكتئاب النفسي
يمكن للجميع أن يمر بأعراض الإكتئاب النفسي في كل مراحل حياته ومن أهم هذه الأعراض هي الحزن والبكاء والشعور بالضيق بدون سبب أو بسبب بسيط كما يفقد المكتئب الاستمتاع بالحياة وكل ما كان يشغله باله ويحبه من قبل.
إلى جانب ذلك، من أعراض الإكتئاب وجود اضطرابات في النوم والأكل وفقدان في الشهية أو على العكس وجود شهية عالية بالإصافة إلى وجود مشكلات زوجية بين مريض الإكتئاب وشريكه بجانب الشعور بآلام وأوجاع في الجسم كما يشعر المكتئب بأنه غير مهم ويتمنى الموت في احدى مراحل الإكتئاب وهي في الغالب تكون في المراحل المتأخرة، وفي حالة اجتماع هذه الأعراض مع بعضها البعض مع طول فترة الإكتئاب فإن الشخص يجب تداركه وعلاجه بشكل فوري.
علاج الإكتئاب
في البداية يجدر الإشارة إلى أن الإكتئاب يعتبر مثل أي مرض عضوي آخر يحتاج إلى علاج ويحتاج كذلك للذهاب إلى الطبيب ومن ثم يمكنه علاجه سواء دوائياً أو نفسياً.
يظن البعض أن المرض النفسي يزول بالرقية الدينية وبعض الممارسات الدينية الأخرى فقط ولكن ذلك يعتبر غير صحيح لأن مريض الإكتئاب النفسي يكون لديه مشاكل عصبية خاصة بهرمون السيراتونين.
تعتمد أنواع العلاج على حالة المريض التي يحددها الطبيب المعالج بعد الرجوع للأهل وفحص المريض ومدى تأثير المرض النفسي أو الإكتئاب عليه، وفي حالة تعرضه لاكتئاب من الدرجة الخفيفة فإننا لا نكون بحاجة إلى العلاج الدوائي وإنما نلجأ للعلاج السلوكي المعرفي الذي من خلاله يتم تغيير الفكرة السلبية المسيطرة على هذا المريض ومحاولة تغييرها للأفكار الإيجابية.
إلى جانب ذلك، يجب تشجيع مريض الإكتئاب النفسي على ممارسة الرياضة حتى يتم تحفيز هرمون السعادة أو هرمون السيراتونين وفي حالة تعرض المريض لاكتئاب نفسي من الدرجة المتوسطة أو الشديدة فيمكننا حينئذ اللجوء للعلاج الدوائي ومن أهم أنوا هذا العلاج مثبطات السيراتونين الانتقائية.
أهمية نظام الدعم بالنسبة لمريض الإكتئاب
يعتبر الداعم الأول والأساسي لمريض الإكتئاب هم الأهل وللأسف فإننا في كثير من الحالات نرى العديد من الأهل يمنعون المريض من زيارة الطبيب النفسي ويعتبرون ذلك وصمة عار بالنسبة للعائلة بأسرها، لذلك يجب على الأهل إدراك ماهية المرض النفسي وما هو تأثيره على الفرد وما يستوجب عليهم فعله تجاه المريض.
وأضافت “نجاة الزبيدي” بعد ذلك يأتي دور الأصدقاء في تقديم الدعم الكامل لمريض الإكتئاب النفسي بجانب أهمية مساعدة المريض نفسه لنفسه من خلال البحث عن طبيب مختص لعلاجه.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أفرع عديدة للاكتئاب منها الإكتئاب بعد الولادة ولا يجب علينا التفكير في العلاج الدوائي في مثل هذه الحالات حتى لا يؤثر سلباً على الطفل أو الجنين.
هل يمكن التعافي من مرض الإكتئاب النفسي؟
يمكن التعافي من مرض الإكتئاب النفسي وذلك من خلال الكشف المبكر عن هذا المرض وتشخيصه مبكراً، من هنا تأتي أهمية التوعية بالأمراض النفسية بشكل عام والإكتئاب بشكل خاص.
وأخيراً، يُنصح للأهل بضرورة معرفة أن المرض النفسي موجود وله علاجه ولا يقلل من أهمية الإنسان الذي يمر بأزمة الإكتئاب النفسي كما يجب على المريض النفسي البحث عن وسائل مساعدة له مثل الحديث مع أصدقائه وأهله لمحاولة تخطي هذه المرحلة السلبية في حياته.