تنتابنا بعض الحالات المزاجية ومنها الإكتئاب الموسمي نتيجة تغيير الفصول تؤثر على حياتنا بشكل كبير.
بداية الإكتئاب الموسمي هو أحد أنواع الإكتئاب وهي من أمراض المزاج والتي تؤثر على شعور الانسان بالحياة وبمن حوله وبنفسه.
فهي كالشاشة السوداء أمام الشخص يرى العالم أسود من خلالها والإكتئاب الموسمي يصادف الانسان في أوقات معينة وليس على مدار السنة وأشهرهم الإكتئاب الشتوي والربيعي في بداية فصلي الشتاء والربيع.
ما هي الأعراض التي تظهر على المصاب بالإكتئاب الموسمي؟
قال “د. أشرف الصالحي” يد ونظرته نحو الحياة ونفسه سلبية إلى حد ما ولا يستمتع فيها بطعم الحياة. كما أنه يترك أي هواية كان يستمتع بها من قبل مثل القراءة وحتى علاقاته الاجتماعية لا يستمتع بها.
بالإضافة إلى مشاكل بالتركيز والانتباه والنسيان.
وقد يؤثرعلى نمط النوم لدى الشخص المصاب فقد يكون لديه نشاط زائد ولا يستطيع النوم أو الخمول فلا يستطيع ممارسة أية أنشطة وينام كثيرا. وأيضا العادات الغذائية تتأثر فنلاحظ زيادة تناول الأطعمة مثل النشويات والسكريات في حالات الإكتئاب الموسمي على عكس الإكتئاب العادي.
ويكون هناك شعور دائم بالذنب والندم وأنه بلا قيمة ويصاحبها في بعض الأحيان الرغبة في الموت والانتحار وهي في الحالات الشديدة.
وأضاف الدكتور أن هذه الأعراض تستمر لمدة إسبوعين متواصلين على الأقل وقد تزيد الأعراض إذا لم يساعد أحد هذا الشخص على تخطيها.
ما هي العوامل المشتركة بين الإكتئاب الموسمي والإكتئاب العادي؟
الإكتئاب الموسمي هو أحد أنواع الإكتئاب ولكن يشتركا في عدة عوامل أهمها التركيز والطاقة، النوم والأكل.
فنجد أن التركيز والنشاط لدى الشخص يقل ويصاب بالخمول.
وعامل النوم قد ينام الفرد طويلا لمدة 18 ساعة مثلا ودائما يشعر بالخمول، وأما عامل الأكل فيميل إلى النشويات والسكريات ويفرغ غضبه وإنفعاله بتناول هذه الأطعمة.
يتعرض للاكتئاب الموسمي جميع الفئات العمرية من 18 سنة إلى 65 سنة والأطفال أقل عرضة له ولكن بالتطورات الحالية نجد أنه قد يصيب الأطفال ولكنه يسمى إكتئاب الأطفال.
ما هو العلاج المناسب للاكتئاب الموسمي؟
العلاج يكون بعدة عوامل:
أهمها هرمون الميلاتونين فهذا النوع من الإكتئاب يتأثر بعدم إفراز هرمون الميلاتونين والذي يفرز نتيجة تعرض الفرد للشمس والذي هو قليل بطبيعة الحال في فصل الشتاء.
والسبب الثاني الذي يمكن العلاج من خلاله هو عامل وراثي فإصابة أحد أفراد العائلة بالإكتئاب تشكل سببا في إصابة الأبناء أيضا بالإكتئاب.
العامل الثالث هو التربية والتنشئة فالإنسان وليد أفكاره إذا بدأ الإنسان يومه مكتئبا فسيظل بقية اليوم كذلك والعكس بالعكس كما توجد بعض أنواع الحب العنيف من الآباء للأطفال وذلك بممارسة الضغوط عليهم فهذا أيضا يؤثر في إصابتهم بالإكتئاب.
وأخير عامل نشأة الطفل وولادته فمثلا نقص الأوكسجين لدى الطفل أثناء الولادة أو خلل بهرمون الغدة الدرقية وغيرها.
وأشار الدكتور إلى العلاج الحالي وهو العلاج النفسي المتكامل عن طريق تغطية الأربعة عوامل السابقة وأهمها في علاج الإكتئاب الموسمي هي تعرض الشخص المصاب للضوء وهذا العلاج فعال ولا يحتاج لمجهود فهناك أجهزة متوفرة يتعرض لها الشخص المصاب بدرجات معينة لمدة إسبوعين من شأنها تحسين حالته بشكل كبير.
والعلاج الثاني يكون بالفكر السلوكي أو العلاج الكلامي وهو يعتبر علاج نفسي كلامي يغير تفكير الإنسان وبالتالي تغيير سلوكه والنظر إلى المشاكل بشكل إيجابي ومحاولة حلها فهي تساعد الفرد على حلها بطرق أخري ويمكن بذلك النظر للحياة بنظرة أخري.
العلاج الاجتماعي، غالبا ما يفضل المكتئب الانعزال عن العالم ولكننا ننصحه بالاختلاط بالناس فذلك يمنع تكوين الأفكار السلبية ومشاركة المشاعر مع من حوله والاستماع إلى نصائح الآخرين وتغيير حياته بالبعد عن ترك نفسه للأفكار السلبية.
وأخيرا العلاج الدوائي، بمضادات الإكتئاب ومن الأخطاء الشائعة أنها تسبب الإدمان على العكس هي تعالج الإدمان وذلك لأنها تعمل على العامل البيولوجي وهو هرمون السيروتونين أو ما يسمي بهرمون السعادة في الدماغ وزيادة تركيزه في الجسم ويتناوله المريض لمدة 4- 6 أشهر ثم يوقفه وأكيد مثل بقية الأدوية له آثار جانبية ولكنها ليست بالخطيرة.
هل ينصح بتناول أغذية معينة في هذه الحالات؟
دائما ما ينصح بتناول الخضروات وخصوصا الخضروات الورقية الغنبية بالحديد وحمض الفوليك وفيتامين ب والفاكهة والأغذية الغنية بالأوميغا – 3 أو زيت السمك الموجود في الأسماك فهي تعزز مناعة الفرد وتحسن من مزاجه وتعالج الإكتئاب.
واشار الدكتور أشرف إلى أنه لا توجد دراسات كافية وإحصائيات بنسبة إصابة العرب بالإكتئاب الموسمي مقارنة بالدول الأوروبية ولكن بعض الأبحاث تشير إلى أن نسبة الشفاء من الإكتئاب الموسمي هي أكبر من الدول الأوروبية خصوصا مع وجود الارتباط الأسري على عكس العزلة الموجودة في الغرب وهذا عامل إيجابي.
ما هي آثار ومضاعفات الإكتئاب؟
في حال عدم الاهتمام بعلاج الإكتئاب، فهو من الأمراض الحقيقية فلدينا مفهوم خاطيء أنه لا يذهب إلى الطبيب النفسي إلا المجنون وهذا تسبب في انتحار الكثير من المصابين بالإكتئاب وستتغير نظرة المجتمع للمريض النفسي بالتدريج.
وبالتالي من الآثار التي تحدث للمريض هي الرغبة بالانتحار وإيذاء النفس وهدفه ليس الموت وإنما إيذاء النفس والإكتئاب المتكرر يحتاج إلى العلاج وكثيرا ما نري الإكتئاب بسبب فساد العلاقات الزوجية والاجتماعية.
ولتمييز الإكتئاب الموسمي عن الإكتئاب العادي فالإكتئاب الموسمي عادة ما يتكرر في نفس الوقت من السنة ويستمر لمدة إسبوعين وأشار الدكتور أشرف إلى أن ترك مريض الإكتئاب بدون علاج قد يؤدي إلى الإصابة بمضاعفات أخرى مثل القلق ولجوء الفرد إلى التدخين والمنبهات والإدمان لعلاج هذه المشكلة.
العلاج المثالي للاكتئاب يستمر لمدة 6 أشهر ومن بعدها إيقاف العلاج فبنسبة 80 % لا يعود المريض إلى الإكتئاب وبالإضافة إلى العلاج الدوائي فهناك علاج فكري سلوكي يساعده على الوقاية لمدة كبيرة تصل إلى 10 سنوات فإذا لم يتغير فكر الشخص بأمر ما فقد يصاب بالإكتئاب مرة أخرى.
ما هي النصائح للوقاية من الإصابة بالإكتئاب الموسمي؟
أهم شيء التعرض لأشعة الشمس والخروج إلى الشمس على الأقل نصف ساعة يوميا، أيضا محاولة اللجوء إلى الأهل والعائلة أو بعض الأصدقاء لحل المشاكل وتخفيف الأمور، والنوم بشكل كافي وتناول الشوكولاتة الغامقة يفيد في علاج الإكتئاب كما يجب تناول أغذية متكاملة وإتباع نظام صحي متوازن ومن المهم أيضا ممارسة الرياضة بشكل يومي وأن يظل الفرد إيجابي ويحاول النظر إلى الأمور بنظرة تفاؤل.