يُعد التليف الرئوي من الأمراض التنفسية المزمنة التي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، ويمكن تشخيص هذا المرض عبر الصورة الطبقية المحورية التي تؤدي إلى معرفة سبب هذا التليف.
من أعراض التليف الرئوي ضيق في التنفس وتصلب الجلد وتضخم في منطقة الأظافر، ويمكن علاجه عبر علاج الأسباب المؤدية له على الرغم من وجود نوع من التليفات الرئوية مجهول السبب الذي لا يُعرف له علاج طبي حتى الآن.
ما هو مرض التليف الرئوي؟ وما هي أنواعه؟
يرى الدكتور إبراهيم عقيل ” أخصائي الأمراض الصدرية ” أنه في بادئ الأمر يجب توضيح طبيعة تركيب الرئتين أو منطقة تبدل الغازات حيث تكون هناك في الرئتين الحويصلات الهوائية الممتلئة بالأكسجين وثاني أكسيد الكربون من هواء الجو، هذه الحويصلات الهوائية تنقل الأكسجين إلى الشعيرات الدموية المحيطة بها والتي بدورها تنقل الأكسجين إلى باقي أعضاء الجسم.
هناك غشاء بين الحويصلات الهوائية والشعيرات الدموية هو المسئول عن نقل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الجسم.
عندما يحدث هنالك سماكة في هذا الغشاء نتيجة تكون مادة الكولاجين التي هي عبارة عن نسيج ضام فإن ذلك يؤدي إلى نقص في سماكة هذا الغشاء وهذا يؤدي إلى نقص تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الرئتين والحويصلات الهوائية والشعيرات الدموية الموجودة حولها.
ما هي أسباب التليف الرئوي؟
هناك أسباب عديدة لتليف الرئتين منها:
- هناك التليف الرئوي مجهول السبب وهو أشهر أسباب التليف حيث يتم إجراء الفحوصات وأخذ خزعات وعينات ولكن على الرغم من ذلك لا يكون هنالك سبباً واضحاً للتليف الرئوي.
- التهاب الرئة الذي يؤدي إلى تليف الرئتين نتيجة تعرض الرئتين لمواد كيماوية خارجية تؤدي إلى حدوث تفاعلات في الحويصلات الهوائية والزيادة في ثاني أكسيد الكربون.
- هناك بعض أنواع التليف الرئوي تكون نتيجة عوامل وراثية.
- وجود أجسام أو التهابات مناعية تتسبب في ظهور التليف الرئوي عند الإنسان إذ يقوم الجهاز المناعي في الجسم بمهاجمة الغشاء الموجود هناك والحويصلات الهوائية مما يؤدي إلى نمو خلايا تُسمى بخلايا الفايبروبلاست المسئولة عن تكوُّن الكولاجين.
- بعض التليفات الرئوية قد تكون نتيجة تعرض الإنسان لبعض الأعمال نذكر منها أعمال الفحم والتعرض لمادة الاسبستوس التي أصبحت محرمة دولياً بالإضافة إلى التعرض للرمل ومادة السليكا إذ نجدها عند الأشخاص الذين يتعاملون مع الرمل بشكل كبير.
- ترتبط أنواع من التليفات الرئوية ببعض الأمراض الخاصة كمرض الساركويد.
ما هي أعراض مرض التليف الرئوي؟
هناك بعض الأعراض المصاحبة لمرض التليف الرئوي منها:
- غالباً ما يعاني مريض التليف الرئوي من ضيق في التنفس يصبح أشد ما يكون عند بذل مجهود، وبعض المرضى قد يتأثر لديهم مجهودهم البدني الاعتيادي مثل الذهاب إلى المرحاض والقيام ببعض الأعمال المنزلية المعتادة.
- يعاني مرضى التليف الرئوي من السعال الذي غالباً ما يكون سعال جاف وقد يكون أحياناً مصاحباً للبلغم أو بعض الإفرازات.
- قد يعاني بعض مرضى التليف الرئوي من تغيرات في شكل الأصابع وشكل الأظافر يؤدي بدوره إلى تضخم في منطقة الأظافر سواء أظافر اليدين أو القدمين.
- قد تكون بعض أعراض التليف الرئوي من الأسباب التي تؤدي إليه حيث الأسباب المناعية أو تصلب الجلد أو مرض الساركويد الذي يؤثر على أجزاء أخرى من الجسم.
- يمكن لداء الروماتيزم أن يؤدي إلى أعراض مثل انتفاخات وأورام المفاصل التي تُعد أحد أسباب التليف الرئوي.
- يمكن أن تكون الحُمى الذئابية هي أحد أسباب التليف الرئوي والتي تؤدي إلى ظهور طفح جلدي في الجسم.
- من أعراض التليف الرئوي كذلك تصلب الجلد وتغيرات في شكل الفم.
كيف يمكن تشخيص مرض التليف الرئوي؟
يجب على المريض الذي يتعرض لأية أعراض رئوية الذهاب إلى الطبيب حيث يقوم الطبيب بدوره ويأخذ السيرة المرضية للمريض ومعرفة المواد التي تعرض لها المريض مؤخراً وطبيعة العمل لديه بالإضافة إلى أماكن سفره، هذا إلى جانب إذا كان المريض قد تعرض لإشعاعات قديمة أو أدوية قديمة والتي بدورها تُعد سبباً رئيسياً في التليف الرئوي، وبعد ذلك يقوم الطبيب بفحص المريض ليتم سماع رئتيه عبر السماعة الطبية.
يتم تشخيص مرض التليف الرئوي بشكل نهائي عبر استخدام الصورة الطبقية المحورية والتي قد تؤدي إلى معرفة سبب ونوع التليف الرئوي الذي يعاني منه المريض، وهناك بعض الأنواع التي لا تستدعي ضرورة أخذ خزعات رئوية أو إجراءات أخرى كالنوع مجهول السبب، ولكن هناك أنواع قد يلجأ فيها الطبيب إلى أخذ خزعات من الرئتين إما عن طريق المنظار أو عن طريق الخزعة الجراحية التي تتم عن طريق المنظار أحياناً أو بالعمليات الجراحية وفتح الرئتين.
ما هي مضاعفات عدم علاج مرض التليف الرئوي؟
هناك بعض المضاعفات الناتجة عن مرض التليف الرئوي منها:
- يشَبِّه البعض مرض التليف الرئوي بمرض السرطان ولكنه ليس بسرطان أو ورم خبيث وإنما بعض أعراضه هي الضغط على الشريان الرئوي ويؤدي ذلك إلى ارتفاع ضغط هذا الشريان وأحياناً يؤدي إلى فشل في الجزء الأيمن من عضلة القلب وهو المسئول عن نقل الدم من الأطراف السفلية ومنطقة البطن إلى منطقة الرئتين، وعند حدوث فشل في هذا الجزء قد يصاب المريض بفشل وتورم في الساقين وانتفاخات في البطن.
- قد تؤدي بعض التليفات الرئوية إلى ظهور خلايا سرطانية في بعض الأحيان.
- إصابة المريض بالتهابات متكررة.
- حدوث تجلطات في الرئتين نتيجة تأثير التليف الرئوي على الشرايين الرئوية المؤدية من عضلة القلب إلى الرئتين.
وختاماً، يتوقف علاج مرض التليف الرئوي حسب السبب المؤدي له ولكن نود أن نذكر أن التليف الرئوي مجهول السبب أو IPF لم يُعرف له علاج طبي حتى الآن سوى عملية زراعة الرئتين على الرغم من وجود بعض الأدوية التي تؤخر من تطور المرض وهما دوائي البيرفينيدون الميناتيدب.