ما أسباب الإصابة بمرض سرطان الجلد ؟
أوضحت “د. رانيا بُقري” (إخصائية الأمراض الجلدية والتجميل في برلين) أن سرطان الجلد هو من أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم، ونسبة الإصابة بهذا المرض في المجتمع الأوروبي في دول (أوروبا – نيوزلاندا – أستراليا – أمريكا) تفوق نسب الإصابة به في المنطقة العربية.
أما عن أسباب انتشار الإصابة بسرطان الجلد في هذه المناطق أكثر من غيرها فأوضحت “د. رانيا بُقري” أن هذا يرجع إلى سببين: أولاً نوع البشرة فالبشرة ذات اللون الفاتح هي أكثر عرضة للحروقات السريعة، وثانياً انخفاض نسبة الأوزون في هذه المناطق.
أكدت “د. رانيا بُقري” أن التعرض المفرط لأشعة الشمس هو السبب الأساسي للإصابة بسرطان الجلد، ولكن هناك أسباب أخرى كالعامل الوراثي.
ما أنواع السرطانات الجلدية؟
أوضحت “دكتورة رانيا” أنه يمكن تقسيم السرطانات الجلدية إلى نوعين هما: (السرطان الأبيض – السرطان الأسود). السرطان الأسود هو السرطان الخطر الذي قد يؤدي إلى الوفاة لأنه ينتشر في جميع أنحاء الجسم، يتكون عادةً من شامة كانت موجودة منذ الصغر وأيضاً قد يُصيب الجلد العادي. أما السرطان الأبيض فهو الذي يظهر عادةً على المناطق المُعرضة للشمس مثل: (اليدين – الساقين – الوجه)، ولحسن الحظ في بعض الحالات يمكن استئصاله بعمليات جراحية بسيطة أو بطرق أخرى مما يقلل من خطر التعرض للوفاة.
ما التغير الذي قد يطرأ على جلد الإنسان كأعراض تنبه إلى ضرورة مراجعة طبيب الجلدية؟
أوضحت “د. رانيا بُقري” أن أي تغير يطرأ على الجلد ويستمر لأكثر من أسبوعين سواء كان نتيجة جرح لا يلتئم، أو قشور بالبشرة، أو ظهور شامة جديدة لم تكن موجودة من قبل، أو الحكة التي قد تؤدي إلى النزيف، كلها مؤشرات تنبه المريض إلى أن عليه الذهاب لاستشارة الطبيب.
ما هي طرق الوقاية من مرض سرطان الجلد؟
أوضحت “بُقري” أن الوقاية تتمثل في عدم التعرض لأشعة الشمس المفرطة خاصةً في الفترة من العاشرة صباحاً وحتى الرابعة بعد الظهر، واستخدام كريمات الحماية من أشعة الشمس، والوقاية عند الأطفال بارتداء القبعة والملابس ذات الأكمام وذلك لأن مناعة الأطفال أقل بكثير مما يجعلهم عرضةً للاحتراق الجلدي بشكل أسرع.
وعن ما يخص كريمات الوقاية من أشعة الشمس فتنصح “د. رانيا” أن تستخدم في الفترة من شهر مارس وحتى شهر أكتوبر وذلك قبل التعرض لأشعة الشمس بحوالي ربع الساعة، وأكدت أنه لا يكفي أن نضع الكريم الواقي مرة واحدة بل يجب إعادة وضعه بعد انتهاء عدد ساعات فاعليته. وأما عن نوع الكريم المناسب فأكدت أن الطب الحديث وجميع البحوثات أثبتت أنه يجب استخدام الكريمات المدون عليها SPF 50+ وذلك يناسب جميع ألوان البشرة، فأشعة الشمس فوق البنفسجية متكونة من ( UVA و UVB ) والكريمات الحديثة المتداول عليها تحتوي على الحماية من كلا نوعي الأشعة فوق البنفسجية، فمثل هذه الكريمات تحتوي على واقي فيزيائي يعكس أشعة الشمس وواقي كيميائي يمتص أشعة الشمس ولكن يمنع دخولها إلى البشرة.
أضافت “د. بُقري” أن التعرض لأشعة السولاريوم المستخدمة في الاستوديوهات يعتبر أخطر من التعرض لأشعة الشمس، وأما عن الكريمات والحبوب المُبيضة التي يستخدمها النساء فيُنصح بعدم استخدامها إلى بعد استشارة الطبيب المختص وأن يكون استخدامها مقتصر على بعض البقع الصغيرة بالوجه وليس البشرة ككل.
وأكدت “د. رانيا بُقري” أن التعرض لأشعة الشمس مهم جداً للحصول على “فيتامين د” والوقاية من هشاشة العظام، ولكن ما نتتحدث عنه هو أن التعرض لأشعة الشمس يجب أن يكون بشكل معتدل ومعقول وفي الساعات ما قبل العاشرة صباحاً.
مكافحة سرطان الجلد
السبب الرئيسي لزيادة نسبة الإصابة بمرض سرطان الجلد هو عدم الحماية من أشعة الشمس، فالأشعة فوق البنفسجية تترك أثراً لا يُمحى في الجلد الذي لا يخضع للحماية.
هناك كاميرات خاصة تكشف تلك الآثار على شكل بُقعٍ داكنة، إنه تراكم لخلايا في عمق الجلد تتكون عندما يحمي الجلد نفسه من أشعة الشمس، وكلما كثُرت البقع كلما كان ذلك مؤشراً على تعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية ورغم أن ذلك لا يُشير إلى الإصابة بمرض السرطان إلا أنه بمثابة إنذار واضح.
أوضح “بروفيسور د. إيفرت شتوكفليت” (مدير قسم سرطانات الجلد بمستشفى شاريتيه ببرلين) أن لكل إنسان قدرة محددة على تحمل أشعة الشمس بحسب نوع الجلد، فإذا كان الشخص من أصحاب الجلد الأبيض فإن قدرته على التحمل ستنتهي بعد ٣٠ عاماً، وأما إذا كان من أصحاب الجلد الداكن فإن قدرة الجلد على تحمل أشعة الشمس تنتهي بعد ٤٥ عاماً.
يبدأ جسم الإنسان بتوثيق تعرض الجلد لأشعة الشمس منذ الولادة، حيث يكون الأطفال الرُضع مُهددين أكثر بأضرار الأشعة فوق البنفسجية بسبب عدم إكتمال مناعتهم الطبيعية، لهذا ينصح الخبراء باستخدام الكريم الطبي الواقي من الأشعة فوق البنفسجية “أ” و “ب”، كما لا يجوز إطلاقاً تعريض الأطفال الرُضع بشكلٍ مباشر لأشعة الشمس لأن الإصابة بضربات الشمس في هذه السن المبكرة ترفع لاحقاً مخاطر الإصابة بالسرطان.
أصحاب الجلد الفاتح مهددون بشكلٍ خاص، أصحاب الجلد الداكن وإن كانوا يملكون خلايا تحميم أكثر لكن قدرتهم على حماية أنفسهم تنتهي بعد ٥٠ أو ٦٠ عام، ونادراً ما يُصابون بسرطان الجلد لكنهم إذا أُصيبوا به فإنه يتسبب في الغالب في موتهم لأن اكتشاف الورم السرطاني يتم على الأرجح بشكلٍ متأخر.
اكتشاف سرطان الجلد يُعد سهلاً ويمكن رؤيته بالعين المُجردة، ولذلك يُنصح بفحص الجلد من قبل طبيب مختص بشكلٍ منتظم.
على أصحاب الجلد الداكن الانتباه إلى راحات أيديهم وأظافرهم وكعوب أقدامهم وإلى الأغشية المُخاطية لأنها المناطق التي لا تتوافر فيها خلايا حماية.
الورم السرطاني الخبيث المعروف بـ (سرطان الجلد الأسود) يُشبه إلى حدٍ ما الشامة والتي يُمكن أن تتطور إلى مرضٍ خطير. ومن العلامات المُحذرة ظهور ألوان مختلفة على الجلد بحدود غير واضحة ونمو غير مُتكافىء.
أكد “د. إيفرت شتوكفليت” أنه إذا حامت الشكوك حول سرطان الجلد الأسود فيتعين استئصال الورم وفحص الأنسجة بدقة، وبهذه الطريقة فقط نستطيع تحديد مدى عمق الورم والتأكد من أنه تم استئصال كل الخلايا المصابة.
سرطان الجلد الفاتح أو الأبيض هو الأكثر شيوعاً ورغم ذلك هو غير معروف مقارنةً بسرطان الجلد الأسود. يظهر مرض سرطان الجلد الفاتح بأشكالٍ مختلفة وينتشر دون انقطاع ويدمر العضلات والعظام إذا لم يُعالج. ويُعالج عن طريق تجميد الخلايا السرطانية بمادة النيتروجين ومن ثم القضاء عليها.
ويتعرض أصحاب الجلود الفاتحة لنوع من السرطان ينتشر على مساحات من الجلد خصوصاً في الأماكن التي تتعرض بشكل كبير ومباشر لأشعة الشمس. وهي خلايا سرطانية تظهر على الجلد مُبكراً ويُمكن علاجها بنوعٍ من الجل الذي تقوم مادته الأساسية (ديكلوفيناك Diclofenac) بتقوية جهاز المناعة للجسم وتضع حداً لنمو الورم. في حالة العلاج الضوئي يتم إخضاع المنطقة المُصابة خلال ٤ ساعات لمواد مؤثرة وبعد تسليط الضوء الخاص عليها تتكون مركبات الأكسجين المشعة التي تقتل الخلايا السرطانية، ويُسبب هذا العلاج ألماً وينبغي تكراره.
لكي نُقلص من حجم مخاطر سرطان الجلد إلى أدنى حد ممكن يجب اتباع بعض التعليمات: استخدام الكريم الواقي من أشعة الشمس في الصباح قبل حوالي نصف ساعة من التعرض للشمس، ارتداء النظارات الشمسية، تجنب التعرض لضوء الشمس المباشر ما بين الساعة الحادية عشر والخامسة عشر بعد الظهر، وباتباع ذلك يمكن تجنب ٧٥٪ من الأشعة المضرة.