وظيفة الكلية في جسم الإنسان
يقول اخصائي المسالك البولية الدكتور “ياسر جاسم محمد”: أن الكلية هي واحدة من أهم الاعضاء في جسم الإنسان، وهي المسؤولة عن ترشيح المواد السامة الذائبة في الدم، ومن ثم طرحها خارج الجسم، فهي تعمل كـ “فلتر” يحمي الجسم من العديد من الأمراض.
ذلك بالإضافة إلى دورها المهم في تنظيم كمية المياه في جسم الإنسان، وكذلك فهي مسؤولة عن توازن الأملاح، والاحماض الكيماوية، كما أن للكلية في جسم الإنسان دور مهم وأساسي في إفراز بعض الهرمونات المهمة التي تدخل في عملية تكوين كريات الدم الحمراء، وفي تكوين فيتامين د، كما وتشارك في تنظيم معدل ضغط الدم.
حصوات الكلى
يتكون الجهاز البولي من الكليتين، الحالب، المثانة البولية، مجرى البول، والغدد الأخرى، وبشكل عام فإن الحصوات غالباً ما تتكون داخل الكلية؛ نتيجة زيادة إفراز الأملاح في الكلية، وتتكون عن طريق تجمع البلورات مع بعضها البعض، والتي من ثم تتحول إلى مواد صلبة.
وتبدأ هذه الحصوات في التكوين وهي صغيرة جداً، وتزداد في الحجم تدريجياً، وقد تظل الحصوات داخل الكلية كما يحدث في أغلب الحالات، أو قد تتحرك من مكانها، وتتجه نحو الحالب، ومجرى البول، فتظهر أعراض مرضية شديدة.
أسباب الإصابة بحصوات الكلى
يؤكد الدكتور “جاسم” أن أسباب الإصابة بحصوات الكلى عديدة جداً، ولكن تكمن الأسباب الحقيقية في:
- العوامل الوراثية: فتاريخ العائلة المرضي له دور كبير جداً في الإصابة بالعديد من الأمراض، والتي من بينها حصوات الكلى، وقد تكون هذه العوامل الوراثية سبباً في عودة حصوات الكلى مرة أخرى بعد أن يتم علاجها.
- اتباع نمط غذائي غير صحي: فهناك بعض الأشخاص يعتمدون في نظامهم الغذائي على عنصر واحد من العناصر الغذائية، بدلاً من تناول طعام متوازن وصحي، وغالباً ما تتكون حصوات الكلى نتيجة زيادة تناول البروتينات خاصةً الحيوانية بكميات كبيرة، وكذلك تناول الأطعمة الغنية بملح الصوديوم بكثرة تُزيد من فرص الإصابة بحصوات الكلى، ذلك بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بعنصر الكالسيوم أيضاً، مثل الأجبان والألبان ومنتجاتها، فذلك يرفع مستوى الكالسيوم عن المعدل الطبيعي، مما يؤدي إلى الإصابة بحصوات الكالسيوم الكلوية.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية نباتية، فهم أكثر عرضة للإصابة بحصوات الأوكسالات الكلوية تحديداً، التي تتميز بطبيعتها الصلبة، لذلك فتحتاج طرق خاصة لعلاجها؛ ويرجع ذلك لوجود الأوكسالات بكثرة في الخضروات مثل البروكلي، وغيرها.
- عدم شرب الماء بكميات كافية يومياً؛ حيث أنه يجب الحرص على شرب كميّات من الماء بحيث تُلبّي وتكفي حاجة الجسم وتُحافظ على صفاء البول. ويُفضّل شرب لترَين يوميّاً من المياه، وتختلف الكمية التي يحتاج إليها الجسم من المياه تبعاً للنشاط البدني، وطبيعة الوظائف اليومية التي يقوم بها الشخص.
أبرز أعراض حصوات الكلى
معظم حالات حصوات الكلى تُسمى بالحصوات الصامتة؛ حيث تظل الحصوات داخل الكلية وتنمو بشكل تدريجي دون ظهور أعراض مرضية واضحة، لكن قد يؤدي زيادة حجم الحصوات، أو تحركها من مكانها إلى مكان آخر بداية ظهور الأعراض، والتي غالباً ما تتمثل في:
- الشعور بآلام شديدة.
- الشعور بحرقة أو آلام عند التبوّل.
- تحوّل لون وشكل البول: داكناً أو أحمر، أو ورديّ.
- الشعور بضرورة التبوّل باستمرار، والذهاب إلى الحمّام بشكل متكرّر.
- خروج كميّات قليلة من البول مقارنةً بعادة المريض الإخراجيّة.
- المعاناة من الغثيان والاستفراغ.
وغالباّ ما يتم تشخيص حصوات الكلى عن طريق المصادفة قبل ظهور الأعراض، أو عن طريق الأعراض المميزة لها، ويتم ذلك من خلال استخدام الطبيب لجهاز الأشعة “Ultrasound”، فيُعرف حجم، ومكان الحصوة، وكذلك بعمل فحص لبول المريض.
واقرأ هنا أيضًا عن
- حصى الكلى والمسالك البولية: الأسباب وعوامل الإصابة
- كافة المعلومات عن اختصاص جراحة الكلى والمسالك البولية
- عملية زراعة الكلى بالتفصيل
المضاعفات الصحية لحصوات الكلى
بلا شك يعتبر وجود الحصوات في الكلية سبباً رئيسياً في الإصابة بالعديد من الأمراض، والمشاكل الصحية الأخرى، والتي من بينها:
- انسداد الكلية، مما يؤدي إلى حدوث التهابات شديدة، وقشعريرة، وارتفاع ملحوظ في درجة حرارة الجسم.
- ارتفاع ضغط الدم: حيث أن وجود الحصوات في الكلية خاصةً بشكل مزمن، يؤدي إلى ضعف القدرة الوظيفية للكلية، فيؤدي ذلك بدوره إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- فقر الدم “الأنيميا”: فالكلية عضو مهم ورئيسي يدخل في تكوين كريات الدم الحمراء.
علاج حصوات الكلى
يؤكد الدكتور “ياسر” على أهمية أن يتم تناول الطعام الصحي والمتوازن أولاً حتى نتجنب حدوث حصوات الكلى، ويجب بشكل عام أن يتم الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالبروتين، أو الصوديوم، بكميات كبيرة ومتكررة، ذلك بالإضافة إلى أنه يُفضل تناول كميات كافية من الماء يومياً، حتى يكون البول صافي وله لون طبيعي، وهو اللون الاصفر الفاتح، ذلك بالإضافة إلى أهمية عمل فحص دوري متكرر للكلية خاصةً للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لحصوات الكلى.
ويختلف علاج الحصوات تبعاً لحجم ومكان الحصوات، فالأشخاص الذين يعانون من حصوات صغيرة الحجم (أقل من ٥ ملم)، فإنه عادة لا يتم التدخل العلاجي معهم، لكن يُنصحون بتغيير نمط حياتهم، وأسلوبهم الغذائي فقط، لكن إذا كانت حصوة الكلى صغيرة نوعاً ما، لكنها مؤلمة، وتسبب حدوث انسداد في الكلية، ومجرى البول، فإنه يتم إعطاء المريض أدوية معينة تخفف الألم، وتساهم في طرح الحصوات من الجسم بكميات بصورة طبيعية مع البول.