ما هي حساسية الحليب عند الأطفال؟ وما هي أعراضها؟
قالت “الدكتورة / فداء الغرابلي – أخصائية حديثي الولادة” أن حساسية الحليب عند الأطفال هي الحساسية من بروتين الحليب البقري وتصيب الأطفال في عمر أول سنة وتخف مع الوقت ومع كبر العمر بأعراض مختلفة.
تعتبر حساسية الحليب كبيرة نوعا ما وتمثل من 2إلى 3% من الرضع وتنخفض تلك النسبة إلى 1% بعد سنوات ويمكن أن تستمر حتى 6 سنوات أو ما قبل 6 سنوات.
تتنوع وتختلف دائما أعراض حساسية الحليب حيث يمكن للطفل أن يشعر بالحكة أو ظهور الحبوب أو الشعور بهبوط في الجهاز التنفسي أو الاختناق أو بعض الأعراض التي تأتي بعد 48ساعة بعد تناول الطفل للحليب مثل زيادة الأكزيما أو الارتجاع والإسهال والامساك وتأخر في النمو عند الطفل.
تأتي الحساسية من اللبن عند الاطفال دائما مصحوبة بالجلد مثل الأكزيما والأرتيكاريا وانسداد الجهاز التنفسي حيث يمكن أن يتعرض الطفل للاختناق كما يمكن أن يتعرض الجهاز الهضمي للطفل نتيجة حساسية الحليب للارتجاع وصعوبة البلع والإسهال والامساك والأنيميا الشديدة ونقص نمو الطفل.
وتابعت الدكتورة ” فداء الغرابلي “: هناك مجموعة من الأعراض المهمة الأخرى التي تبين وجود حساسية للطفل من الحليب مثل وجود دم في البراز أو عدم قابلية الطفل على الحليب كما أن هناك طرق وفحوصات أخرى يمكنها أن تشخص حساسية الحليب عند الأطفال.
تكمن الصعوبة في تشخيص حساسية الحليب في أنه ليس لها فحص معين بالرغم من وجود بعض الفحوصات مثل فحص دم وفحص جلدي التي لا تُجرى في كل الحالات وإنما فقط في الحالات الشديدة للحساسية لأنها تكون أعراضها تكون إيجابية فقط في الحساسية الشديدة، أما الحالات التي تكون فيها أعراض الأكزيما والارتجاع قد لا تكون في الغالب الحساسية إيجابية ونعتمد وقتها على الطريقة السريرية في تشخيص حساسية الحليب عن طريق إعطاء الحليب للطفل ومراقبة أعراضها بعد توقف تناول الطفل عن الحليب وهكذا.. ويسهل التشخيص عن طريق توقف إعطاء منتجات الحليب البقري للطفل أما المدة فهي تعتمد على العوارض الموجودة عند الطفل من الحساسية .
ما البديل لرضاعة في حالة توقف الحليب البقري؟
خلال الدراسات تم ملاحظة أن الأم التي تعطي الطفل رضاعة طبيعية من النادر جدا أن تحتاج إلى أن تنتهي عن منتجات الحليب البقري لأن كمية الحليب البقري التي تصل إلى الطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية تكون قليلة، لذلك فإن أفضل طريقة لرضاعة الطفل هي الرضاعة الطبيعية.
في حالة وجود مشكلة تمنع الرضاعة الطبيعية يمكن للطفل أن يتناول أنواع حليب أخرى مختلفة تعتمد على عمر الطفل حيث أنه إذا كان عمر الطفل أقل من 6 أشهر فإننا نلجأ إلى الحليب المكسر بشكل كامل والموجود في الأسواق ثم يتم اختبار تجاوب الطفل تجاهه، في حالة عدم استجابة الطفل لهذا النوع من اللبن فهناك لبن الأمينو أسيد الذي يكون مجزأ إلى حد الأحماض الأمينية كما يمكن إيقاف الحليب المصنع في أي وقت حسب العوارض التي تظهر على الطفل نتيجة الحساسية من نوع اللبن الذي يتناوله الطفل.
ما هو علاج حساسية الحليب عند الأطفال؟
لعلاج الطفل من حساسية الحليب يجب إيقاف منتجات الحليب لفترة معينة عن الطفل حسب العوارض التي تظهر على الطفل وعمل اختبار للطفل وفي حالة عدم استجابة الطفل لبن يتم إيقاف اللبن عنه من 6 أشهر إلى سنة.
يمكن كذلك علاج حساسية الحليب لدى الطفال حسب الأعراض وفي حالة كون الأعرض التي تظهر على الطفل مثل الاختناق وظهور الحَب لابد من إيقاف اللبن عنه من 3 إلى 6 أيام ، وفي حالة وجود دم في البراز يمكن ايقاف اللبن عن الطفل من أسبوع لأسبوعين أو من أسبوعين إلى 4 أسابيع في حالة ظهور أعراض مزمنة على الطفل من إسهال أو إمساك أو نقص في النمو.
وأردفت ” فداء الغرابلي “: بعد ايقاف اللبن عن الطفل نعود بإعطائه مرة أخرى كمية صغيرة تحت إشراف من الطبيب وفي حالة ظهور العَرَض مرة أخرى يتم إيقاف اللبن مرة أخرى عن الطفل تماما عن الطفل من 6 إلى 12 شهر في حالة ظهور أعراض مزمنة وشديدة والسابق ذكرها ويمكن إيقافه لمدة 3 أشهر في حالة وجود أعراض خفيفة على الطفل إلى جانب ضرورة إجراء فحص الدم أو فحص الجلد مرة أخرى لتشخيص حساسية الطفل من الحليب لمعرفة ما إذا كانت قد قلت الحساسية عنده أم لا حتى يمكن العودة إلى اللبن مرة أخرى عند التأكد من عدم تفاعل جسم الطفل معها.
تنجح معظم محاولات رجوع الحليب للأطفال مرة أخرى والذي نُصِر على عودته للطفل لأنه يعتبر أساسي في الرضاعة للطفل وله الأثر الأكبر في نموه، لذلك نحاول دائما رجوع الحليب للطفل بشتى الطرق حيث يتم انتهاء حساسية الحليب عند 90% من الأطفال بعد عمر 6 سنوات وبنسبة 75% عن 3 سنوات وحوالي 50% بعد سنة واحدة.
هل الوراثة لها دور في حساسية الحليب؟
تدخل الوراثة دائما في الحساسية بشكل عام لأنها تؤثر على الجهاز المناعي ولم يُكتشف بعد أسباب بيئية لحساسية الحليب ولكن في حالة وجود حساسية من الحليب عند طفل ما فإنها من السهل أن تنتقل إلى إخوانه.
وأخيرا، يُنصح للأمهات أن يتعاملوا مع حساسية الحليب على أنه شيء طبيعي وأن يقوموا بالرضاعة بشكل طبيعي وأن يتم اللجوء للطبيب في حالة الشك في وجود حساسية الحليب لدى الطفل