يصاب الأطفال حديثي الولادة بما يُعرف بالمغص الحاد مما يزيد من بكائهم وتعكر مزاجهم طوال الوقت.
أعراض المغص عند الأطفال الرضع وأسبابه
قالت “د. مها عبيدات” أخصائية طب الأطفال وحديثي الولادة. يعتبر مغص الأطفال أو آلام البطن من أكثر الأعراض التي نواجهها نحن أطباء الأطفال بالنسبة للأطفال في كل الفئات العمرية.
إلى جانب ذلك، يمكننا تقسيم وجع البطن أو المغص عند الأطفال حسب الفئة العمرية وأيضاً حسب الدرجة حيث هناك ألم البطن الحاد كما يوجد هنالك وجع البطن المزمن.
هناك بعض الأسباب التي يواجهها الأطفال والتي تؤدي إلى وجع البطن أو المغص والتي قد تشمل الكثير من الفئات العمرية ولعل من أكثرها شيوعاً هي التهابات الأمعاء كما يوجد أيضاً العديد من الأسباب الجدية والخطيرة والتي لابد من التدخل الطبي المباشر فيها وهي التهابات الزائدة الدودية وانسداد الأمعاء والتي تستدعي التدخل الجراحي الفوري.
كيف يمكننا تمييز بكاء الطفل نتيجة المغص وكيفية التعامل معه؟
إننا الآن بصدد الحديث عن مغص الأطفال الرضع وهو عادةً ما يكون في الثلاثة أشهر الأولى من عمر الطفل وعادةً ما يبدأ من بعد الأسبوع الثاني من العمر ويصل ذروته تقريباً على عمر 6 أسابيع ويختفي في نهاية الثلاثة شهور.
يجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من المغص لا يوجد له سبب عضوي واضح ولكن هناك محاذير يمكننا تعليمها لأهل لنخفف من حدة المغص عند الأطفال حديثي الولادة من أهمها خاصة للأم التي ترضع رضاعة طبيعية ألا تأكل مأكولات تتسبب لها في النفخة لأن هنالك علاقة غير مباشرة بين أكل الأم وبين مغص الطفل كما أن هناك بعض المواد الخفيفة التي يمكن أن تنتقل عبر حليبها للطفل الرضيع وتتسبب في مغص هذا الطفل.
إلى جانب ذلك، يُنصح للأم المرضعة ضرورة تشجشي الطفل الرضيع بعد كل رضاعة حتى تخرج من الغازات كما يجب علينا عمل مساج لبطن الطفل من السرة مع عقارب الساعة في حركة دائرية من الداخل إلى الخارج مع لنخفف من الغازات ومحاولة مساعدة الطفل في عملية الإخراج بطريقة سهلة وبسيطة.
أما عن التوصيات العالمية فيُمنع ألا ينام الطفل على بطنه لأننا نخشى من الموت المفاجئ وهذا مرتبط بشكل مباشر بنوم الطفل على بطنه، بالتالي نوم الطفل بدون وجود شخص بالغ بجواره يُعد ممنوعاً.
هل يمكن لمغص الطفل الرضيع التسبب في مشاكل صحية أخرى؟
في خلال الثلاثة أشهر الأولى من عمر الطفل يمكننا ملاحظة البكاء المستمر وليس شرطاً أن يكون الطفل حينها يعاني من المغص وإنما يمكن أن يعاني الطفل الرضيع من مشاكل طبية أخطر لابد لنا من اتخاذ إجراء طبي عاجل بشأنها ومن أهمها إذا كان هذا البكاء المستمر مصاحب للنفخة وإمساك واستفراغ متكرر بعد كل رضعة وليس الاستفراغ البسيط.
وتابعت أخصائية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة “مها عبيدات” من المؤشرات التي تدلنا كذلك على أن الطفل الرضيع يعاني من مشكلة صحية غير المغص هو عدم نشاط الطفل والتعرض للخمول بجانب ظهور دم على الإخراج الذي يستدعي ضرورة التدخل الطبي العاجل.
المأكولات التي يُنصح بها للتخفيف من المغص
بالنسبة لي كطبيبة فلا يوجد لديَّ مشكلة نهائياً من شرب اليانسون والكمون لحل مشكلة المغص ولكن لابد من تناولهم بشكل منتظم وبعد ستة أشهر من عمر الطفل وليس قبل هذه الفترة لأن التوصيات العالمية تشير إلى أنه لا يُفضل أن يدخل معدة الطفل في أول ستة أشهر له من العمر سوى الحليب بينما يمكن للطفل تناول أدوية طبية في الحالات المستعصية والحرجة.
أما بالنسبة للأعمار الكبيرة فيمكنها أخذ الأعشاب مثل اليانسون والميرامية والكمون الذي يمكن أن يخفف من النفخة عند الأطفال كما أن
الإمساك يعتبر من الأسباب الشائعة للأطفال بعد عمر السنة والذي يمكن أن يكون سبباً في مغغص الطفل ويجب حينها التركيز على المأكولات الغنية بالألياف مثل الفواكه والقمح والشوفان والخضروات بشكل عام والفواكه المجففة والعصائر خاصة العصائر الطبيعية بجانب ضرورة شرب الماء بدرجة كبيرة للتخفيف من مشكلة الإمساك عند الطفل.
وأخيراً، يُنصح دوماً للأهل التمييز بين وجع البطن عند الطفل الذي يمكن أن يكون خفيف وعارض وبين وجع البطن الذي يمكن أن يكون خطير ويتسبب في مشكلة صحية للطفل، لذلك إذا كان ألم الطفل شديد لدرجة أن يوقظه من نومه فلابد للأم أن تنتبه إلى هذه الأعراض الخطيرة التي قد تظهر على شكل طفح جلدي أو التهاب المفاصل أو ارتفاع في درجة الحرارة.