ما هي الحمى النزيفية؟
الحمى النزيفية هي حمى فيروسية مُعدية، وسببها سلسة من الفيروسات تصل أحيانًا إلى خمسة سلاسل. ويعتبر مرض الحمى النزيفية من الأمراض المستوطنة في دول الشرق الأوسط ومن ضمنها دولة العراق، حيث تظهر كل فترة حالات مختلفة العدد للإصابة بالحمى النزيفية.
وعادةً ما يؤثر الفيروس المسئول عن الحمى في قدرة الدم على التخثر مما يؤدي إلى حدوث النزيف عبر تدمير الأوعية الدموية الدقيقة، وأحيانًا يؤدي إلى إستنفاذ مواد التخثر في الدم وهي الحالة المعروفة طبيًا باسم DIC بما يجعل الأوعية الدموية أكثر عُرضة للنزيف.
لا ترتبط عدوى الحمى النزيفية بفئة عمرية بعينها، إلا أن خطورتها تتضاعف مع الأطفال وكبار السن، نظرًا لضعف مناعتهم الجسدية مقارنةً بباقي الفئات العمرية.
ما هي أبرز الأعراض الصحية للحمى النزيفية؟
أشار “د. حسين” إلى أنه تتشابه الأعراض الأولية للحمى النزيفية عادةً مع أعراض مرض الإنفلونزا، حيث تظهر أعراض:
• إرتفاع درجة حرارة الجسم.
• آلام بالمفاصل والعظام.
• آلام في البطن.
• الغثيان.
• التقيؤ.
• الإسهال.
• مع بعض الحالات تظهر أعراض حساسية العين.
وتتطور الحالة المرضية في خلال أربعة أيام لا أكثر، وبعد تطور الحالة المرضية تبدأ ظهور أعراض النزيف، والتي قد تبدأ على شكل طفح جلدي يشبه النمش (نقاط حمراء صغيرة)، وقد تظهر على شكل بقع كبيرة زرقاء اللون مثل الكدمات، ويصاحب هذه الأعراض حدوث نزيف من فتحات الجسم كالأنف والعين.
كيف ينتقل الفيروس إلى الإنسان؟
يعيش الفيروس ويتكاثر في الحيوانات مثل الماعز والأبقار، ثم ينتقل إلى الإنسان إما عن طريق الحشرات التي تعيش على جلد هذه الحيوانات ثم تنقلها للإنسان بالقَرص، وإما أن ينتقل إلى اإنسان من خلال الإحتكاك المباشر بالحيوان وسوائله ودماءه.
وطريقة إنتقال الفيروس إلى الإنسان تلعب دورًا في تحديد فترة حضانة الفيروس في جسم الإنسان، فإنتقاله عبر قَرص الحشرات ستحدد فترة حضانة الفيروس من يوم إلى ثلاثة أيام وقد تمتد إلى تسعة أيام، أما إنتقاله عبر التلامس مع الحيوانات وسوائلها سيزيد من طول الفترة الزمنية لحضانة الفيروس فتصل إلى فترة تتراوح من خمسة إلى ستة أيام وقد تصل إلى ثلاثة عشر يومًا.
ويمكن أن تنتقل العدوى من الإنسان إلى الإنسان عبر نفس الطريقة الخاصة بملامسة السوائل الخارجة من الجسم والإفرازات والدماء.
إذا كانت الأعراض متشابهة مع أمراض أخرى عادية كيف للمريض أن يُشخص حالته مبكرًا؟
أوضح “د. حسين” أنه لاشك في وجود صعوبة في تشخيص الحمى النزيفية تبعًا لتشابه أعراضها الأولية مع أمراض أخرى عديدة، وكذلك قد تُصاب الحيوانات والماشية ولا تظهر عليها أعراض تُمكن صاحبها من التعرف على إصابتها وبالتالي وقاية نفسه منها.
ولكن من الناحية الصحية والطبية ننصح دائمًا من تفرض عليهم طبيعة عملهم التعامل مع اللحوم كالجزارين أو تربية المواشي ورعايتها بضرورة التوجه فورًا إلى الطبيب المتخصص لإجراء الفحوصات اللازمة فور ظهور الأعراض البسيطة الأولية وعدم الإستهانة بها، نظرًا لزيادة فرص إصابتهم بالحمى بحكم تعاملهم المباشر مع الماشية.
ما هي الإجراءات التي وضعتها وزارة الصحة العراقية لتفادي إنتشار العدوى؟
وضعت وزارة الصحة العراقية خطة كاملة للسيطرة على المرض ومنع إنتشار العدوى، وشكلت لجنة عليا للحمى النزيفية منوط بها توفير الخدمات والأدوات والعلاجات الطبية للمرض وخصوصًا توفير مناطق العزل للحالات المصابة وتجهيزها بكافة الأدوات والمعدات اللازمة.
كذلك توفير مكونات الدم للمصابين حيث أن النزيف المتكرر يجعل المرضى في حاجة إلى البلازما والصفائح الدموية، أضِف إلى ذلك توفير مضادات الفيروس الدوائية (ريبافيرين) والذي يستخدم كجرعات وقائية وعلاجية أيضًا.
بالإضافة إلى ما سبق تقوم الوزارة بتنفيذ حملات توعوية وتثقيفية وتوزيع نشرات تعريفية عن الحمى النزيفية وطرق الوقاية منها، وتفاعل المواطنين مع هذه الحملات جدًا رائع وكبير.
ما هي طرق الوقاية من الحمى النزيفية؟
أردف د/ حسين قائلًا: تعمل طرق الوقاية على محورين أساسيين هما:
العاملين في تربية الماشية، وهؤلاء عليهم إتباع بعض الإشتراطات الصحية أثناء التعامل مع الحيوان للوقاية من إنتقال الفيروس إليهم مثل:
• لبس القفازات.
• لبس الكمامات.
• تكرار رش حظائر الماشية بالمواد المعقمة.
• الإبلاغ الفوري حال ظهور أية حالة مرضية أثناء العمل.
المواطنين العاديين (ربات البيوت تحديدًا)، يفضل لهم:
• شراء اللحوم من المصادر الموثوقة التي تمتلك مجازر صحية منظمة وخاضة للإشراف والفحص البيطري، وتجنب شراء اللحوم من المصادر مجهولة أماكن الذبح أو تلك التي تقوم بالذبح بصورة عشوائية في الشوارع والبيوت.
• طهي اللحوم جيدًا.
• تخصيص أدوات تقطيع وطهي خاصة باللحوم وعدم إستعمالها عند التعامل مع الأصناف الغذائية الأخرى.
كم تستغرق فترة علاج الحمى النزيفية؟
كما سبق وأن أشرنا تأخذ الأعراض الأولية فترة أربعة أيام ثم تبدأ أعراض النزيف في الظهور، والناجين من الحمى بعدم الوفاة سيبدأون في التعافي منذ اليوم العاشر من بداية العزل والعلاج، أما الشفاء التام من الحمى النزيفية قد يستغرق مدة تتجاوز الشهر ونصف.