يعتبر مرض الجلوكوما أو ارتفاع ضغط العين من الأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى تلف العين لأنه يمكن أن يتسبب في عمى المريض في نهاية المطاف. ( قد لا تُعرف أعراض الجلوكوما )، وتكمن خطورة هذا المرض في أن المريض قد لا يعاني فيه من أية أعراض واضحة عند الإصابة به بينما على الجانب الآخر هناك بعض الأعراض التي تستدعي منا سرعة التوجه إلى طبيب العيون لسرعة تشخيص وعلاج هذا المرض لتجنب تبعاته الخطيرة التي قد تصل للعمى الدائم كما سبق الذكر.
ما هو مرض الجلوكوما وما سبب تسميته بالمياه الزرقاء
يقول الدكتور إياد عبد العزيز الرياحي “استشاري طب وجراحة العيون ومدير مركز العيون الدولي في الأردن”، تُعد كلمة الجلوكوما كلمة إغريقية من آلاف السنين والتي تعني الشلالات الزرقاء ويُنسب هذا المرض إلى الشخص الذي يعاني من ارتفاع ضغط العين لأن المريض قد يرى اللون الأزرق حول مصدر الضوء.
بالإضافة إلى ذلك، حتى يمكننا رؤية العين في صورتها الطبيعية الكروية فمن الطبيعي أن نحافظ على ضغط طبيعي في العين بجانب أن الضغط الطبيعي للعين يحافظ على الدورة الدموية داخل العين ولكن هناك مكان لإفراز السائل المائي المسئول عن توازن ضغط العين وهناك مكان لتصريف الزيادة الموجودة في كمية السائل المائي الذي يُفرز من العين، لذلك فإن هناك توازن بين ما يُصرف من العين أو ما يُفرز منها كما أن أي خلل في هذا التوزان يؤدي إلى ارتفاع في ضغط العين مع مراعاة أن ضغط العين الغير طبيعي هو فوق 22 بينما ضغط العين الطبيعي بين 10 إلى 22 زئبقي وهذا ما نحن بحاجة إليه جميعاً مثلما نكون بحاجة إلى ضغط الدم الطبيعي كما أن ارتفاع ضغط العين يؤدي إلى الضغط على العصب البصري ويؤدي إلى ضعف في الدورة الدموية للعصب البصري ونقص في الأكسجين مما يزيد من نسبة تلف العصب البصري وهو المسئول عن توصيل التيار الكهرومغناطيسي والصورة إلى الدماغ بجانب تحليل تلك الصورة في الدماغ، لذلك فإن ارتفاع ضغط العين يؤدي تدريجياً إلى ضعف الساحة البصرية بالأطراف كما يمكن أن يؤدي إلى العمى الدائم لا قدر الله – على حد قول الطبيب.
ما هي أعراض الجلوكوما وما هي طرق تشخيصه
على حسب أنواع ضغط العين يمكن أن نقوم بتصنيف أعراض الجلوكوما والتي تبدأ بارتفاع ضغط العين الخلقي المصاحب للطفل المولود خلال أول مراحل العمر من السنة الأولى إلى السنة الثالثة وهذا يعتبر من أنواع ضغط العين المتابع للتشوه الخلقي في الأجزاء الأمامية للعين أي مكان تصريف سائل العين وهذا النوع يمكن ملاحظته على أعين الطفل حيث يمكنهم ملاحظة أن حدقة العين أو سواد العين أكبر من بياضها وتبدوا قرنية العين في هذا النوع على الازرقاق ويتم علاج العين في هذا النوع عن طريق الجراحة عن طريق تصريف لماء العين مباشرةً لإنقاذ العصب البصري خوفاً من أن يصاب الطفل بالعمى الدائم.
تابع ” الرياحي “: أما عن النوع الآخر فهو في الأجزاء الأمامية في التصريف وهو زاوية العين المفتوحة والتي تُسمى باللص السارق لأن ضغط العين في هذه الحالة يرتفع من 22 حتى 30 زئبقي ولا يشكوا المريض من أي مشكلة في النظر ولا أية آلام في بداية المرض ولكن يتم اكتشافه بالصدفة عن طريق ملاحظة وجود تراجع في الساحة البصرية المصاحبة لتلف العصب البصري لأن الجلوكوما تصيب أطراف الساحة البصرية عتامة حتى تصل إلى مرحلة tunnel vision أو الرؤية المركزية.
أما النوع الثالث فهو الزاوية المغلقة والتي يسهل تشخيصها لأن المريض الذي يعاني من ارتفاع في ضغط العين المفاجئ يبدأ بآلام حادة حول العينين ويفقد النظر المباشر ويرى ألوان قوس القزح حول الضوء بجانب إمكانية تعرضه للتقيؤ ويقوم بمراجعة طبيب العيون الذي بدوره يقوم بتشخيص حالته المرضية بوجود توسع في حلقة العين أو تجمع سوائل في العين.
يتم علاج هذا النوع من ارتفاع ضغط العين عن طريق argon laser أو slt laser بحيث يتم توسيع قنوات التصريف ثم يمكننا استكمال علاج هذا النوع بعملية جراحية في حالة فشل نوعي laser السابق ذكرهما في العلاج كما يتم استخدام القطرات قبل أي علاج آخر لضغط العين.
هل هناك أعمار معينة للإصابة بمرض الجلوكوما
يمكننا القول أن الجلوكوما الخلقية تصيب الأطفال بينما جلوكوما الزاوية المفتوحة تصيب الأشخاص فوق عمر الأربعين خاصة المصابون بطول النظر الحاد أو قصر النظر الحاد والأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالجلوكوما الذين يستوجب عليهم إجراء بعض الفحوصات لتشخيص ارتفاع ضغط العين بواسطة جهاز تخطيط الساحة البصرية.
وأخيراً، هناك بعض الأخرى الثانوية لارتفاع ضغط العين الغير مرتبطة بعمر معين والتي يمكن أن تصيب الأعمار الصغيرة كالأعمار المصابة بالرمد الربيعي أو الحساسية المزمنة والذين يستخدمون قطرات الكورتيزون لفترات طويلة والتي تؤدي إلى ارتفاع في ضغط العين وتلف في العصب البصري بينما الأعمار الأخرى يمكن أن تؤدي لديهم التهابات قزحية العين إلى التئام أو التحام أو تليفات في حدقة العين مع عدسة العين تؤدي إلى تجمع السائل المائي وارتفاع في ضغط العين، كما أن المصابين بمرض السكري يمكنهم الإصابة بمرض الجلوكوما الثانوي بسبب نمو أوعية دموية غير طبيعي تؤدي إلى انسداد زاوية العين ومكان تصريف السائل في العين.