يعتبر التهاب المرارة من المشكلات الشائعة التي يشعر بها الشخص فجأة، وهي تصيب النساء أكثر من الرجال، ويمكن أن يؤدي التهاب المرارة إلى مضاعفات خطيرة في حال عدم علاجه.
من أسباب التهاب المرارة تناول الأكل الدهني وفقدان الوزن بشكل مفاجئ أو بصورة غير منتظمة، لذلك يجب الحفاظ على نسب معتدلة من الكوليسترول في الدم بجانب تجنب فقدان الوزن المفاجئ حتى نتفادى الأعراض الخطيرة لالتهاب المرارة.
وظيفة المرارة وأعراض التهاب المرارة
ذكر الدكتور هيثم سوالمة ” استشاري الجراحة العامة ” أن وظيفة المرارة هي تخزين العصارة الصفراء الضرورية لهضم الدهنيات في الجهاز الهضمي.
أما عن أكثر الأمراض شيوعاً والتي تؤدي إلى التهاب المرارة فهي تكوُّن وتشكل للحصوات داخل المرارة مما يؤدي إلى التهاباتها في المستقبل.
تعتبر وظيفة المرارة هي تخزين العصارة التي تُنتَج في الكبد ومن ثم إفرازها عند الضرورة في الهضم أثناء هضم الدهنيات. تأتي حصوات المرارة مختلفة ومتنوعة في الشكل والحجم والأسباب، وقد تكون بحجم حبات الرمل أو أكبر من ذلك، وحسب الإحصائيات، يعاني أكثر من ٢٠٪ من الأشخاص حول العالم من حصوات المرارة ولكنها لا تعطي أعراضاً، ويمكن كشفها أثناء فحص سونار للبطن.
من الأعراض الشائعة لالتهاب المرارة:
- شعور المريض بآلام شديدة ومفاجئة بعد تناول بعض أنواع الطعام كالدهنيات وعندما تكون كمية الطعام كبيرة، ويأتي ما يقرب من ٦٠٪ من المرضى بآلام في رأس المعدة وأعلى البطن، و ٣٠ إلى ٣٥٪ في المنطقة العليا واليمنى من البطن.
- الشعور بآلام في الظهر والكتف الأيمن.
هل تتشابه أعراض التهاب المرارة مع أعراض أمراض أخرى؟
تتشابه أعراض التهاب المرارة سالفة الذكر مع أعراض بعض الأمراض الأخرى مثل التهاب بعض الأمراض الرئوية، التهاب المعدة، والتهاب المريء، وإذا كانت الآلام في رأس المعدة وخاصةً عند كبار السن يجب أن نستثني أي شيء متعلق بالقلب.
مضيفاً: هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى تكوُّن هذه الحصوات، وهناك بعض أنواع من تلك الحصوات من بينها:
- الحصوات الكوليسترولية بسبب ارتفاع الكوليسترول في الدم.
- الحصوات الصبغية، وعادةً تأتي هذه الحصوات للأشخاص الذين يشكون من بعض أمراض الدم كفقر الدم التكسري.
- الحصوات المختلطة بين الكوليسترول وأملاح الكالسيوم.
لتفادي التعرض لهذه الحصوات في المستقبل يجب:
- تفادي الوزن الزائد.
- ضبط معدلات الكوليسترول في الدم.
- عدم فقدان الوزن الغير منظم أو فقدان الوزن السريع خاصةً عند الأشخاص الذين يقومون بإجراء عمليات للسُّمنة.
بالنسبة لمخاطر تلك الحصوات فيمكنها التسبب في:
- التهابات مستقبلية مثل التهاب المرارة.
- تشكل قيح في المرارة نفسها.
- انفجار المرارة.
- التهاب البنكرياس.
- تسمم في الدم.
كيف يؤثر استئصال المرارة سلباً على الجسم؟
إن الأصل في جميع أعضاء الجسم هو الحفاظ عليها صحيحة كما هي لأن كافة أعضاء الجسم تقوم بوظيفة مسخرة لها من الله عز وجل.
بالنسبة للمرارة بشكل خاص، فإن هذا العضو اذا اشتكى من شيء فإن وظيفته ستتسبب في مشاكل جدية للمريض ومن الصعب أن ترجع المرارة لوظيفتها الطبيعية كما كانت عليه من قبل، وستتسبب في بعض الآلام التي تستدعي دخول المريض للمستشفى بسبب وجود هذه الأعراض التي تأتيه فجأة وفي أي وقت.
في حال التهاب المرارة يُفضل دائماً وأبداً استئصالها، وإذا تعرض الشخص لمغص مراري مرتين نتيجة وجود حصوات في المرارة فيُفضل استئصال المرارة على الفور حتى إذا كانت تلك الحصوات صغيرة لأنها يمكن أن تنزل للقنوات المرارية وتتسبب في التهاب البنكرياس والقنوات المرارية وخراجات في الكبد، وهي من المضاعفات الجدية، وفي حال كانت الحصوات كبيرة داخل المرارة أي أكبر من ١ سم، فمن الممكن مستقبلاً أن تؤدي إلى أورام المرارة.
بالنسبة لاستئصال المرارة فهي عملية تتم الآن عن طريق المنظار الجراحي، وأنصح المرضى دائماً لتفادي مضاعفات استئصال المرارة التقليل من الوجبات الدهنية والدسمة خلال أول شهر من بعد استئصال المرارة حتى يعتاد الجسم على عدم وجود هذه الحويصلة، ولكن على الرغم من ذلك قد يعاني ١٠٪ تقريباً ممن قاموا باستئصال المرارة من متلازمة ما بعد استئصال المرارة وهو مرض وظيفي يمكن علاجه يأتي بسبب العصارة الصفراء التي تصعد للمعدة وتتسبب في بعض الآلام أو ترجع للقولون والمعدة وتتسبب في الإسهالات، ومن ثم يبقى العلاج الآمن لالتهاب المرارة هو استئصالها من أجل تفادي مشاكلها المستقبلية، لذلك يُفضل إجراء عملية الاستئصال في بداية اكتشاف الالتهاب أي في أول ٧٢ ساعة من اكتشاف هذا الالتهاب.
هل يسبب استئصال المرارة نقصان الوزن الدائم؟
لا يوجد علاقة بين استئصال المرارة ونقصان الوزن الدائم، ولكن يمكن للمريض الذي يعاني من هذا العَرَض أن يكون قد قام باتباع دايت قاسي نوعاً ما بعد استئصال المرارة.
فيما يخص الأطعمة التي تزيد من التهاب المرارة فيمكننا القول أن هناك بعض الأطعمة التي تزيد من تكوُّن حصوات المرارة وهي الأطعمة الدهنية بشكل عام وارتفاع الكوليسترول في الدم، ومن ثم يجب المحافظة على معدلات الكوليسترول بصفة دائمة.
أما بالنسبة للأطعمة التي تقلل من تكوُّن هذه الحصوات فهي:
- السوائل والماء.
- الخضروات والفواكه.
تابع ” سوالمة “: بلا شك فإن الحميات القاسية والغير منتظمة تتسبب في تكوُّن حصوات المرارة وهذا ما لاحظناه على المرضى الذين يفقدون الوزن بشكل كبير ومفاجئ مما يؤدي بهم إلى التهاب مستقبلي في المرارة.
من أعراض التهاب المرارة هي الشعور بألم بعد الأكل بشكل خاص في أعلى البطن أو رأس المعدة، أو في الناحية اليُمنى، كما أن هذا الألم قد ينتقل إلى الكتف وأعلى الظهر، ويمكن أن يرافق هذا الألم الشعور بالغثيان أو الاستفراغ إذا كان المريض يعاني من مغص مراري.
في حال كان المريض يعاني من التهاب المرارة فيمكن أن يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة، وعند شعور المريض بألم مستمر في الجسم دون استجابته للأدوية المسكنة فيُفضل مراجعة الطبيب من أجل الفحص ووضع التشخيص والعلاج المناسب.
وختاماً، يمكن لبعض الأدوية الهرمونية أن تتسبب في ظهور التهاب المرارة خاصةً الأدوية التي تُعطَى للنساء من أجل تنظيم الدورة و منع الحمل عند لأنها تتسبب في تشكل الحصوات الصبغية التي تظهر في القنوات المرارية بدرجة أكبر من المرارة، ومن ثم تزيد خطورتها بشكل أكبر من وجودها في المرارة نفسها.