المناطق التي تصلح للسياحة وتستحق أن ينتقل الإنسان من بلده خصيصا من أجل السير بين جنباتها وبين معالمها لا تعد ولا تحصى، فعالمنا ملئي بما يستحق التأمل ويستوجب الإقرار بعظمة الخالق، فالسياحة ليست محض متعة فقط بل هي تفكر في خلق الله، وسعي لاستنباط الآيات الكونية التي تنطق بها تفاصيل الكون، والانتقال بين الأماكن والتجول بين الثقافات والمعالم والدنى، سر من أسرار المتعة وثراء الفكر والمشاعر، ولكن لأن هناك تفاوت وتفاضل بين كل الأشياء، فهناك تفاوت وتفاضل كذلك بين الأماكن الأكثر إثارة وغرابة وبالتالي أكثر متعة،
وفي هذا المقال سنسلط الضوء على طائفة من الأماكن التي تتميز بغرابتها الشديدة، والتي لا يعرفها الكثير من السياح ومن أهمها ما يلي:
جزيرة أوشيميلكو – المكسيك
هي جزيرة صغيرة توجد في المكسيك، وتعرف باسم “جزيرة العرائس” تتميز بروعتها ووجود عدد من البحيرات والقنوات العجيبة بها، ولكن ليس هذا فحسب سر غرابتها أو إقبال السياح عليها وإنما السر الحقيقي وراء ذلك هو القصص والحكايات التي تنسب إلي أركانها والتي تزيدها غموضا وإثارة، حيث يقال أن رجلا قد أخذ عروسه في رحلة هناك ولكنها ماتت غرقا في مياه الجزيرة فحزن جدا عليها وقرر أن يعتزل العالم ويبقى وحيدا في الجزيرة ليأنس بمحبوبته، فبقي فيها وأمضى كل وقته في صناعة العرائس وتعليقها في كل مكان بالجزيرة، حتى لحق بها ومات غريقا أيضا، في حن تقول رواية أخرى أن أحدهم اصطحب طفلته الصغيرة في رحلة وغرقت في النهر، فمكث عمره في الجزيرة وحيدا يجمع الدمى والعرائس ويعلقها في الجزيرة حتى مات.
وأيا كانت الرواية فهي تعكس حالة فريدة من فلسفة الوفاء وتخليد الأحداث والتاريخ بطريقة عجيبة لا تخطر ببال أحد، وقد أضحت تلك العرائس التي تفتقر إلى الجمال تثير فضول السياح وشغفهم بمعرفة ما ورائها.
مدينة الأقزام ليليبوت – الصّين
هي مدينة طالما قرأنا عنها في عالم الخيال، ولم يكن أحد يتوقع أن تصبح ذات يوم حقيقة، ولكنها بالفعل كانت، فقد قرر الأقزام أن يقيموا لأنفسهم مملكة خاصة بمثابة عالم مستقل، فأنشأوا مدينتهم في مقاطعة يوننان بالصين.
وهذه المدينة عبارة عن مملكة لا يزيد طول سكانها عن 130 سم، يحكم تلك المملكة قزم صغير، وتتمتع المدينة بتصميمها الفريد الذي يناسب الأقزام، وهي تحتوي على مرافق متكاملة وبنية تحتية قوية جدا، ففيها العديد من مراكز التسوق وأماكن الترفيه وغيرها من الأماكن الحيوية.
مدينة ديرينكويو – تركيا
ديرينكويو في تركيا أو مدينة الجن كما يطلق عليها مكتشفوها، هي عبارة عن مدينة متكاملة وجدت قدرا أثناء القيام ببناء أحد البيوت بتركيا، تم اكتشافها عام 1963م ، وهي تتألف من عدة طبقات حيث يبلغ عمقها 85 متر تحت الأرض، ويقال أن تاريخ بنائها يعود إلى 1400 عام ميلادي، يوجد بالمدينة آبار ومدرسة ومخازن للغذاء وغيرها.
ونظرا لروعة بناء المدينة وصلابته تأصل لدى سكانها اعتقاد بأن هذه المدينة قد بناها الجن وأنهم غادروها وسيعودون إليها ذات يوم، وقد انتقل نفس الاعتقاد إلى مكتشفي المدينة فأطلقوا عليها اسم مدينة الجن.