فيروس كورونا الذي يشغل بال العالم يخيف الأهالي وبالأخص الذين لديهم أطفال صغار، فبين المدرسة وأماكن اللعب والاختلاط مع الكثير من رفاقهم تكبر دائرة خطر التقاط العدوى، وبالذات لعدم وجود سيطرة على هذا السن الصغير الذي لا يفهم كيف يستخدم التعقيم والكمامات مثلًا.
ومن أهم الخطوات التي يجب اتباعها للوقاية من فيروس كورونا غسل اليدين بشكل دوري، واستخدام المرفق لفتح الباب، واستخدام المطهرات الكحولية، واستخدام المناديل الورقية بدلًا من وضع اليد على الوجه.
أما بالنسبة للأطفال حديثي الولادة فليس عليهم أي قلق من الإصابة بهذا الفيروس وذلك بسبب مناعتهم الداخلية التي اكتسبوها من والدتهم.
هل تنتقل عدوى الكورونا للأطفال بنسبة كبيرة؟
يقول الدكتور “كيفين حافظ” استشاري طب العائلة أن فيروس كورونا أصبح وكأنه يتربع على عرش العالم، ولكن على الرغم من هذا وعلى الرغم من زيادة حالات الكورونا اليومية عند الكبار، لا زلنا نراها بقلة قليلة عند الصغار، لا نعرف السبب، ربما يكون ذلك بسبب مناعتهم الداخلية الذاتية، أو ربما قد تكون أنهم أصلًا لا يعانون من الأمراض، فهم صحيحي البدن مقارنة بالكبار.
وعلى سبيل المثال أشارت الدراسات والأبحاث السابقة عندما ظهر سارس في عام ٢٠٠٣ أنه قد أصاب الكبار وحدثت وفيات كثيرة، ولم تحدث حالة واحدة عند الصغار، كذلك الأمر إذا قارنته بالإنفلونزا الموسمية، فعلى سبيل المثال في العام الماضي ٢٠١٩ توفي ما يُقارب ١٠٠ طفل في الولايات المتحدة وحدها من الإنفلونزا الموسمية، فالإنفلونزا الموسمية تؤثر في الأطفال بقلة قليلة مقارنة بالكبار، فنسبة الوفيات عند الأطفال من الإنفلونزا الموسمية لا تتعدى اثنان من الألف، أما في الكبار فتصل إلى اثنان من المائة، لهذا أقول أننا مازلنا نرى أعداد قليلة جدًا عند الأطفال مقارنة بالكبار.
وقد أثبتت الدراسات الصينية أن حالة واحدة من الكورونا إن دخلت ستؤدي إلى إصابة ٤ حالات، وهذه الحالات ستؤدي إلى إصابة ١٦ حالة، وهكذا بين ليلة وضحاها ربما قد تتوالد الأعداد وتتزايد، لذا أقول دعونا نتدخل في هذا الأمر، نحن كأطباء موجودون ووزارة الصحة لن تتوالى عن تقديم المساعدات لكم، ولكن اطلبوها من المختصين، وأطلب من هؤلاء الإخوة والسادة المدراء أن يُدخلوا في المناهج مبادئ الصحة الوقائية، تحدثوا عنها ولو لمدة ثلاث دقائق في الاجتماع الصباحي.
وأوضح الدكتور كيفين” أنه يجب البدء من البيت ومن المدرسة، لأن الطفل يقضي وقت طويل في المدرسة، لهذا أنا أتوجه بكل احترام إلى مدراء المدارس، فإذا نظرنا إلى الأمس كان هناك قمل الرأس، وقبله كانت هناك التسممات الغذائية، فكل هذه الأمراض هي أمراض وقائية نستطيع القضاء عليها بأساليب بسيطة ولكن دورية.
خطوات بسيطة للوقاية يجب أن نعلمها لأبنائنا:
- يجب غسل اليدين الدوري والمتواصل والمتواتر بالماء والصابون لمدة لا تقل عن ٢٠ ثانية.
- استخدام المناديل بدلًا من وضع اليد على الوجه، ثم رميها بسلة القمامة.
- استخدام المرفق في فتح الباب.
- استخدام المطهرات الكحولية.
كيف يمكن تقوية المناعة لدى الأطفال؟
- أولًا: بسبب أننا لا زلنا في فصل الشتاء نسبيًا فأنا أحث على إعطاء كل طفل لقاح الإنفلونزا الموسمي، فهناك الآن كورونا ولازالت هناك إنفلونزا الموسمية، فإذا ما أصيب الطفل بالإنفلونزا الموسمية فبالتالي ستكون مناعته قليلة، لذلك أنصح بتنشيط هذه المناعة بلقاح الإنفلونزا الموسمية لعله لا يُصاب بها.
- ثانيًا: إذا كان الطفل أصلًا يعاني مثلًا من التهابات الربو المزمنة في الصدر فهؤلاء أنصحهم بفيتامين سي بالإضافة إلى هذا اللقاح، كذلك الأطفال الذين يكثر عندهم الإصابة بالكحة، السعال والعطاس من أي مرض كان، أنصحهم بالبدء في أخذ الجرعة الأكبر من فيتامين سي، وخصوصًا بين شهر سبتمبر ويناير.
- ثالثًا: أنصح بالابتعاد عن السكريات لأنه من المعروف أنها تقلل المناعة، ونحن الآن في أشد الحاجة لتنشيط المناعة ووجود مناعة ذاتية قوية تقضي على الأمراض.
هل الأطفال حديثي الولادة عرضة للعدوى؟
أبدًا، الأطفال حديثي الولادة ليسوا معرضون للعدوى، على العكس فهم يحملون الكثير من المناعة التي اكتسبوها من أمهم، لذا أنصح الوالدة بإرضاع هؤلاء الأطفال ولا خوف عليهم، هناك حالة واحدة فقط سُجِّلت لطفل عند طفل عمره ٣٠ ساعة من كل هذه الحالات الظاهرة، فلا داعي للخوف أبدًا.
وأنهى دكتور “كيفين” كلامه بأنه لا ينصح بأدوية مناعية للأطفال في هذه الفترة، فقط يجب الابتعاد عن السكريات قدر الإمكان، أما بالنسبة لفيتامين سي فلا بأس به في هذه الفترة بالذات ولمدة ١٥ يومًا، لأنه يُحفِّز المناعة الداخلية ويحفَّز وجود فيتامين سي في الجسم.