يتناول مقالنا اليوم مناقشة أحد المخاطر التي تهدد شبابنا في العصر الحالي، وهو خطر لعبة بابجي في مجتمعنا، لذا دعونا نبدأ بتوضيح ما هي لعبة بابجي، بداية ظهور هذه اللعبة، وذكر بعض النقاط الخاصة بمخاطرها على مجتمعنا. Pubg’s danger “Player Unknown’s Battle Ground”
ما هي لعبة بابجي؟
لعبة بابجي هي أحد الألعاب القتالية التي إنتشرت بشكل سريع جدا بين مختلف فئات المجتمع بشكل عام وشبابنا بشكل خاص.
تم إصدار هذه اللعبة لأول مرة في عام 2017، حيث كان يتم ممارستها على أجهزة الحاسوب، أنظمة تشغيل الويندوز، والإكس بوكس، ثم بعد ذلك بدأ تحميلها على أجهزة الهواتف المحمولة أو الهواتف الذكية التي تحتوي على أنظمة الأندرويد الحديثة.
لعبة بابجي بصورة مختصرة هي عبارة عن مجموعة من المعارك والتي تعتمد بشكل أساسي على إستخدام مختلف أنواع الأسلحة بشكلها وإستخدامها في عالمنا على أرض الواقع، حيث يتم مشاركة 100 لاعب من مختلف أنحاء العالم في خريطة من ضمن ثلاث خرائط قتالية موجودة باللعبة، ويجب على جميع الأشخاص باللعبة القتال حيث يحاول كل فرد القضاء على الجميع حتى يفوز هو فقط.
منذ بداية إصدار هذه اللعبة وحتى وقتنا الحالي، تم تداول هذه اللعبة بين ما يقرب من 100 مليون شخص حول العالم، ويشير هذا العدد الكبير من لاعبين هذه اللعبة إلى مدى التأثير التي قد تسببه هذه اللعبة على عقول أطفالنا وشبابنا خاصة أو على فئات المجتمع بشكل عام. ونظرا لهذا الإنتشار الكبير لهذه اللعبة، لقد قامت العديد من الشركات الخاصة بصناعة الهواتف المحمولة والألعاب الإلكترونية بالمشاركة كراعي رسمي في بضعة أحداث خاصة بمشجعين لعبة ببجي والتي لقت نجاح كبير.
أهم مخاطر لعبة بابجي
في البيت، الشوارع، المدارس والجامعات تسيطر لعبة بابجي على عقول أطفالنا وشبابنا بصورة كبيرة إلى حد الإدمان فهم يقومون بلعب هذه اللعبة للعديد والعديد من الساعات بشكل متواصل.
تطلق هذه اللعبة رسالة عنف وقتل وإرهاب لأطفالنا وشبابنا، حيث أن هذه اللعبة قائمة على إستخدام الأسلحة بمختلف أنواعها كما أنها تقوم على فكرة القضاء على الجميع ليفوز شخص واحد فقط في اللعبة.
السيطرة بشكل سلبي على عقول الأطفال والشباب، حيث تسيطر هذه اللعبة على تفكير الشخص، فهو يقوم بإدمانها وممارستها على مدار اليوم لساعات طويلة، مما قد ينتج عنه إهماله لدراسته أو عمله.
تتسبب مثل هذه الألعاب في وقف التطور الطبيعي لعقل الطفل، كما أنها تمثل عائق لتنمية مهاراته والتي لا يمكن أن تطور إلا بالتعلم بصورة منهجية وليس بممارسة مثل هذه الألعاب الإلكترونية والتي لا فائدة لها.
يقوم بعض الأشخاص ذوي الأغراض البغيضة بالتواصل مع أطفالنا وشبابنا بشكل شرعي وإيقاعهم بالمصيدة الخاصة بهم من أجل إستغلالهم لأغراض جنسية أو إرهابية.
تحتوي هذه اللعبة على أشياء غريبة على مجتمعنا مثل رقصات غريبة، قتل، ذبح، لبس غريب، عادات وثقافات مختلفة عن عادات وثقافات مجتمعنا، يقوم شبابنا وأطفالنا بتقليد كل هذا تقليد أعمى مما يؤثر عليهم بصورة سلبية وتُنشيء لنا مثل هذه الألعاب جيل غير واعي وغير مثقف، وغير متمسك بهويته وثقافته.
تسبب هذه اللعبة زيادة معدل ضربات القلب الناتج عن الإجهاد الذهني حيث تحتوي هذه اللعبة على 30 فرصة حياة كحد أقصى لمحاولة الفوز مما يشغل تفكير أطفالنا وشبابنا في كيفية النجاة والفوز خلال اللعبة.
تؤثر هذه اللعبة على مفاصل الرقبة واليدين، ويرجع السبب في ذلك إلى زيادة تركيز الجلوكوز بالدم نتيجة اللعب لفترات طويلة.
وعلى الصعيد الإجتماعي، تلعب هذه اللعبة دورا هاما في التفكك الأسري وحدوث حالات طلاق في بعض الأحيان، نظرا لجلوس كل فرد بمفرده لفترات طويلة لممارسة هذه اللعبة، بدون الإهتمام بالتواصل مع أي من أفراد أسرته أو أصدقائه.
لذا فيجب على كل أب وكل أم بالإعتناء بأطفالهم وشبابهم، ومراقبتهم وحمايتهم من خطر مثل هذه الألعاب الإلكترونية، لينشأ لدينا جيل واعي، مثقف، صانع للحضارة والتقدم لوطنه.